رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
«جيش من المتشردين».. تصريحات تشيسكيدي تشعل جدلًا في الكونغو
أثار رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته حول حالة القوات المسلحة في البلاد، حيث صرّح عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” بأنه وجد “جيشاً من المتشردين” عند توليه السلطة عام 2019؛ ما أثار ردود فعل وانتقادات كبيرة في أوساط الرأي العام.
وجاءت التصريحات خلال اجتماع جمعه بأعضاء من الشباب الكونغولي، ونُشر مقطع فيديو على الصفحة الرسمية للرئاسة، تحدث فيه تشيسكيدي عن أسباب اعتقاده بأن بعض الكونغوليين يفتقرون إلى “الوطنية”، وامتد الحديث ليشمل تقييمه للجيش الوطني.
وقال الرئيس أمام الشباب: “عندما توليت السلطة في هذا البلد، وجدت جيشاً، إن جاز التعبير، من المتشردين”.
رداً على ذلك، عقد رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء، مؤكداً أنه لم يقصد الاستخفاف بالقوات المسلحة أو المواطنين.
وقال : “عندما أدين أحياناً، وبكلمات قوية، الظروف المعيشية المزرية التي يعانيها الكثير من مواطنينا منذ سنوات، فإنني لا أقصد قط الاستخفاف بهم، وبالتأكيد ليس بقوات الدفاع والأمن الباسلة، بل لمحاسبة الدولة وتأكيد الحاجة المُلحة لاستعادة كرامتهم التي يستحقونها، من خلال إجراءات ملموسة”.
وأشار تشيسكيدي إلى الوضع الصعب الذي يواجهه الجيش الكونغولي في شرق البلاد، موضحاً أنه يكنّ “إعجابًا لا يتزعزع” للجنود، خصوصاً الجنود العاديين.
وتابع: “في الماضي، كان هؤلاء الرجال يُرسَلون إلى القتال دون حصص غذائية، ولا رواتب، ولا ذخيرة، ولا تدريب، ومع ذلك كان يُتوقع منهم أن يُحققوا المعجزات. ورغم كل شيء، فقد فعلوا ذلك أحياناً”.
وفي مارس-آذار 2025، أعلن الرئيس الكونغولي عن مضاعفة رواتب الجيش، التي كانت منخفضة سابقاً حوالي 100 دولار، لتقترب الآن من 200 دولار، في خطوة تهدف لدعم الجنود وتحسين ظروف خدمتهم.
وبحسب مؤيدين لتشيسكيدي، فإن تصريحاته الأخيرة مرتبطة بالوضع في مدينة أوفيرا بمقاطعة كيفو الجنوبية، حيث تعاني القوات المسلحة من محدودية الموارد، خصوصاً منذ عام 2023، بعد استعادة حركة إم 23 والجيش الرواندي لمواقعهم، بما في ذلك سقوط بضع مدن مثل بوكافو.
وفي سياق التطورات الأخيرة، أعلنت حركة إم 23، تحت ضغط دبلوماسي أمريكي، عزمها الانسحاب من أوفيرا، رغم استمرار القتال وهشاشة اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تهدف إلى تأطير عملية السلام بين كينشاسا وكيغالي.
وأدت الاشتباكات المتجددة إلى تصاعد استخدام القوة الجوية في الصراع؛ ما دفع تشيسكيدي إلى التوجه إلى لواندا لطلب المشورة من نظيره الأنغولي جواو لورينسو، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، الذي سبق أن قاد عملية الحوار بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويُعتبر لورينسو حليفاً ثابتاً لكينشاسا، ومن المحتمل أن يكون الرئيس تشيسكيدي لجأ إليه باعتباره الزعيم الإقليمي الأكثر موثوقية لدعم جهود الاستقرار في المنطقة.