هزاع بن زايد يزور بلدية مدينة العين ويطّلع على أبرز مشاريعها التطويرية
«أبوظبي للصيد والفروسية» يبرز فنون إعادة التدوير والاستدامة
تميز معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 هذا العام، بعرض قطع فنية مبتكرة ترتكز على إعادة تدوير المواد المستهلكة والطبيعية والصناعية، لتتحول إلى أعمال فنية متقنة تجمع بين الجمال والوظيفة والفكر البيئي المستدام، معززة رسالة الابتكار والإبداع الإماراتي في ميادين الاستدامة والفن التشكيلي.
وقال الشيخ الدكتور علي بن عبدالله المعلا، فنان تشكيلي، إن مشاركته الأولى في المعرض تجسدت من خلال وضع بصمة فنية خاصة عبر قطع مبتكرة تعتمد أساسا على إعادة تدوير المواد وتحويلها إلى أعمال راقية تملأ الفراغ بأسلوب فني متقن مع مراعاة الاستخدام المريح، مؤكدا التزامه بمعايير دقيقة لا يتنازل عنها.
واستعرض المعلا أبرز أعماله في المعرض، من بينها أريكة الإمارات أو أريكة الاتحاد المصنوعة من مخلفات شجر الغاف، والتي استغرق تنفيذها ثلاث سنوات لتخرج بالشكل الذي يعكس خارطة الدولة بالكامل، مع تمثيل امتداد الجذع بأبعاد دقيقة على هيئة خارطة الإمارات، ما يمنحها مكانة فنية استثنائية.
وأشار إلى محور التراث في بعض القطع، لافتا إلى أن الكرسي يضم عددًا من الحرف اليدوية التراثية الإماراتية القديمة مثل السدو المدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي، إضافة إلى استخدام جلد الإبل من مصنع الخزنة في مدينة العين، حيث تدور القطعة بشكل محوري لتجسد جميع ثقافات الإمارات بلمسة عصرية، مع الاعتماد على مواد إماراتية وأنامل تراثية محلية.
ولفت إلى قطعة أخرى أطلق عليها اسم "ركن الطبيعة"، وهي عبارة عن أريكتين تلتقيان عند جدع زاويته فريدة، مزودة بصخرة نمت عليها الجذور بشكل طبيعي، ما أكسبها قيمة فنية عالية وتميزًا فريدًا، مع إعادة تدوير الألوان السوداء الناتجة عن الاحتراق أو الحوادث، لإضفاء جمالية استثنائية بعد معالجة المواد.
وأضاف أن أكبر أعماله كانت "عرش السلام" الذي أبدع في عام الاستدامة وشارك به في مؤتمر "COP28" و"إكسبو دبي"، وهي قطعة تزن نحو طنَين وبارتفاع يقارب 19 قدماً، استغرق إنجازها مع فريقه 15 ألف ساعة عمل، وتمت خلالها إعادة الحياة لشجرة كانت جذورها مدفونة تحت الأرض، لتصبح تحفة فنية تحمل رسالة واضحة للأجيال القادمة حول أهمية المحافظة على البيئة والكوكب، بما يعكس فلسفة الاستدامة الإماراتية من خلال تحويل مخلفات الشجر إلى قطع فنية قابلة للاستخدام ومشحونة بالمعنى الجمالي والفكري.