محرجة بسبب اتهام بايدن بالتحرّش:

حركة «مي تو» بسرعتين، وضحيّة الكيل بمكيالين...؟

حركة «مي تو» بسرعتين، وضحيّة الكيل بمكيالين...؟

-- زاوية الهجوم هذه تعرض أيضًا معسكر المحافظين لاتهامات بالنفاق
-- على غرار معظم هذه الحالات التي تعود إلى عدة عقود، من الصعب إثبات الوقائع
-- لم تستفد تارا ريد على الفور من دعم المنظمات النسوية والديموقراطية
-- تتهم تارا ريد المرشح الديمقراطي بايدن  بالاعتداء عليها جنسياً عام 1993
-- المشكلة أن هذه المقاربة المعتدلة لم تكن هي القاعدة قبل تارا ريد
-- بالنسبة للمدافعين عن بيرني ساندرز، هذا الكيل بمكيالين يكشف عن نفاق الاستبلشمنت الديمقراطي

 
   أبريل 2019، شهدت تارا ريد، مساعدة برلمانية سابقة، في الصحافة على أنها، مثل سبع نساء أخريات، تعرضت لسلوك غير لائق من جانب جو بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة، والذي يتصدر حاليًا استطلاعات الرأي ضد دونالد ترامب.
   بعد مرور عام تقريبًا، في نهاية مارس 2020، أكدت ريد خلال مقابلة بودكاست أنها في الحقيقة لم تكشف عن كل شيء: وتتهم بايدن أيضًا بالاعتداء عليها جنسياً عام 1993.

 وعلى غرار معظم هذه الحالات التي تعود إلى عدة عقود، من الصعب إثبات الوقائع.
   ولكن على عكس الضحايا المفترضين الآخرين، لم تستفد تارا ريد على الفور من دعم المنظمات النسوية والديموقراطية ونشطاء “مي تو”، المحرجين إلى حد ما من بروز هذه الاتهامات الجديدة في اوج الحملة الرئاسية.
   وتستمر الممثلة أليسا ميلانو، التي أعادت إطلاق هاشتاغ “مي تو” عام 2017، في دعم جو بايدن. وقالت في مطلع أبريل إن الحاجة إلى “تصديق النساء” (شعار “صدق النساء”) لا يجب أن يتم “على حساب اجراءات عادلة للرجال وإجراء تحقيق صارم».

اعتدال غير مسبوق
   المشكلة، هي أن هذا النوع من المقاربات المعتدلة لم يكن هو القاعدة قبل تارا ريد. وهذا هو السبب في أن شخصية أخرى في حركة “مي تو”، الممثلة روز مكغوان، اغتنمت الفرصة على الفور لوصف ميلانو بأنها “تتحايل».
  عام 2017، عندما اتهمت العديد من النساء السيناتور الديمقراطي آل فرانكن بسلوك غير لائق، كانت ميلانو أكثر إصرارًا. وغردت “عدم التسامح. إذا لم نحمّل الجميع مسؤولية هذه السلوكيات الرهيبة -فلن يتغير شيء... آسفة آل فرانكن، لم يعد بإمكانك تمثيل النساء في ولايتك. «
   وتحت ضغط معسكره وأصوات نسوية في شبه اجماع، استقال فرانكن في ديسمبر 2017، دون إجراء أي تحقيق في مجلس الشيوخ.
وكانت السيناتورة الديمقراطية في نيويورك كيرستن جيليبراند، أول من أصر على استقالة فرانكن، موضحة أن سيناتور مينيسوتا يحق له التحقيق من قبل لجنة الأخلاقيات، ولكن “سيكون من الأفضل لبلدنا ان يوجه رسالة واضحــــــة ... من خـــــلال الاستقالة «.
   بعد ثلاث سنوات، وبعد اتهامات تارا ريد وغيرها من النساء، دافعت هذه السيناتورة نفسها عن جو بايدن بهذه العبارات: “نفى نائب الرئيس بايدن بشدة هذه المزاعم، وأؤيد نائب الرئيس بايدن».
   وبالنسبة للمدافعين عن بيرني ساندرز، الذين احتل المركز الثاني بعد بايدن خلال الانتخابات التمهيدية، فإن هذا الكيل بمكيالين يكشف عن نفاق الاستبلشمنت الديمقراطي.

ِ«من أهم الانتخابات
في حياتنا»
  في بودكاست لـ” ذي انترسبت”، وهو منبر إعلامي يساري ناقد للحزب الديمقراطي، قارن صحفي قضية بايدن بقضية بريت كافانـــــو، القاضي المحافظ الذي اتهمتــــــه كريستين بلاسي فورد بالاعتداء الجنسي في المدرسة الثانوية عام 2018: “ أنا ممزق... أنا مشتت، أريد أن أصدق تارا ريد، ولكن في الوقت نفسه، يجب الاعتراف بأنه لا يوجد حاليًا دليل ملموس يثبت أن جو بايدن اعتدى عليها جنسياً كما تصف.
ولكن لـــــم يكن هنـاك دليل دامغ في قضيـــــة بريت كافانو... لم يكن هناك شيء... لكنـــــنا استمعنا، وأخذنا الأمر على محمل الجد وصدقنـــــا كريســتين بلاســــي فورد «.

   قد تبدو بلاسي فورد، أستاذة علم النفس، أكثر مصداقية من ريد، حيث شكك البعض في استقرارها العقلي (2018، كتبت مقالًا غريبًا يمجّد فلاديمير بوتين). لكن لكل منهما العديد من الشهود سبق ان استمعوا لروايتهما للأحداث، وقد أرسلت ريد شكوى بالتحرش الجنسي كتابةً إلى مجلس الشيوخ. دون أن ننسى أن أحد الموضوعات الكبرى لحركة “مي تو” هو أنه حتى الضحايا “المضطربات” يجب أن يؤخذن على محمل الجد، وأنهن لا يتذكرن بالضرورة الاعتداء عليهن.

   ورغم ذلك، استهلكت وسائل الإعلام الرئيسية وقتًا طويلاً لمنح الكلمة إلى تارا ريد، التي قالت إن بايدن دفعها على الحائط واخترقها بأصابعه عام 1993. وطيلة شهر، لم تتم دعوتها من قبل القنوات التلفزيونية الرئيســــية (باستثناء فوكس نيوز) وتمت محاورة بايدن عدة مرات على شاشة التلفزيون دون أن يتم طـــــرح أي سؤال حول الموضوع.
  وطرح أول سؤال في 1 مايو على ام اس ان بي سي.  وبالمثل، تجنب مقدمو البرامج الحوارية، الذين يشعلون عادةً هذه القضايا، الموضوع، وعندما اتصلت صحيفة ديلي بيست بعشر منظمات لحقــــوق المرأة فيما يتعلق باتهامات تارا ريد، لم تعلق أي منها.

   بعض الناشطات النسويات كن صادقات إلى حد ما في تفسير موقفهن البراغماتي، مثل تارانا بورك، الناشطة ووراء شعار “مي تو” الذي استعارته أليسا ميلانو. “إنه أمر محـــرج، لكن هــــــذه القصـــــــة تؤثــــــر علينــــــا بشكل مختلف لأنها تأتي في منتصف واحدة من أهم الانتخابات في حياتنــــا... آســــفة لتخييب ظنكم، لكن ليس لــــدي إجابات سهلة «.
يمكن فهم هذه المقاربة بالنظر لرهانات الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ولكنها أيضًا غير متوافقة تمامًا مع عدم مرونة الناشطات في العديد من الحالات السابقة.

الأولوية لتحقيق متوازن
   من الواضح أن اليمين يستمتع بهذا المنعرج، خاصة فيما يتعلق بكثافة الدعم والإجماع الذي منح لكريستين بلاسي فورد أثناء إجراءات تثبيت كافانـــــــو في المحكمة العليا. ولكن بمــــــا أن ترامب متهم بالاعتـــداء الجنسي من قبل اثنتي عشرة امرأة، فإن زاوية الهجوم هذه تعرض أيضًا معسكر المحافظين لاتهامات بالنفاق.
   في هذه القضية، الخاصية المحرجة الأخرى لجو بايدن، هي أنه بصفته نائب رئيس باراك أوباما، دافع عن مبادئ أصبح ملزماً الآن الاستهانة بها للدفاع عن نفسه.

     عام 2011، كرّس إصلاحًا يقضي بالتعامل مع اتهامات الاعتداءات الجنسية في الجامعات. وفي هذا الإطار الجديد، يمكن للجامعة أن تستخدم الحد الأدنى من الأدلة لتحديد ذنب المتهم: يكفي أن تكون شهادة الذي يتهم محتملة أكثر من العكس. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن المحققون في الجامعة مطالبون دائمًا بإبلاغ المتهم بتفاصيل الشكوى المقدمة ضده، ولم يكن يحق له الحصول على محام.
   وأدت هذه الإجراءات إلى عمليات طرد عديدة، ولكن منذ عام 2011، قدم مئات المتهمين شكاوى ضد جامعاتهم وحصلوا على تعويضات. وكما تلاحظ جيني سوك غيرسن، أستاذة القانون بجامعة هارفارد في مجلة نيويوركر، يطالب بايدن الآن بمراجعة صارمة لاتهامات ريد ومصداقيتها، لكنه دافع في الجامعات عن نظام يمنع المتهمين بالاستفادة من فرضية البراءة.

    تطالب بعض النسويات بترشيح مرشح آخر ليحل محل بايدن، موضحات أن هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على تناسق ومعنى حركة “مي تو”. وترى اخريات هذه الحالة على أنها تصحيــــح مفيــــــد، ووســـــيلة لإعادة تعريف معنى شعار “صدقوا المــــــرأة” بطريقــــة أكثـــــر واقعية.
وبالنسبة لجيني سوك غيرسن، قد يكون للجدل حول الاتهامات ضد بايدن ميزة تشجيع نسخة من “مي تو” تعطي الأولوية لتحقيق متوازن بدلاً من الأحكام المتسرعة، خاصة في الحالات التي تكون فيها الحقيقة صعبة التأكيد.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot