ضمن فعاليات مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي الثقافية ، استضاف المركز أمسية في اليوم العالمي للغة العربية ، تناولت واقع اللغة العربية ومكانتها فضلا عن إشكالاتها المعاصرة  والطموحات والتوقعات وما شهدته من مبادرات حديثة في المجتمع العربي.
أشار  الاستاذ الدكتور إياد عبدالمجيد  في مستهل الجلسة التي أدارها الدكتور علي عبد القادر ، مدير جمعية حماية اللغة العربية  ،  إلى أن  اللغة العربية من أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، حيث يتحدث بها ما يقرب من نصف مليار شخص حول العالم، بواقع أكثر من 422 مليون نسمة، يتوزعون بشكل أساسي في الوطن العربي، فضلا عن العديد من المناطق الجغرافية المجاورة، وهي لغة القرآن الكريم الذي يتلوه قرابة مليارين من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وهي مكون ثقافي وأدبي لأكثر من 21 دولة عربية يتحدثون بها بشكل يومي. في منصات مخصصة ، وقد شكلت لغتنا العربية مرتكزا رئيسيا للعلم والمعرفة ، وارتقت بجهود أبنائها الحثيثة ومبادراتهم لتعزيز مكانتها بين لغات العالم ، فهي أبرز أدوات بناء العقول ، وتعزيز المواطنة والاستثمار فيها لبناء الانسان والأجيال القادمة  ..
 وقدح عبد المجيد في الدعوى الباطلة أن اللغة العربية تتراجع ؛ لأن لديها من السمات تبقى وتتغلب على تحديات ضخمة ، وظلت غضة طرية .. وأشار إلى أن اليوم العالمي للغة ليس لأننا  ننساها ؛ فنحن نذكرها كلما قلنا بسم الله الرحمن الرحيم وقرأنا القرآن ونذكر جلالها  ..
ووضح عبد المجيد إشكاليات القراءة وماذهب إليه بعض المثقفين إلى تبني رؤى فكرية وفلسفية حديثة تهدف إلى الانفصال عن الموروث القديم وبخاصة في تعريب المصطلحات العلمية .. وتناول عبد المجيد عدة جوانب لغوية ليدلل من خلالها على خلود لغتنا مع مرور الزمن مشيرا الى أهم ميزاتها في الفصاحة ، والترادف ، وعلم المعاني ، وكثرة المفردات ، والتخفيف  ..بعدها عرض الدكتور عبد المجيد  إلى أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم ممثلة بالأزمة الحضارية ومزاحمة اللغات الأخرى،  فضلا عن المناهج الدراسية ، والمعايير الاجتماعية الخطأ،  والإعلام الإلكتروني  ..
وفي سياق الطموحات والمبادرات استحضر عبد المجيد دور الإمارات العربية المتحدة البارز في نهضتها وحمايتها للغة العربية لتشكل أنموذجا عربيا أصيلا في منظومة تطوير مسارات لغة الضاد على المستويين الداخلي والعالمي وظهر ذلك من خلال المبادرات وجهود القيادة الرشيدة التي استعرضها المحاضر ومنها تشكيل المجلس الاستشاري للغة العربية وميثاق اللغة العربية ، وتأسيس معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة زايد ، فضلا عن إطلاق معجم محمد بن راشدللغة العربية المعاصرة الذي أصبح معجما سنويا  .. ومبادرة لغتي برعاية الشيخ سلطان حاكم الشارقة ، ومجمع اللغة العربية في الشارقة الذي يعكف حاليا على إعداد المعجم التاريخي  للغة العربية الذي ينهض في إعداد أساتذة أكفياء من الوطن العربي    ..
وأشار عبد المجيد إلى  تاريخ اللغة وتطورها وتحدياتها عبر التاريخ مركزا على أنها رمز الهوية الوطنية التي تعبر عن حضارة الدولة في أي زمان ومكان  ..هذا وقد أعقب المحاضرة مداخلات للحضور  أفاضت في حب العربية وتمجيدها  ....