مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يستضيف الكاتب والشاعر الكويتي عبد الله البصيص لمناقشة رواية طعم الذئب

مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يستضيف الكاتب والشاعر الكويتي عبد الله البصيص لمناقشة رواية طعم الذئب


استضاف مجلس شما محمد للفكر والمعرفة الكاتب والروائي والشاعر الكويتي عبد الله البصيّص، بحضور رئيس المجلس الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان عبر منشط ( ندوة الكتاب ) لمناقشة رواية ( طعم الذئب ) التي حصلت على جائزة معرض الشارقة لأفضل كتاب عربي عام  2017 ،  وافتتحت اللقاء. شما مهنئة الكاتب على هذا العمل الإبداعي والذي جعلنا نعيش أجواء صحراوية حيث كان للصحراء حضور خاص عند الكاتب استمد منها تاريخنا وقوة جذورنا التي رسخها كما أعربت في بداية الأمر عن إعجابها بإحدى تغريدات الكاتب في مواقع التواصل والتي شدت انتباهها وتركت أثرا لديها وهي (مهما كانت غزارة الماء في البئر، لن تأخذ منه إلا مقدار ما يتسع دلوك)

 ثم عرجت للحديث عن الرواية فقالت :  رواية طعم الذئب عمل مبدع، جعلنا نعيش أجواء صحراوية، وخاصة بالنسبة لي. فللصحراء حضور خاص، أستمد منها تاريخنا وقوة جذورنا التي رسخها أجدادنا على مر السنين.
الرواية ملحمة إنسانية. ومع صفحاتها الأولى شعرت وكأننا أمام مسرح بيئته صحراء حياتنا، تقف عليها جميع الشخصيات الإنسانية بكل إفرازاتها النفسية والحياتية. وكأن هناك فجوة زمنية صنعتها الرواية وأدخلتني فيها إلى زمن بعيد من تاريخ صحرائنا ما زال باقيا فينا بالكثير من تفاصيله كم هي حاضرة فينا تلك الصحراء حتى في قسوتها كأن الرواية اختصرت البشرية كلها في تلك البقعة من الصحراء. تروي قصة الصراع الذي يعيشه الإنسان عند الخط الرفيع الفاصل ما بين الشر والخير وما بينهم من تجارب حياتية تتكون وتتشكل من خلال البيئة التي نتفاعل معها وبها.

وأضافت : البصيص عكس في روايته حياتنا والذئب الذي يشكل قيمنا الفردية، والتي ينعكس ترويضها حسب نشأتنا لنكون هذا الذئب الرابط في دواخلنا، والفاصل بين الشر والخير، بين المحبة والكره. طرحت الرواية الكثير من الأسئلة الفلسفية حول الحياة، والعلاقات ما بين البشر، ومفاهيم القوة والموت والوجود والعدم.. أفكار كثيرة قدمتها الكاتب عبد الله البصيص في هذا العمل السردي الرائع الذي كان له قدرة على أن يجعلنا جزء من المشهد ونعيش كافة مشاعر وتحولات ذيبان وإدراكه أن ليس هناك خط فاصل ما بين الإنسان والذئاب عند تلك اللحظة التي تتضح فيها لذيبان صراعات الإنسان ويصبح العالم جحرا كبيرا ندخله بشرا لنخرج منه ذئابا.

ولقد استطاع الكاتب أن يغوص في صحراء النفس البشرية مما يجعل الكثير من التساؤلات والأفكار تتدفق خلال القراءة ويبقى لي عدة تساؤلات أطرحها عليك:
الأول: ما الذي يجعل من الذئب الداخلي وحشا أو صديقا ... وكم يستغرق من الزمن ... عمرا كاملا أم سنواتنا الأولى في تشكيل ذئبنا الداخلي؟
والثاني: هل قصدت بموقف زوجة خال ذيبان توضيح لدور المرأة في المجتمع الصحراوي قديما وأن لها دورا بجانب دور الرجل.. في المشاركة باتخاذ القرارات المصيرية؟

والثالث: ما رؤيتك حول أثر البيئة والجغرافيا في تكوين شخصية الإنسان؟
وهل مع التطور والتكنولوجيا والحضارة الحديثة ما زال للجغرافيا أثر في تشكيل شخصية الإنسان؟
وقد رد الكاتب بالشكر على  القراءة العميقة مشيرا إلى أن الشيخة د. شما استطاعت  أن تصطاد الأفكار الأولية التي بنيت عليها الرواية دور كبير في  تحريك عجلة الثقافة والأدب من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وأنا أتابع ذلك من خلال معارض الكتب ومجلس شما محمد للفكر والمعرفة   وأتتبع ذلك  واستفدنا كثيرا من كتاباتها ومن تركيزها على الجمع بين الأدب والثقافة والفكر في لغة شعرية يستطيع فهمها حتى الإنسان البسيط ، ولا تفترض معرفة عالية  مثلما يفعل بعض الأكاديميين وكذلك أثني على مجلس شما محمد للفكر والمعرفة لما  له من دور فعال  خلال أزمة كورونا .

وبالنسبة لموضوع الرواية وأسئلة د. شما عن دور البيئة في تشكيل شخصياتنا قال : إنّ أكبر عامل مؤثر على شخصية الإنسان هو بيئته (أقصد البيئة المكانية ) ، فأهل الجبل تختلف شخصياتهم  عن شخصيات أهل الصحراء كذلك شخصيات أهل الغابة عن الأرياف،  فالشخصية الصحراوية دائما تشبه الصحراء من ناحية الصلادة والقوة والشاعرية والسحر لأن الليل الصحراوي دائما ليل ساحر يعني جمال الليل وجمال النجوم فيه ووضوحها ورقة الهواء في الصحراء ، هذه كلها تصنع شاعرية إزاء صلادة الطباع عندهم ، وبالنسبة للسؤال الثاني ( هل الذئب في داخلنا نروضه أو أنه يخرج لنا بشكله هذا ؟)

أعتقد أن الإنسان يولد فيه صفات حيوانية وفيه صفات إنسانية ويجب على الصفات الإنسانية أن تطغى على الصفات الحيوانية، الذئب موجود في داخلنا لكن نحن نروضه عبر ثقافتنا و تربيتنا و ديننا و عاداتنا وتقاليدنا ، هناك عادات وتقاليد لنا جميلة وإنسانية وتتماشى مع العادات العالمية ، أما عن الرواية ، فرواية طعم الذئب أول ما طرأ علي قبل كتابتها، كانت فكرة الفرق بين الموت وبين الحياة ، فمثلا الشعور بأننا أحياء، لأننا نشعر أننا أحياء ليس هناك دليل ثان يقول أنتم أحياء ، واحتمال الموت ونحن ميتون لا ندري أننا ميتون، أعتقد بالشكل الآخر حتى أثناء الحلم نحن لا ندري أننا في حلم لأننا لا نشعر ، فهذا الفرق هو فرق الشعور يعني نعرف الكون نحن من خلال الشعور، ماذا لو كان الشعور هذا يكذب؟ هل الكون وكل شيء نراه هو حقيقة ؟ هذه كانت البداية ، اخترت الصحراء والبدوي ذيبان لأنه بعيد عن الثقافة والفلسفة ، أفكاره أولية ، معرفته للحياة ، معرفته للأشياء التي حوله ، معرفة صادرة عن ذاته، ليس عن خلفية ثقافية وهذا سهل علي أن أتعاطى مع الأمور بأولوياتها وبأشكالها الأولية دون أي تعقيدات ثقافية ودون أي مرجعيات لذيبان.

 وكانت الفكرة كلها تدور حول الحياة والموت والإنسان وتأثير مجتمعه عليه لأن جزء من معرفتنا صادرة من المجتمع وليس من ذاتنا ، حتى شخصيتنا المجتمع شارك في تشكيلها في قيود نحن لم نختارها، المجتمع اختارها لنا ، الإنسان هو الذي يضع قيود نفسه، هكذا يقول ( روسو) أما (ماركيز) يقول نحن نولد مرة واحدة ثم تتولى الحياة عملية ولادتنا المتكررة ، فهذا كان المقصد من كتابة الرواية ،  التي استخدمت فيها الشعر  فأنا شاعر وشاركت بشاعر المليون بأبوظبي و ملكة الشعر عندي وظفتها في قصائد ذيبان، القصائد الموجودة في الرواية هي قصائدي، أنا كتبتها للرواية أما عن اللغة الشاعرية فهي كانت اللغة التي تتماشى مع الصحراء، جمعت بين الجزالة وبين سهولة اللفظ  ورشاقة التعبير ،  وفي مداخلة د. رفيعة غباش طبيبة نفسية قالت: كنت مستمتعة بالكتاب ولكن ازدادت المتعة بسماع حديثك العميق جدا ، وسؤالي من أين جاءت الفكرة ؟ فهي جديدة بالنسبة لي ثم أسأل عن حوار ذيبان مع الذئب كانت المفاضلة في صالح الذئب وليست في صالح الإنسان ، الشيء الآخر أنا كطبيبة نفسية رأيت أن القصة في النهاية وضعت القارئ أمام عدم يقين مما وصل إليه هذا البطل في القصة وأظن كطبيبة نفسية أنه وكأن الرجل دخل في حالة ذهنية وعقلية غير صحيحة ، ما ردك على هذه التساؤلات؟

كم اقترحت د. رفيعة بأن يتم مناقشة الرواية مع من تقل أعمارهم عن 25 عاما لمعرفة أبعادها عليهم ، وكيفية تلقي مثل هذه الثقافة من قبلهم، ومقارنتها بتحليل ونقد وحوار من هم أكبر منهم سنا،  إن كان هناك وجه اختلاف أم لا ؟ كما أقترح بأن يتم إضافة الرواية ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات؛ لما لها من بعد ثقافي ، وبعد للتحليل النفسي، ورؤية مختلفة لأثر بعض التقاليد والعادات على الإنسان .
وقد شاركت الأستاذة  أسماء  صديق رئيسة صالون الملتقى الأدبي بقولها : الخلط بين الموروث باللاوعي هل هو يبقى مع القبيلة أو يتحرر، وعادات القبيلة هل يجب على الإنسان أن يلتزم فيها وألا يتحرر ويطلع منها ؟ هل هي إسقاط على مجتمعنا الحالي ؟

 وفي مداخلة من الأستاذة  موزة الشومي نائبة رئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل قالت فيها :كانت أم ذيبان تتمنى أن يطلع ذيب ، لكن خرج شاعرا فنانا حساسا يدق ربابة، وهذا لا يتوافق مع أمنيات أمه و ذكرت الليل كثيرا في الرواية  وجميع الأحداث ذكرتها بالليل فما حكايتك مع الليل في هذه الرواية ؟ أجابها بأننا نحن العرب أهل الليل وقصائدنا وأجمل أوقاتنا بالليل ، والليل هو الوقت الذي يخرج فيه الذئب ويخرج فيه شيطان الشعر وهو الوقت الذي يفضله الشعراء وذيبان شاعر ويحب الليل فدائما الليل للشاعرية ونحن أهل ألف ليلة وليلة .

وفي مشاركة د. فاطمة المعمري مديرة إدارة البرامج الثقافية وعضو مجلس الإدارة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات سألت: هل فعلا يوجد امتداد لهذه الثقافة القديمة ؟ وهل ما زلنا نجد أن الفرد جزء من القبيلة؟  وهل أنت ترفض العصبية القبيلة  ؟  أكد الكاتب بأننا نحن ورثنا من أجدادنا إرث الكرم والجود ومحبة الناس وإكرام الضيف ، هذا يجب أن نتعلق فيه، ونحن محافظون عليه مثل الثأر والعصبية القبلية وكل واحد يحتمي بقبيلته علينا أن نتمسك بالعدالة الموجودة حاليا ، أما الثأر والعصبية القبلية يجب أن تترك وتستبدل بالانتماء للوطن، ونحن قبيلة واحدة و قيادة واحدة .

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot