لم يعد بإمكان أنقرة توقع أي دعم من ألمانيا

أوروبا تعلمت الدرس...لن تستسلم لابتزاز أردوغان مجدداً!

أوروبا تعلمت الدرس...لن تستسلم لابتزاز أردوغان مجدداً!

شرح الصحافي البريطاني والباحث البارز في معهد غيتستون الأمريكي كون كوغلين الأسباب التي تجعل ابتزاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدول الأوروبية غير ذي جدوى. وكتب في موقع المعهد نفسه أنه إذا كان أردوغان يعتقد أن بإمكانه التنمر على القادة الأوروبيين عبر إثارة موجة جديدة من اللجوء في جنوب أوروبا، فعليه التفكير مجدداً.
أعلنت أنقرة أنها ستفتح مجدداً البوابات كي يتدفق ملايين اللاجئين الهاربين من الحرب السورية الوحشية للانتقال إلى جنوب شرق أوروبا بحثاً عن اللجوء، لإقناع القادة الأوروبيين بدعم الوضع المأسوي المتزايد لتركيا في سوريا.
بعدما أطلق هجوماً عسكرياً غير حكيم ضد نظام الأسد في شمال سوريا، يجد أردوغان نفسه الآن في مواجهة تداعيات تصرفاته، حيث شنت قوات النظام مدعومة من روسيا وإيران حملة عالية الفاعلية ضد الأتراك مما أدى إلى إسقاط العشرات من القتلى في صفوف الجيش التركي. علاوة على ذلك، أدى قرار تركيا بنشر الآلاف من جنودها شمالي سوريا إلى موجة جديدة من اللجوء إلى جنوب تركيا حيث يعاني المسؤولون الأتراك أصلاً في التعامل مع حوالي 4 ملايين لاجئ سوري.

حسابات خاطئة
تابع كوغلين أن واحداً من الأسباب الرئيسية التي يواجه فيها أردوغان هذا المأزق الصعب هو أنه قلل بشكل سيئ من طبيعة علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حين اتخذت تركيا السنة الماضية القرار المثير للجدل بشراء منظومة أس-400 الروسية، كانت حسابات أردوغان أنه سيفتتح حقبة جديدة من التعاون الودي مع موسكو، حتى ولو أدى الدفع باتجاه هذه الصفقة إلى تعريض علاقتها مع حلف شمال الأطلسي للخطر.
برز بالتأكيد توقع في أنقرة بأن تحسين العلاقات مع موسكو من شأنه أن يحسّن أيضاً التعاون بين الدولتين عقب تسوية ما بعد النزاع في سوريا، خصوصاً ما يتعلق برغبة تركيا في إنشاء منطقة آمنة شمالي البلاد.
وفقاً لما أظهره الصدام العسكري الأخير، إن الأولوية الأساسية لروسيا هي دعم نظام الأسد في محاولاته استعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة في شمال سوريا. لذلك، يجد الروس أنفسهم الآن في مواجهة مباشرة مع القوات التركية في محافظة إدلب، حيث يحاول الأتراك حماية عدد من الميليشيت الإسلاموية التي تريد إطاحة نظام الأسد.
أضاف كوغلين أن الأزمة الحالية هي من صنع أردوغان بشكل كامل لكن ذلك لم يحل دون محاولته تشتيت الانتباه عن تعامله السيئ مع النزاع، من خلال إثارة موجة جديدة من اللاجئين في أوروبا.

لا ثمار مرجوة
استخدم أردوغان هذا التكتيك بفاعلية كبيرة منذ خمس سنوات، حين نجح بإقناع الاتحاد الأوروبي بتعهد دفع ستة مليارات يورو إلى أنقرة في مقابل إبقائها اللاجئين داخل الأراضي التركية. لكن بحسب رد الفعل الأساسي للقادة الأوروبيين على محاولة أردوغان الأخيرة لابتزازهم، يبدو أن مخطط تركيا الحالي لن يؤتي الثمار المرجوة.
انتهى اجتماع لسفراء حلف الناتو الأسبوع الماضي لمناقشة الوضع الضعيف للقوات التركية في سوريا، بإبداء عبارات التعاطف مع الأتراك، فقط لا غير. لكنّ أعضاء آخرين في الحلف الأطلسي هم ببساطة غير مهتمين بالتورط في نزاع قد يجرهم إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

تكتيك
سيكتشف أردوغان وجود تصلب في مواقف الزعماء الأوروبيين خلال التعامل مع الموجة الجديدة من اللاجئين بالمقارنة مع ما كانت عليه الأمور منذ خمس سنوات حين استخدم تكتيكات الابتزاز. خلال اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لمناقشة موجة اللجوء، أعرب مسؤولون عن غضبهم من سلوك أنقرة. وأشار كوغلين إلى أنه لم يعد بإمكان أردوغان توقع أي دعم من ألمانيا كما حصل في المرة الأخيرة حين استقبلت المستشارة أنجيلا ميركل حوالي مليون لاجئ، الأمر الذي قوض شعبيتها بشكل كبير.
خلال الأيام الأخيرة، اتخذ مسؤولون بارزون في حزب ميركل موقفاً أكثر تشدداً إزاء مسألة المهاجرين، حين أعلن سياسي بارز في حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي هذا الأسبوع أن لا طائل من القدوم إلى ألمانيا. لا نستطيع استقبالكم . وأكد الكاتب في الختام أن أوروبا سقطت أمام تكتيكات أردوغان التنمرية الصبيانية في الماضي، لكن الأدلة تشير حالياً إلى أن مسؤوليها لن يكرروا الأمر نفسه مجدداً.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot