«الإخوان الإرهابيون» يتسولون «المُصالحة» في مصر
يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي تسول المشاركة في الحوار الوطني الذي أعلنته الرئاسة المصرية مع القوة السياسية والنقابية لتعزيز العمل السياسي والتنسيق بين الأحزاب المختلفة حول ما يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ورغم محاولات الإخوان للمشاركة في الحوار الوطني والعودة للسياسة مجدداً، إلا أن هناك لفظ شعبي وسياسي للتنظيم الإرهابي في العودة مجدداً والدخول في أي عمليات سياسية جديدة بعد الجرائم التي ارتكبها التنظيم في حق الشعب المصري.
وكشف مصدر في لجنة الحوار الوطني المصرية أنه تم التوافق بين الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني على أنه لا عودة للإخوان مجدداً وذلك بعد تنفيذ أحكام قضائية بحقهم وارتكابهم جرائم إرهابية عديدة ومثبتة عليهم، وبناء عليهم هم الذين أقصوا أنفسهم من الحوار الوطني.
وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ24 أن الحوار الوطني رحب بكافة الأحزاب والأطراف للمشاركة ومن بينهم حزب النور وأحزاب أخرى مختلفة في التوجهات السياسية ولا رقابة على أحد، من أجل الوصول إلى طروحات تساهم في تعزيز العمل السياسي المصري.
وأشار المصدر إلى أن تنظيم الإخوان يحاول بشتى الطرق للمشاركة في الحوار الوطني ولكن هناك إجماع على رفض تلك الخطوة، وأنه لا يمكن الجلوس مع أشخاص متورطين في عمليات إرهابية وحرضوا على العنف والقتل.
فيما كشفت مصادر أن جبهة لندن بزعامة القائم بأعمال المرشد العام إبراهيم منير عقدت اجتماعاً وسمَّت عضوين جديدين فيما يسمى بهيئة المكتب السياسي للإخوان، ونائبين للقائم بالأعمال، وقررت تشكيل مجموعة مُصغرة من الجماعة وبعض المتحالفين معها للتواصل مع السلطات المصرية وطلب المصالحة، مقابل تجميد النشاط السياسي للتنظيم داخل مصر نهائياً، والإفراج عن عدد من أعضائهم المحبوسين على ذمة قضايا إرهابية ومنهم قيادات بمكتب الإرشاد.
وقالت المصادر لصحيفة “عكاظ” إن الجماعة كلفت الناشط السياسي ممدوح حمزة بالدخول في مفاوضات مع السلطات المصرية بهدف العودة إلى المشهد المصري، إلا أن مطالبها قوبلت بالرفض القاطع، ولفتت إلى أن تلك التحركات لقيت رفضاً أيضاً من جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للجماعة الإرهابية محمود حسين الذي توعد بتعقب المؤيدين لقرارات منير، معتبراً أن ما يصدر عنه غير شرعي.
ورأى مراقبون أن جماعة الإخوان تمر بمنعطف خطير خلال الفترة الأخيرة ما يهدد بنهايتها الأبدية، خصوصاً في ظل الانقسامات والصراعات وتبادل الاتهامات بين جبهتي لندن وإسطنبول، وهي صراعات وصفت بأنها على المال والسلطة وتجاوزت كل الحدود ووصلت إلى مرحلة غير مسبوقة ما يشير إلى أن التنظيم يعاني من الانهيار الداخلي.
واعتبر المراقبون أيضاً أن مساعي جبهة لندن للتواصل مع السلطة المصرية هي محاولة فاشلة لإنقاذ التنظيم المنهار والذي خطا خطوات كبيرة نحو التفكك، خصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي ساهمت في إضعاف وجود الجماعة في الدول العربية، إضافة إلى توجيه شباب الجماعة انتقادات قاسية لوصول حال الجماعة إلى الانحدار والفشل ودخولهم إلى السجون.
ولم يعد لخلايا الإخوان في مصر نشاط سواء كان في الخفاء أو العلن، نتيجة إحكام القبضة الأمنية، وتجفيف منابع التمويل المشبوهة والضربات الاستباقية لجميع القيادات الخفية للجماعة الإرهابية.