رفعت الحركة من مستويات العنف منذ بداية الوباء

أفغانستان...فيروس كورونا أكثر رحمة من طالبان

أفغانستان...فيروس كورونا أكثر رحمة من طالبان


يحيي وباء فيروس كورونا ذكريات الحروب، إذ يعيش الناس في حالة توتر وعدم يقين، ويسود قلق من نقص في المواد الغذائية.
وتشير رويا رحماني، سفيرة أفغانستان لدى الولايات المتحدة، في مقال بصحيفة “ذا هيل” الأمريكية إلى أن أفغانستان تخوض حالياً حربين: الأولى ضد الإرهاب، والثانية ضد فيروس كورونا. وتبدو آثار الوباء قاسية، ولكنها تتضاءل بالمقارنة مع خوف وصراع سيطرا على حياة الأفغان طيلة حرب بدأت قبل أربعين عاماً.
 
الفيروس لا ينتظر
حلاً سياسياً
وتوضح الهجمات الشنيعة الأخيرة في كابول وننغارهار أنه لا بد من وضع نهاية لهذه الحرب.
وفضلاً عن الرعب الفظيع للهجمات الإرهابية، تمنع الحرب ضد الإرهاب الشعب الأفغاني من  مواجهة الوباء بشكل فعال، ومن المؤكد أن الفيروس لن ينتظر حلاً سياسياً. ولكن، حتى في مواجهة احتمال وفاة عشرت الآلاف بسبب الفيروس، وتعطل الاقتصاد، ترفض حركة طالبان القيام بواجبها وتطبيق ما تحتاج إليه أفغانستان بشدة: هدنة إنسانية.

نتائج مروعة
وبرأي الكاتبة أنه حتمي بالنسبة لبلد يعيش حالة حرب ويطاول الفقر فيه أكثر من 55% من أبنائه، أن يعصف فيروس كورونا به وباقتصاده، وأن تكون نتائجه على المدى الطويل مروعة. ولكن يخشى أن تكون هناك آثار طويلة الأمد لا على المستوى الإنساني فحسب، بل أيضاً على مستوى الأمن الدولي. ويبدو أن الوباء يفاقم الفقر.
وترى الكاتبة أن الفقر نفسه لا يجعل الناس إرهابيين. لكن كوفيد-19 يولد بيئة يرتفع فيها عدد الأشخاص الذين يفتقرون لفرص عمل، والخيارات لإعالة أسرهم، ما يجعلهم أهدافاً طبيعيين للتجنيد. وستكون التنظيمات الإرهابية القوية ضارة بالأمن الأفغاني والعالمي، وستعيق جهود الحكومة لمحاربة فيروس كورونا.

هجمات متواصلة
وحسب الكاتبة، قد تؤدي محاولات الحكومة لحماية الأفغان من هجمات طالبان المتواصلة لتحويل موارد في وقت تحتاج فيه للتركيز على الاستجابة لكوفيد- 19، ومحاربة الفقر والدفاع عن الأفغان ضد داعش.
لذا، على جميع الأطراف بذل كل ما في وسعهم لتخفيف أثر كوفيد- 19 في أفغانستان، من أجل حماية الشعب الأفغاني من المرض حالياً، ومن تزايد العنف على المدى البعيد. وتعمل الحكومة الأفغانية بجدية لاحتواء الوباء. ولكن عوض العمل على حماية سكان أفغانستان، رفعت طالبان من مستويات للعنف منذ بداية الوباء.
وفيما التزمت الحكومة الأفغانية الاتفاق، وبقيت في وضع دفاعي، لم تحترمه طالبان. ومنذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير( شباط)، نفذت طالبان 3,712 عملاً إرهابياً عبر أفغانستان، وقتلت ما لا يقل عن 469 مدنياً، وجرحت ما يزيد عن 469 شخصاً.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة لتقديـــــــــم المســــــاعدة إلى أفغانستان لمقتل 1,293 مدنياً في الربع الأول من 2020، منهم 150 طفــــلاً، وســـــــط زيـــــــادة ملحوظة في العنف في شـــــــهر مارس( آذار).
وفي شهر رمضان، الذي يحظر فيه حتى السجال اللفظي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب مئات بجراح.
ورغم تراجع نسبة وفيات المدنيين بنسبة 16% مقارنة بالعام الماضي، ارتفعت إجمالي مستويات العنف، وخاصة ضد قوات الأمن الأفغانية. ولم تسجل، حتى تاريخه، سوى 136 حالة وفاة ناتجة عن فيروس كورونا، فيما تقتل طالبان عشرات الأشخاص يومياَ.

هدنة إنسانية
وترى الكاتبة أن أفغانستان بحاجة ماسة إلى هدنة إنسانية. ولن تنقذ تلك الهدنة أعداداً لا حصر لها من الأشخاص وحسب، بل قد تخفف من أثر فيروس كورونا على الاقتصاد وتمنع ضعفاء وفقراء أفغاناً من اللجوء إلى تنظيمات إرهابية. كما أنه سيزيد من احتمالات تحقيق الأمن للعالم بأثره.
وفي ختام مقالتها، تعبر الكاتبة عن أملها بعودة العالم إلى الوضع الطبيعي بعد القضاء على الوباء، وهي تحلم بأفغانستان جديدة لا يخشى سكانها من المرض والعنف عند خروجهم من منازلهم، وحيث لا يقتل مواليد جدد، ولا يتم تطبيع عنف لا معنى له.
ولتحقيق حلمها، ترى الكاتبة أن بلدها أفغانستان بحاجة إلى هدنة إنسانية لأجل إرساء السلام والأمن، ما سوف يؤدي لإنقاذ أرواح أشخاص اليوم وغداً.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot