ماذا يريد الشباب من إعلام اليوم في ندوة الثقافة والعلوم

ماذا يريد الشباب من إعلام اليوم في ندوة الثقافة والعلوم


ناقشت ندوة الثقافة والعلوم في جلسة افتراضية موضوع “ماذا يريد الشباب من إعلام اليوم؟” قدمتها صالحة عبيد عضو مجلس إدارة الندوة ورئيس اللجنة الشبابية بمشاركة صفية الشحي إعلامية إماراتية حاصلة على ماجستير اتصال جماهيري وتعمل مديرة التسويق والاتصال الجماهيري في معهد الإمارات للدراسات المالية والمصرفية، عملت في دبي للإعلام ولها الكثير من البرامج التلفزيونية، والإصدارات الأدبية، حاصلة على عدة جوائز، وحاصلة على جائزة أوائل الإمارات عن إنجازاتها في تعزيز القراءة.

ومحمد الهاشمي ماجستير العلوم والثقافة من بريطانيا، ولديه شهادة عليا في البحث العلمي عمل في الإعلام التلفزيوني لمدة 12 عاما وصدر له كتب أدبية ومقالات في السياسة والأدب والفكر والثقافة، ويعمل مدير إقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا للاتصال والمعرفة في منظمة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة.
ذكرت صالحة عبيد أن الإمارات اليوم في عامها الخمسين تدشن مسيرة حضارية هائلة ومتسارعة وملفتة، أمر لا جدال عليه، وتتوازي مع ذلك مسيرة إعلامية عكستها مجموعة من القنوات الإعلامية والحكومية والخاصة في رحلة مليئة بالتطورات اللافتة من جانب، والأسئلة الشائكة من جانب آخر. وقد نسمع أحياناً أن الإعلام المحلي قد لا يلبي التطلعات الحضارية للدولة ويتجلى ذلك في بعض الأزمات، في حين هناك يطل جدل آخر يقول إن الإعلام الرسمي أو التقليدي لا يلبي التطورات الإعلامية المتسارعة التي يمر بها العالم. في حين أطلت منصات التواصل الاجتماعي بأشكالها المتنوعة لتشكل منحى آخر يجب أن يواكبه الإعلام. لذا نتساءل ما الذي يريده الشباب من إعلام اليوم؟

وتساءلت صالحة ما هو الشكل المنشود لإعلام اليوم مع كافة التطورات المتسارعة على المستوى التقني والمهني، وهل سبق للإعلام المحلي أن وصل إلى مرحلة مثالية وما الذي ينقصه لمواكبة الإعلام العالمي.
ذكرت صفية الشحي أنه لو لم نكن إعلاميين هناك علاقة بالدرجة الأولى لا تقتصر على مجرد استهلاك المنتج الإعلامي، ولكننا كأفراد صناع جزء كبير من المحتوى الذي يتم تداوله، حتى أن المؤسسات الإعلامية بشكلها الكلاسيكي لا تستطيع النأي بنفسها عن ما يقدمه الفرد أو المواطن، وما يسعى للمشاركة به من معرفة وأخبار وأحداث وقصص.

وأضافت أنها من منطلق مهني كشخص له تجربة في الجانب الإعلامي والتسويقي، تطمح أن ترى إعلام متحرر من قيود الأداة والقوالب الكلاسيكية، ولكنه محتفظ بأخلاقيات المهنة، متحرر من التقليد، إعلام يقدم للجمهور ما يحتاجه وليس ما يريده، لأنه ليس دور الإعلام، إعلام يتجدد وقابل للتجدد حاضن للفلسفة التي بني عليها مفهوم الإعلام أي التواصل بالدرجة الأولى للارتقاء بالنفس والفكر وجمع المجتمع لا تفرقته.

وعن تغييب البرامج الثقافية في إعلام اليوم والذي ساهم في إضعاف الوعي بشكل أو بآخر رأت صفية أن مشكلة التعميم قضية أساسية، لأنه لا يوجد شكل معين للبرامج ولا يعني نجاح البرنامج الثقافي أن يقتصر فقط على الحوار مع أشخاص بعينها، وهذه قوالب تسببت في تراجع الثقافة في البرامج التلفزيونية، البرامج الثقافية يجب أن تكون أكثر حيوية مضمون قوي، والسبب أيضاً غياب الإحصاءات والدراسات العلمية التي تقيس حاجة المشاهد للبرامج وكيفية تلبية تلك الحاجة.

وأكدت أن الثقافة كائن ينمو لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كان حامليه مبدعين، وهذا متوفر ولكن طريقة التقديم والإخراج لهذا المبدع هي المشكلة، والبرامج الثقافية تتطلب كفاءات إعلامية من مقدمين ومعدين ومخرجين ومصورين، مدركين ودارسين لحاجة الجمهور ونوعية البرامج التي يجب أن تقدم. تحتاج القناة التلفزيونية والصحافة ذراع تعمل على مد حاجة الجمهور بما يلبي شغفه، وصراع تتعامل مع الجيل الجديد عبر منصات التواصل التي تخاطب حاجاتهم، فالثقافة تتمدد وممكن أن تكون قريبة لقب الجمهور.

وأكدت أن الإعلام الجديد يتطلب محاور الرقمنة والشخصنة وتحلحل القيود، ويعتمد على الأجهزة الذكية المحمولة والذكاء الاصطناعي والمستهلك الذكي وغيرها من الأمور.

وتساءل محمد الهاشمي هل حكمنا على الإعلام مطلق، أم يمكن تصنيف ما هو جيد أو ما هو سيء إعلاميا بشكل صحيح؟ وهذا يخضع للسؤال ما هو المطلوب من الإعلام والذي يريده مجتمع الإمارات من المجتمع، والأمر يختلف من مرحلة إلى مرحلة، الكثير ينظر إلى الإعلام التقليدي بأنه بعيد عن ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض يعتقد أن وسائل التواصل هي المرآة الواقعية لهموم الناس، وهذا قد يكون غير صحيح لأنها أحيانا تضخم المشكلات بشكل مبالغ فيها.

وأضاف أنه عاصر مرحلة ذهبية في الإعلام الإماراتي وصلت فيها قناة أبوظبي إلى مركز متقدم إعلاميا في متابعتها لغزو العراق وكثير من الأحداث العالمية وأصبحت قناة أبوظبي منافس قوي لكثير من القنوات الإعلامي، والآن هناك الكثير من التساؤلات هل ما يطرح إعلاميا من أعمال ثقافية أو برامج هو المطلوب في الوقت الحالي وهل الترفيه المعروض حالياً هو المطلوب وهل نحتاج إليه.. هناك الكثير من التساؤلات المتشعبة والتي تتطلب النظر إليها.

وأكد أنه من القسوة تحميل الإعلام مسؤولية الضعف الثقافي، لأن مساحة البرامج والصفحات الثقافية تتقلص، وهذا ناتج عن المتطلبات الأخرى لهذه المؤسسات، وخاصة أن كثير من هذه المؤسسات حكومية وغير ربحية، نتيجة أثر التسويق وضعفه في بعض المؤسسات وعدم وجود رعاة للبرامج الثقافية بشكل خاص. وهذا يتطلب معادلة تكافلية بين الجهة التسويقية والجهات غير الربحية والبرامج الثقافية.

وعن توافر الكفاءات الإعلامية الإماراتية أكد محمد الهاشمي أن هناك الكثير منها موجود وتشهد غرف الأخبار في كثير من القنوات الإخبارية بتوافر هذه الكفاءات سواء مذيعين أو مقدمين أو فنيين واستوديوهات قدمت الكثير من الأصوات الإماراتية التي تتحدث عن هموم الإماراتي وحاجته سواء على الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي. وعليه يرى أن هناك قصور في تقديم البرامج المخصصة لأبناء الإمارات والتي تناقش أمورهم أو تقدم ثقافتهم وحياتهم الاجتماعية خاصة وأن الدولة تضم كثير من الجنسيات التي يعنيها التعرف على الثقافة الإماراتية بمختلف الأشكال. وهذا ما يتطلب إيجاد مزيد من الفرص للكفاءات الإماراتية.

وأكد الهاشمي أن دولة الإمارات قدمت نموذج رائع إعلامياً خاصة في الأحداث العالمية ومثال على ذلك ما قدم في ظل جائحة كورونا من نزاهة إعلامية وخبرة علمية وكفاءة مواجهة.



Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot