كورونا يكشف الوجه الحقيقي لإيران

كورونا يكشف الوجه الحقيقي لإيران

يرى المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تشارلز فاديس أن الأنظمة القمعية غير مشهورة بمرونتها وسرعة استجابتها للكوارث، وإيران ليست استثناء لهذه القاعدة. فبعدما واجه ملالي طهران انتفاضة مفتوحة وإذلالاً بسبب اضطراره للاعتراف بإسقاط طائرة مليئة بالركاب المدنيين الأبرياء، عادوا إلى التكتيكات التسلطية.
وأضاف فاديس في صحيفة ذا هيل  الأمريكية أن الملالي منعوا ثلث النواب في مجلس الشورى السابق من الترشح الى الانتخابات التشريعية الأخيرة، بسبب تمتعهم بالعادة المزعجة القاضية بالتفكير بشكل مستقل. ثم استبعدوا ما لا يقل عن 7 آلاف مرشح لأنهم بدوا غير أهل للثقة.

ونظم الملالي بعدها ما يرقى إلى انتخابات مزيفة فزرعوا مجلساً تشريعياً يغص بالمتشددين وممثلي الحرس الثوري. ولم يأبه آيات الله بأن ما يزيد قليلاً عن 42% من الناخبين فقط بذلوا جهداً كي ينتخبوا. لكن الأمور اختلفت اليوم. فشل الإنسان 40 سنة في إنهاء الاستبداد الإيراني الديني والإرهاب الدولي، لكن الطبيعة الأم قد تنجح في ذلك. يجتاح فيروس كورونا العالم ويضرب إيران بشدة فيما تبدو البلطجية الحاكمة عاجزة عن مواجهة أو حتى ابطاء انتشاره.

اعترفت إيران بوفاة 145 شخصاً من المرض. لكن المعارضة تقول إنه توفي حوالي 1800 مصاب بالفيروس. ووصف النائب غلام علي جعفر زاده أرقام الحكومة بأنها مزحة  مضيفاً أنه مهما كان ما تقوله الأخيرة، فإنه يستحيل إخفاء المقابر. يصعب كثيراً بحسب فاديس تحديد الأرقام الدقيقة لأن العديد من الأشخاص يموتون في المناطق الريفية ويتم دفنهم حتى من دون رؤية أطباء.

 وتنتشر تقارير بشكل واسع عن مستشفيات غير مجهزة تغص بمصابين وتعاني من نقص في الكمامات الطبية والمراهم المضادة للبكتيريا. وتحدث عدد من الإيرانيين عن رفض المنشآت الطبية استقبالهم بسبب عدم توفر الأسرة.

أضاف الكاتب أن مجلس مدينة طهران أعلن عن نقص حاد في مواد تطهير القطارات والباصات وسيارات الأجرة، مشيراً أيضاً إلى نقص خطير في الكمامات والقفازات كي يرتديها سائقو الباصات وسيارات الأجرة. تم تأكيد إصابة 23 نائباً إيرانياً على الأقل، أي حوالي 10% من نواب الأمة. وتم تشخيص نائب وزير الصحة ونائب الرئيس بالإصابة بالفيروس، إضافة إلى رئيس الخدمات الطارئة في البلاد. وذكرت إيران أنها تستعد لعشرات الآلاف من الإصابات.
على الرغم من بعدها عن تحقيق أي تقدم، لجأت طهران إلى الإجراءات المتطرفة. أمرت الجيش بمساعدة المسؤولين الصحيين فوجهت 300 ألف جندي للبدء بالمهمة المستحيلة وهي الذهاب من باب إلى آخر لفحص كل سكان البلاد. والأخبار الجيدة هي بالنسبة إلى آلاف السجناء السياسيين بعدما أطلقت طهران سراح حوالي 54 ألفاً منهم لتفادي انتشار المرض بسرعة في منشآت مكتظة بشكل يائس.

لكن ربما يكون ذلك قد أتى في وقت متأخر بحسب المسؤول السابق في سي آي أي. لقد كانت الحكومة الإيرانية مدركة منذ أسابيع عدة للمشكلة. غير أنها وبسبب معاناتها من جنون العظمة وبسبب تصميمها على إظهار صورة خاطئة عن نفسها بكونها غير قابلة للهزيمة، لجأت إيران إلى ما تلجأ إليه عادة. لقد كذبت. لقد غطت على المشكلة.
تواصل الخطوط الجوية الإيرانية رحلاتها من وإلى الصين بدون توقف. تم السماح للحجاج بالتنقل بحرية إلى المزارات الشيعية وكأن تقواهم ستحميهم من المرض. ولا تزال قم مركز انتشار الفيروس في إيران، مكتظة بالمصلين الذين يتنقلون في بيئة مزدحمة وغير صحية ويتبادلون الفيروسات عبر تقبيل الأضرحة على أمل أن تجنبهم الوباء. لقد أنشأ الحزب الشيوعي الصيني جحيمه الخاص أيضاً مع كورونا.




 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot