واشنطن: سنفعل كل ما بوسعنا لإيصال الإنترنت للإيرانيين

«الأخلاق» في إيران.. جهاز قمعي يستخدم الدين لنشر الرعب بين النساء

«الأخلاق» في إيران.. جهاز قمعي يستخدم الدين لنشر الرعب بين النساء


على وقع استمرار الاحتجاجات في إيران للأسبوع الرابع على التوالي، أ عد العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية مواصلتهم تقديم المساعدة لتيسير تواصل المحتجين، كاشفين تعاملهم مع شركات تكنولوجيا لتوفير خدمة الإنترنت. وقال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، لشبكة “إيران إنترناشيونال”: “منذ إصدار رخصة الإعفاء لتصدير معدات وخدمات الاتصالات إلى إيران، اتخذت الشركات قرارات للاستفادة من هذه الفرصة وتسهيل توفير البرمجيات والأجهزة للإيرانيين.
كما شدد على أن “النظام الإيراني استبدادي يسعى للسيطرة على تبادل المعلومات بين المواطنين وبقية العالم، وإعفاء الحكومة الأميركية يمكن أن يوفر بعض الأدوات للشعب الإيراني للتواصل مع العالم الخارجي».

إلى ذلك، أكد أن الإدارة الأميركية ستفعل “كل ما في وسعها لمساعدة الشعب الإيراني من أجل إیصال صوته في الداخل والخارج، مع الاستمرار في الوقت نفسه بفرض العقوبات على المسؤولين بسبب هذا القمع». بدورها، وصفت نائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، الحملة الإيرانية العنيفة على المتظاهرين بأنها إهانة لحقوق الإنسان.

كما أشارت إلى أنها تحدثت إلى شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، طالبة منها استخدام رخصة التكنولوجيا الحكومية الأميركية، والمعروفة باسم D-2، وتقديم المزيد من خدمات الاتصال للشعب الإيراني»
يذكر أنه منذ انطلاق الاحتجاجات الواسعة، في 16 سبتمبر عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، بعد 3 أيام من اعتقالها على أيدي عناصر ما يعرف بالشرطة الدينية، عمدت السلطات الإيرانية إلى قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة، بشكل متقطع. وأمس أعلنت شبكة ‏ “نت بلوكس”، وهي هيئة مراقبة حرية الإنترنت حول العالم، أن اضطراباً واسع النطاق في الوصول إلى الإنترنت شهدته إيران منذ صباح الأربعاء، تزامنا مع الدعوة إلى تنظيم تظاهرات واسعة على مستوى البلاد.

وقد أشعلت وفاة أميني منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.

شرطة الأخلاق
تُشيع شرطة الأخلاق في إيران منذ نحو عقد أجواء من الرعب والتخويف في صفوف الإيرانيات وهي نتاج منظومة دينية متشددة وأداة قمع مقننة تتولى تطبيقاً صارماً لضوابط ارتداء الحجاب وسلوك المواطنين في الشارع وطريقة لباسهم.
ورغم ما يعرف عن شرطة الأخلاق من ممارسات قمع في السابق إلا أن وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا اميني بعد احتجازها وتعرضها للضرب من قبل أفراد هذا الجهاز الأمني الديني سلطت الضوء أكثر على تلك الهيئة التي يشبهها البعض بتنظيمي القاعدة وداعش من حيث الممارسة والسلوك.

تجسيد للقمع
ويسمى هذا الجهاز في إيران بهيئة الإرشاد الديني أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما يتساءل كثيرون أين هذا الجهاز من الإرشاد أو الأمر بالمعروف وهو الذي يجسد حالة قمع متأصلة في نظام ديني يراه خصومه نظاماً متبلداً.
وذكر موقع “إيران إنترناشونال” أنه ولأكثر من 10 سنوات، تشعر النساء الإيرانيات اللواتي يغامرن بالخروج من منازلهن ولو في مهمة بسيطة، بالقلق خوفاً من مواجهة شرطة الأخلاق سيئة سمعة.
وتواجه النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية خطر اقتيادهن في واحدة من السيارات البيضاء والخضراء التابعة لهذه الوحدة لتلقي محاضرات حول كيفية ارتداء الحجاب أو حتى التعرض للضرب المبرح.
التهديد والقمع والاحتجاز والتعنيف والضرب مبادئ شرطة الاخلاق وللنساء تهمة جاهزة دائماً “عدم أرتدى الملابس بشكل لائق” وفقاً لقواعد الآداب العامة الإيرانية في الأماكن العامة كما تعرف شرطة الأخلاق باسم دوريات الإرشاد تأسست في عهد الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد وتتألف من رجال يرتدون زياً أخضر ونساء يرتدين الشادور الأسود وبدأت هذه الوحدة أولى دورياتها في 2006. وأصدر أفرادها بعد ذلك تحذيرات قبل أن يبدؤوا بجلد واعتقال النساء في العام التالي وتطور دور شرطة الأخلاق على مر السنين لكنه كان دائماً مثيراً للانقسام حتى بين المرشحين للرئاسة.

علامة فارقة
مهسا أميني واحدة من النساء التي اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران في 16 أيلول-سبتمبر وماتت بعد 3 أيام عن 22 عاماً وأثار موتها موجة من الاحتجاجات أحرقت فيها نساء النقاب وقصصن الشعر ويؤكد ناشطون أن مهسا أميني قتلت بضربة على رأسها في حين ربطت السلطات وفاتها بمشاكل صحية ينفيها والداها.
وفي عهد الرئيس المعتدل حسن روحاني كان يمكن رؤية نساء يرتدين الجينز الضيق بحجابات ملونة، لكن في يوليو-تموز الماضي دعا خلفه الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي إلى حشد “جميع المؤسسات لتعزيز قانون الحجاب”، مؤكداً أن “أعداء إيران والإسلام يريدون تقويض القيم الثقافية والدينية للمجتمع عبر نشر الفساد».
وأنشئ تطبيق للهاتف المحمول يسمى “غيرشاد” في 2016 ، للإبلاغ عن مكان وجود وحدة الإرشاد حتى تتمكن النساء من تجنبها. وهذه الوحدة تهاجم عادة عدداً قليلاً من النساء من أجل “ترهيب وتخويف” الأخريات كما يحلل أوميد ميمريان الصحافي والناشط المقيم في الولايات المتحدة، مضيفاً أن “وفاة مهسا أميني تأتي بعد شهور من إجبار النساء على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة».

امرأة حياة حرية
وخلال التظاهرات الأخيرة خلع عدد من الشابات الحجاب في الشوارع وهتفن “امرأة، حياة، حرية”، وأحيانا يواجهن قوات الأمن وتخشى العديد من النساء الإيرانيات أن تقبض عليهن شرطة الأخلاق وكلهن يتذكرن القصص المروعة التي رواها أفراد العائلة أو الأصدقاء.
وبحسب ما نقل موقع “إيران بلا أقنعة” يمكن إرسال النساء اللواتي يعاقبن من قبل شرطة الأخلاق إلى مراكز إعادة التأهيل، أو يتعرضن للضرب أو الجلد أو الاغتصاب أو حتى القتل وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن شرطة الأخلاق اختفت من الشوارع خلال الاحتجاجات الأخيرة التي قادتها النساء، عززت قوات الأمن قبضتها عبر كاميرات مراقبة ومخبرين مجهولين.
وتحدث العديد من الإيرانيات على وسائل التواصل الاجتماعي إنهن تلقين رسائل من الشرطة بعد قيادتهن لسياراتهن بدون حجاب، وهي جريمة يعاقب عليها بغرامة أو بمصادرة السيارة.