تبدو بقية السباق بالغة الصعوبة

«العم بيرني» ليس وحده، لكنه ضد الجميع...!

«العم بيرني» ليس وحده، لكنه ضد الجميع...!

-- لئن حصل جو على دعم الحرس الديمقراطي القديم، فإن بيرني يفوز بتأييد مايكل مور وأريانا غراندي
-- رهان محفوف بالمخاطر، وسوء تقدير، وتحالف مضاد مرتقب، هي مكونات كوكتيل مرّ سيقدّم الى ساندرز
-- دعم بايدن من قبل بيتيغيغ وكلوبشار يهدد بتقويض إمكانات ساندرز في ولايات الغرب الأوسط
-- رؤيتان لا يمكن التوفيق بينهما داخل الحزب الديمقراطي في انتخابات رئاسية شديدة الخطورة
-- هل يستطيع بيرني ساندرز القنّاص، أن يعيد اختراع نفسه في مسعى لجذب أتباع جدد؟
-- أساءت حملة بيرني تقدير مساندة الامريكان السود لجو بايدن


   الصورة الآن واضحة: “بيرني ضد الجميع”. في أعقاب الثلاثاء الكبير الشهير، حيث صوتت 14 ولاية أمريكية في نفس اليوم كجزء من الانتخابات التمهيدية للرئاسة الديمقراطية، يشعر سناتور فيرمونت بيرني ساندرز بالحرج.
   في غضون أيام قليلة، غادر العمدة السابق بيت بيتيغيغ، والسناتور آمي كلوبشار، وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ فجأة السباق لينضمّ الثلاثة رسميًا إلى نائب الرئيس السابق جو بايدن -جبهة مشتركة معتدلة صلبة، تهدف بوضوح إلى كبح ساندرز التقدمي للغاية.

   في الحبال، لكن لم تطله الضربة القاضية بعد، يراهن ساندرز ومؤيدوه على التحاق محتمل للمترشحة التقدمية الاخرى التي غادرت السباق، السناتورة إليزابيث وارين. في 5 مارس، قــــال ســـــــاندرز إنــــــه أثــار الموضوع مع هـــــذه الأخيــــرة، لكنهـــا لــــم تعلـن موقفهـــــا بعد. ومهما كان الأمر، فإن النتائج المتواضعة التي سجلتها وارن، تلقي بظلال من الشك على إمكانية الانتعاش الذي ستقدمه مساعدتها.

ضربة قاسية للسناتور المعلن كمرشح مفضل في الثلاثاء الكبير، والذي كان يُتوقّع أن يتحصّل على تقدم يحميه من أي “ريمونتادا” لخصومه. كان هذا قبل أن يعمل المعسكر المعتدل، في حوالي اثنتين وسبعين ساعة، على إعادة تجميع استراتيجي مذهل عشية الانتخابات.
    وبينما ما زلنا ننتظر آخر الإحصاء، فإن فريق بيرني ساندرز قد ينتهي به المطاف متأخرا على جو بايدن، ولو بفارق ضئيل، في السباق على المندوبين الضروريين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

معركة ضد الاستبلشمنت
     ما حدث مساء الرابع من مارس، عسير على الهضم بالنسبة لأنصار بيرني في ضواحي برلينجتون، في فيرمونت: “إنهم ببساطة يحاولون عرقلة مسيرته، انهم لا يريدون سماع أي شيء مما نقول”، يتأسف ريك، وهو سبعيني مهيب، جاء لرؤية المترشح الذي كان عمدة المدينة. و “هم”، تعني اباطرة الحزب الديمقراطي وكباره، الاستبلشمنت، الذي يؤرقه صعود ساندرز منذ حملته الانتخابية لعام 2016.
   ومن المفارقات، أن ريك في وضع جيّد لفهمهم: “لقد كنت أحد المتشككين عندما كان بيرني عمدة ثم عضوًا في الكونغرس. لقد غيّرت رأيي عندما ترشح لمجلس الشيوخ: لقد لاحظت أنه خلال عشرين عامًا من السياسة، ظل دائمًا كما هو... وفهمت أنه كان حقيقيا لا يتصنّع».

   وبينما يرى اتباعه في ذلك ثباتًا يحظى بالاحترام، فإن الاستبلشمنت الديمقراطي، يرى من جانبه، صلابة خطيرة إلى حد ما: رؤيتان لا يمكن التوفيق بينهما، في انتخابات رئاسية شديدة الخطورة.   في قاعة فيرمونت الضخمة، التي تستقبل مؤيدي الساعات الاولى، كانت المناقشات حيوية: المعاهدة التي ابرمتها الكتلة الوسطية بين عشية وضحاها، تبدو وكأنها إعلان حرب، بالتأكيد مؤدب.
   لذا لم تكبح الرسالة الإخبارية التي أرسلت من قبل حملة ساندرز إلى مؤيديه جماح كلماتها: “لقد حدّد الاستبلشمنت خياره: أي شخص كان الا بيرني ساندرز. “…” ويجسّد ذلك المغادرون للسباق من أجل منعنا من الفوز بالترشيح... لا يهم، كنا نعرف ذلك دائما، وكنتم دائما تعرفون ذلك، الآن على الأقل أصبح الأمر واضحًا للجميع. «

قاطعه السود
   ولئن كان المعسكر التقدمي جاهزا لإلقاء اللوم على مناورات التحالف هذه قصد شرح انهيار الثلاثاء الكبير، فان هناك بعض الحقائق القاسية: “لقد أساءت حملة بيرني تقدير دعم الامريكان السود إلى جو بايدن”، يقول غاريسون نيلسون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرمونت، الذي عمل مع ساندرز على مر السنين.
   ضمّ العديد من الولايات الجنوبية، منح الثلاثاء الكبير جو بايدن نتائج ساحقة من الناخبين السود: 62 بالمائة في ولاية كارولينا الشمالية، 69 بالمئة في ولاية فرجينيا، 72 بالمئة في ولاية ألاباما، وفقا لاستطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع أجرتها سي إن إن.
   لقد سبق ان عانى بيرني ساندرز من هذا النقص في الدعم عام 2016، وكان يعتقد خطأً أنه قد ألغى ذلك، ويعتبر نيلسون: “لقد فشل بيرني في إقامة علاقة حميمية مع المواطنين السود. وقد احتفظ برؤية تبسيطية لـ “أقلية” تساء معاملتها، ويجب إنقاذها، وهذا خطاب يزعج جزءً كبيرًا من السود».
   ومع ذلك، يلاحظ استثناء بين الشباب الأمريكيين من أصل أفريقي، حيث ساند اغلبهم ساندرز، خاصة في تكساس. المشكلة: أثبت معدل مشاركة جيل الألفية، الذي راهن عليه استراتيجيو فيرمونت بشكل كبير، أنه مخيب للآمال، في كل الجماعات العرقية مجتمعة.

شعلة مستمرة ولكنها تترنح
   رهان محفوف بالمخاطر، وسوء تقدير، وتحالف مضاد مرتقب، هي باختصار المكونات الرئيسية لكوكتيل مُرّ سيتم تقديمه طازجًا الى بيرني ساندرز. هل يستطيع التغلب عليه؟ إذا تم طرح السؤال على جان بيير رافاران، فإنه سيجيب دون شك أن “الطريق مستقيم، لكن المنحدر حاد».
    ان الدعم الرسمي لبايدن من قبل بيت بيتيغيغ (من إنديانا) وإيمي كلوبشار (ممثلة مينيسوتا) يهدد بتقويض إمكانات ساندرز في العديد من ولايات الغرب الأوسط (ميشيغان، إلينوي، أوهايو) الذين سيصوتون في الأسابيع القادمة.
  والأكثر من ذلك، انه في الوقت الذي يتمتّع فيه ساندرز بماكينة لجمع الأموال لا نظير لها، فإن دعم الملياردير مايكل بلومبرغ سيعيد بعث جو بايدن المفلس منذ فترة طويلة.
   اذن، بيرني ساندرز هو الآن ضد الجميع، ولكن ليس وحده. شهد تجمّع بيرلينجتون، تدفق أكثر من 3000 مؤيد بقمصانهم القديمة من حملات ساندرز الانتخابية الأولى، وفي الانتظار: يستمر السبعيني في جذب الحشود وإثارة الحماس، من خلال حفلات موسيقية ينظمها تحت عنوان ‘العدو العام’، و’ويكند مصاص دماء .
   لئن حصل جو بايدن على دعم الحرس الديمقراطي القديم، فإن بيرني يقوم بحملته مع مخرج الأفلام الوثائقية مايكل مور، ويبحر على دعم أريانا غراندي.
  «نحن نصوّت لصالحه لأنه غيّر مدينتنا، أطفالنا يصوتون له لأنهم يجدون أنه رائع”، كما تقول زوجة ريك.

تحالف يصعب توسيعه
    وإذا تجاوزنا مكانته كروك ستار، فان مجتمع اللاتينوس خاصة هو الذي يثبت في صناديق الاقتراع، أنه الدعم القوي للذي أطلقوا عليه لقب “العم بيرني”. في الثلاثاء الكبير، حصل المترشح على تأييد 41 بالمئة من الناخبين اللاتينوس في تكساس، و49 بالمئة من الناخبين في كاليفورنيا، كما تشير الاستطلاعات التي أجرتها ان بي سي.
    و”بالتأكيد، سيساعده هذا في أريزونا ونيو مكسيكو، يقول جاريسون نيلسون، ولكن ليس في فلوريدا، حيث تقف المجموعة الضخمة من أصل كوبي ضد تصريحاته التي اعتبروها ملتبسة وغامضة بشأن نظام كاسترو”.
 إن المخاطر كبيرة، لأن فلوريدا هي الولاية الرابعة في عدد المندوبين.
   في الواقع، تبدو بقية السباق بالغة الصعوبة بالنسبة لسناتور ولاية فيرمونت.
 وحتى إن كانت العديد من أفكاره التقدمية تغوي غالبية القاعدة الديمقراطية، فإن عديد المعطيات تشير في النهاية إلى أنه لم يقم بتوسيع ائتلافه الانتخابي لعام 2016 الا بشكل طفيف.
   إنه إذن سؤال آخر أعمق يطرح نفسه الآن: هل سيستطيع بيرني ساندرز القناص، أن يعيد اختراع نفسه لمحاولة تكوين أتباع جدد؟ يعمل اســـــتراتيجيوه، على الأقل، على ذلك.
   لدى جاريسون نيلسون شكوكه: “بيرني يعاني من عمى الإيديولوجي. إنه لا يتغير، ولا يمكن أن يتغير... عمره 78 سنة، وهو عنيد. هناك فرق كبير بين الثبات والجمود، وأخشى أن بيرني جامد أكثر منه ثابتا».

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot