تأثير الأدب الغربي على اتجاهات الأدب العربي الحديث

الأعمال البحثية لباحثة وروائية في أميركية الشارقة تنال تقديرًا لمساهمتها في الأدب العربي والمقارن والكتابة النسائية والتبادل الثقافي

الأعمال البحثية لباحثة وروائية في أميركية الشارقة تنال تقديرًا لمساهمتها في الأدب العربي والمقارن والكتابة النسائية والتبادل الثقافي

تركز الدكتورة بثينة خالدي، أستاذة الدراسات العربية والترجمة في الجامعة الأميركية في الشارقة، في أبحاثها على دراسة تأثير الأدب الغربي على اتجاهات الأدب العربي الحديث، وعلى البحث في التصوير السينمائي في الشعر العربي الحديث، وعلى التحقيق في الإنتاج الأدبي للمرأة العربية، فتتناول في هذه المجالات البحثية الثلاث النواحي المتداخلة للتبادل الثقافي والتطور الأدبي.
 ويأتي مشروع الدكتورة خالدي، وهي الباحثة متعددة التخصصات، في المجال البحثي الأول حول تأثير الأدب الغربي على اتجاهات الأدب العربي الحديث تطويرًا لمحاضرة كانت قد ألقتها تحت عنوان "تلقي أدب يوهان فولفغانغ غوته في العالم العربي"، والتي دعيت لإلقائها في ندوة "النهضة العالمية" التي نظمتها جامعة برينستون في برلين. وترى الدكتورة خالدي في بحثها أن الأدب والفكر العربي الحديث تأثر بمجموعة متنوعة من المؤثرات الثقافية الغربية، أبرزها الفرنسية والإنجليزية، منذ عصر النهضة.
 قالت: "إن الدراسة المتعمقة في أعمال مثقفي النهضة العرب يكشف عن تفاعلهم مع الأدب الألماني عبر الأدب والترجمة الفرنسية والإنجليزية، واللذين لعبا دور الوسيط في هذه العملية".
 وأضافت: "في الوقت الذي ركزت الأبحاث الموجودة في الكثير من الأحيان على افتتان غوته بأدب الجزيرة العربية القديمة وثقافتها، عمل بحثي على التركيز على تأثير غوته على الفكر الأدبي العربي في أوائل القرن العشرين".
ويركز مشروع الدكتورة خالدي في المجال البحثي الثاني، والذي طورته بعد محاضرة ألقتها في جامعة جورج تاون، حول التقاطع الشعري بين الشاعر والمخرج السينمائي والرسام الفرنسي جان كوكتو والشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، تناولت فيه تأثير التقنيات السينمائية والموضوعات وعناصر السرد البصري في الشعر العربي المعاصر. وترى الدكتورة خالدي أن أعمال البياتي تترك مجالاً للحوار والتفاوض، ليس بين الفنون النصية والبصرية فحسب، بل وبين الشعر العربي والغربي عبر تضمين العناصر السينمائية في الشعر. وكانت أعمال الدكتورة خالدي في الأدب المقارن والتحليل الأدبي قد نالت في وقت سابق تقديراً من أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة جورج تاون إليوت كولا، الذي وصف دراستها المقارنة للشعر وفنه للشاعرة العراقية نازك الملائكة والشاعر الأمريكي إدغار آلان بو بأنها "مساهمة حقيقة تعزز من فهمنا للحداثة وفن الشعر".
أما مشروعها البحثي الثالث، فهو يتوسع في محاضرة رئيسية كانت قد ألقتها في برامج الدراسات العليا في اتحاد لشبونة، الشبكة التي تستضيفها كلية العلوم الإنسانية في الجامعة الكاثوليكية البرتغالية، تحت عنوان "الكشف عن الكتابة بالأسماء المستعارة للكاتبات العربيات في القرن العشرين"، والتي كانت قد دعيت لإلقائها في جامعة كولومبيا. ويشكل بحثها جزءًا من عملها المستمر حول دور المرأة العربية في الصالونات الأدبية والثقافية وفن كتابة الرسائل، والذي نتج عنه كتابين هما "صحوة مصر في أوائل القرن العشرين: دوائر مي زيادة الفكرية" و" المضمر في الترسل النسوي العربي"، وقد ترشح الأخير للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب سنة 2015.
قالت: "إنني أتوسع في تناول مسألة صناعة الكتابة والتأليف عبر دراسة الطرق المعقدة التي عرضت بها النساء العربيات والبريطانيات والفرنسيات والفارسيات من فترات تاريخية مختلفة هذه القضية في كتاباتهن المنشورة. يمنحنا هذا البحث نظرة على التجارب والتحديات والمساهمات المتنوعة للكاتبات في سياقات ثقافية ولغوية مختلفة. فهو لا يعمق فهمنا للتعقيدات المحيطة بفن الكتابة والتأليف فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية صوت المرأة في تشكيل الخطاب الأدبي وتحدي المفاهيم التقليدية للتأليف والسلطة. فمن خلال دراسة منظورات متعددة الثقافات، يمكننا الكشف عن الموضوعات المشتركة والرؤى الفريدة التي تثري تقديرنا للإنجازات الأدبية للمرأة وتأثيرها على التقاليد الأدبية الأوسع. يسهم هذا البحث في تحقيق لفهم أكثر شمولية ودقة للتأليف والأدب، ويسلط الضوء على الأصوات ووجهات النظر المتنوعة التي تم تهميشها أو تجاهلها تاريخياً".
وفضلاً عن عملها الأكاديمي، الدكتورة خالدي روائية رُشحت روايتها "اختبال" لجائزة البوكر العربية لعام 2020، وهي تعمل على مشروعها القادم الإبداعي والمقرر أن يكون مجموعة قصصية. يذكر أن الدكتورة خالدي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونها جزءًا من أكبر حفل توقيع متزامن للكتب في العالم خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019.
يعزز قسم الترجمة والدراسات العربية في الجامعة الأميركية في الشارقة بيئة غنية لدراسة اللغة والأدب والتبادل الثقافي. ويهدف القسم بهيئته التدريسية المتخصصة إلى تزويد الطلبة بالكفاءة اللغوية والثقافية ومهارات التفكير النقدي اللازمة للنجاح في عالم معولم. لمعرفة المزيد، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني w.aus.edu/cas-ats.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot