رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
الكرملين يعلم أنه لا يمكن أن يأمل في فض تعبئة الغرببيين على المدى الطويل
«بايدن الناعس» في كييف... رسالة عزم الغرب على الانتصار
في السباق لتسجيل انتصارات رمزية في الذكرى الأولى لغزو أوكرانيا، سجَّل جو بايدن انتصاراً كبيراً بزيارته المفاجئة لكييف، في وقت لم يقم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة قوات بلاده على خط المواجهة طوال عام من الحرب.
وأفاد بيار هاسكي بموقع “فرانس إنتر” أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن سطر بلا شك صفحة في تاريخ هذه الحرب بسيره في شوارع العاصمة الأوكرانية في يوم مشمس، بصحبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأمن قويّ. كانت الزيارة مفاجئة وغير مسبوقة. لقد عبَّرت أفعاله عن تضامنه مع أوكرانيا أفضل من أي وقت مضى».
وأُبلغت موسكو بالزيارة قبل ساعات قليلة من مغادرة بايدن إلى أوكرانيا، كجزء مما يسميه المسؤولون “عدم التعارض” أو الحد من المخاطر.
وكان من الصعب في ظل هذه الظروف تخيُّل روسيا تخاطر بقصف كييف، كما هو الحال في كثير من الأحيان.
خطوة بايدن الجريئة
ومع ذلك، أظهر الرجل الذي أطلق عليه دونالد ترامب بازدراء لقي “جو الناعس” مرة أخرى أنه على مستوى خطورة الوضع الدولي. ومن الواضح أن هذا لا يمكن أن يسبب له أي ضرر وهو يستعد للترشح لولاية ثانية.
سرق جو بايدن أيضاً بعض الأضواء من فلاديمير بوتين، ومن خطاب الرئيس الروسي الذي طال انتظاره عن حال الأمة يوم الثلاثاء، عشية ذكرى الحرب. لكن الأدهى من ذلك أنه ذهب إلى عاصمة بلد في حالة حرب في حين أن نظيره الروسي لم تطأ قدماه حتى الآن خط المواجهة.
ورأى التحليل أن زيارة بايدن تعطي وزناً لحجة بوتين بأن الحرب في أوكرانيا هي مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب بأسره. تلك حجة استخدمتها روسيا في الداخل ولتثير في الوقت ذاته المشاعر المعادية للغرب في الدول غير الغربية.
دفعة للقيادة الأمريكية
لكن هذا ليس هو الأهم، يقول هاسكي، فالرسالة التي يوجهها بايدن إلى بوتين هي أنه لا ينبغي له الاعتماد على أي نوع من “الوهن” من الولايات المتحدة - وقد أثبت ذلك بإعلانه عن 500 مليون دولار إضافية في صورة مساعدات عسكرية.
وجاء أعضاء الكونغرس الأمريكي، الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء، إلى ميونيخ في نهاية هذا الأسبوع، لإيصال الرسالة نفسها إلى الأوروبيين الذين قد يتساءلون عن الالتزام الغربي.
في كل مرحلة من مراحل الصراع، يتخذ كل طرف قراراته بناءً على ما يرى أنه نوايا الطرف الآخر، وكذلك تصميم الطرف الآخر. فعندما قرر بوتين شن غزو أوكرانيا في العام الماضي، اعتمد على ردة فعل ضعيفة من الغرب - ربما تمثلت في بعض العقوبات. من الواضح أنه كان مخطئاً، يقول هاسكي.
واليوم، يريد حلفاء أوكرانيا من موسكو أن تفهم مدى عزمهم على منع الانتصار الروسي. لن يمنع هذا شن هجمات عسكرية في المستقبل، لكن الكرملين على الأقل يعلم أنه لا يمكن أن يأمل في فض تعبئة الغرب على المدى الطويل.
وخلص الكاتب إلى أن أهمية هذه الرحلة قوية أيضاً في أوروبا، وفق التحليل، وعلى الأخص في الدول الشيوعية السابقة، التي لديها إيمان لا حد له بالقيادة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، ولكن تقل أهميتها بالنسبة لفكرة أن أوروبا قيد الإنشاء. لقد أعطاهم جو بايدن سبباً جديداً للإيمان بهذه القيادة بلا تحفظ.