أطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة تحليلية معمقة بعنوان «دور الاتصال الحكومي في تعزيز الأمن الغذائي.. دراسة حالة تجربة دولة الإمارات في مبادرة الأمن الغذائي الوطني 2051»، حيث تحلل استراتيجيات الاتصال الحكومية المستخدمة لتمكين المجتمع الإماراتي من التفاعل مع قضايا الغذاء والموارد، كما تقيم مدى فعالية هذه الاستراتيجيات في تحقيق التغيير السلوكي والنتائج الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.
وجاء إطلاق الدراسة في ختام مشاركة «تريندز» في أعمال النسخة الـ14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، وأعقبها جلسة نقاشية في منصة المركز، استعرضت خلالها موزة حسن المرزوقي، مديرة إدارة الدراسات الاقتصادية في «تريندز»، محاور الدراسة وأهميتها وأبرز التوصيات العلمية التي توصلت إليها.

تطوير الرسائل الحكومية
وقالت المرزوقي إن الدراسة خلصت إلى أن دولة الإمارات عززت جهودها في تعزيز الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الهدر بكافة صوره، بما في ذلك تطوير الرسائل الحكومية وتعزيز طرق الاستهداف لتعديل السلوكيات الفردية لضمان التدوير الأمثل للغذاء، ودعم ممارسات الإنتاج الغذائي المحلي، وتطوير أدوات الاتصال لتحقيق سلامة الغذاء المرنة في الشركات ببناء القدرات الفعالة والاعتماد على الأنظمة الرقمية المحسنة.
وذكرت أن دولة الإمارات سعت إلى تعزيز الاستباقية في الاتصال الحكومي بالاعتماد على الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى الإعلامي، وتطوير الرسائل الغذائية التي تمنع حدوث الهدر، فضلاً عن تمكين أنظمة الإعلام حول سلامة الغذاء القوية، وتحقيق التكامل بين القنوات الرقمية التقليدية واستخدام تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي للوصول الفعال للجمهور.
وبينت أن الدراسة خلصت إلى مجموعة من الدروس المستفادة من التجربة الإماراتية لتعزيز الأمن الغذائي، ومنها التكامل في الاتصال بين المؤسسات الوطنية، واستخدام الوسائط المتعددة بالدمج بين الإعلام الرقمي والتقليدي، بالإضافة إلى تخصيص الرسائل حسب فئة الجمهور المستهدفة، والقياس الدوري للأثر السلوكي والاقتصادي.

توصيات تعزز الأمن الغذائي
وأشارت مديرة إدارة الدراسات الاقتصادية في «تريندز»، إلى أن الدراسة توصي بدعم بناء حملات اتصال لتعزيز مسيرة الأمن الغذائي الوطنية، من خلال تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الجمهور وتخصيص الرسائل الاتصالية، وإدراج مفاهيم الأمن الغذائي والزراعة الذكية في المناهج الدراسية، فضلاً عن تطوير محتوى تفاعلي موجه للأطفال وصغار السن، كونها فئة مؤثرة في تشكيل السلوك الغذائي في المستقبل. وأفادت المرزوقي بأن الدراسة شددت على أهمية تصميم حملات توعية تعرض قصص نجاح لمزارعين محليين ومشروعات تكنولوجية، بالإضافة إلى توسيع الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لزيادة الانتشار الأفقي للرسائل الاتصالية، ودمج الاتصال الحكومي ضمن السياسات الوطنية للأمن الغذائي لضمان الاتساق والتكامل بين الرسائل والممارسات الفعلية.