رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
«غلف نيوز»: لا نرى نوراً في نهاية النفق الطويل المظلم
أربع أزمات كبرى تنتظر العالم في 2023.. ماهي؟
يتأهب العالم لاستقبال 2023، وبعد الآمال العريضة التي علقت على 2022 بعد جائحة فيروس كورونا، كان العام الماضي مخيباً للآمال، إذ اندلعت حرب في أوروبا، ونشبت أزمات إنسانية في العديد من بقاع العالم.
من المرجح أن يشهد العالم في 2023 المزيد من الأزمات الاقتصادية والاضطرابات المالية والاحتجاجات العمالية.ومن سوء الحظ أننا لا نرى نوراً في نهاية النفق الطويل المظلم.
ومن المرجح، حسب الأكاديمي أوشك سوين في “غلف نيوز”، أن تزيد الصراعات العنيفة، وانقسام العالم على نفسه، وأزمات المناخ والصعوبات الاقتصادية، الناس يأساً في العام المقبل.
وحسب تقديرات لجنة الإغاثة الدولية، من المتوقع أن يحتاج نحو 340 مليوناً إلى مساعدات إنسانية في 2023.
ويتوقع كثيرون تفاقم العنف، وتصاعد الصراعات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة في كوريا الشمالية، ومالي، وأفغانستان، واليمن، وإيران، وميانمار، والكونغو، وهوندوراس، وسوريا، وإثيوبيا، والصومال، والسودان، وفنزويلا، ونيجيريا. فقائمة الصراعات في العام المقبل طويلة للغاية.
وفضلاً عن هذه البؤر التي يرجح أن تكون آثارها محلية أو إقليمية، من المتوقع أن يعرف العالم أربع أزمات أساسية في 2023 لها تداعيات وتبعات وخيمة على السلام والأمن والاستقرار العالمي، وفق سوين، أستاذ أبحاث السلام والصراع في جامعة أوبسالا السويدية.
ومن السهل أن نرى أن العالم لا يتحرك نحو السلام. فهذه الأزمات الأربع، وهي الحرب في أوكرانيا، والاستقطاب الثنائي بين الولايات المتحدة والصين، وإلحاح أزمة المناخ، والركود الاقتصادي العالمي، ربما كانت لها آثار غير مباشِرة.
الحرب في أوكرانيا
مرت عشرة أشهر، لكن لا تلوح في الأفق نهاية للقتال في أوكرانيا. ورغم أن عدد القتلى في هذه الحرب ليس مرتفعاً كما في حروب أخرى اندلعت في الشرق الأوسط، أو إفريقيا، لكنها ألحقت ضرراً كارثيّاً بالبنية التحتية المدنية، وأجبرت الملايين على الرحيل عن بلدهم.
وترتّبت على الحرب في أوكرانيا أزمة في الطاقة وأزمة اقتصادية في غالبية دول أوروبا. وخارج حدود أوروبا، أثرَت الحرب بشدة على الأسواق العالمية وإمدادات الأغذية.
وأفضت آثار الحرب الروسية في أوكرانيا إلى توسيع معاناة البشر إلى ما وراء الحدود الأوروبية، ولا يبدو أن هناك مفاوضات قريبة على سلام لتضع حداً لهذه الحرب.
وأدَّت أزمة ارتفاع كلفة المعيشة بسبب الحرب، إلى زعزعة استقرار المؤسسة السياسية في العديد من البلدان، وستتفاقم الأزمة في 2023. وستكون المواجهة المباشرة والمفتوحة بين الولايات المتحدة وروسيا، ملموسة في مجلس الأمن الدولي.
بين الصين والولايات المتحدة
كان النمو الثابت والسريع للصين، وتراجع الإجماع العالمي بقيادة الولايات المتحدة سبباً في بلورة عالَم ثنائي الأقطب مجدداً في العقود الأربع الماضية، وبينما زاد الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بأقل من أربعة أضعاف، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين 40 ضعفاً.
وأدى النمو المالي للصين ونفوذها السياسي المتزايد إلى منافستها الولايات المتحدة على الحلفاء الأقوياء في مناطق مختلفة من العالم. ولا شك أن الكتلتين العالميتين المتمايزتين، تظهران على نحو متزايد، وأن المنافسة بينهما ستحتدم في 2023.
وفي العام المقبل، يستبعد، وفق الكاتب، أن تتورط الصين في حرب شاملة. فالتنافس الدبلوماسي والاقتصادي بين القوتين العظميين سيحتدم في 2023، وسيفضي إلى صراعات عديدة بالوكالة في بقاع مختلفة من العالم، وسيقوّض المؤسسات متعددة الأطراف ويجعلها عاجزة عن صنع السلام.
الطوارئ المناخية
تزيد حرارة الأرض على نحو خطير، ورغم أن انبعاثات الغازات الدفيئة لا تتراجع، زرعت المفاوضات الدولية للتصدي لتحديات التغير المناخي بذور الشقاق بين دول العالم على مستويات عديدة.
وأدى الاحترار العالمي إلى ظواهر مناخية متطرفة، ما أفضى إلى أزمات إنسانية، وزعزعة الأمن الغذائي وأمن المياه، وأجبر عدداً كبيراً من السكان على النزوح من أوطانهم.
وأوضح سوين، الذي شغل في 2017 منصب رئيس يونسكو للتعاون الدولي في المياه، وأصبح أول رئيس كرسي ليونسكو في جامعة أوبسالا، أن كوارث المناخ ستتفاقم في 2023 إذا أخفق العالم في تخفيف وطأة هذا التحدي، ما سيؤدي إلى المزيد من الاضطراب السياسي والصراعات.
ركود اقتصادي عالمي
كان العالم يشهد ركوداً اقتصادياً حتى قبل جائحة كورونا. وأطاحت الحرب في أوكرانيا باحتمال الانتعاش الاقتصادي هذا العام.
وأدت الأزمة الاقتصادية العالمية بالفعل إلى المزيد من الأزمات الإنسانية والاضطراب السياسي في العديد من البلدان. ويؤدي الارتفاع السريع للأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي، إلى تفاقم هذا الوضع.
ورفعت العديد من الدول أسعار الفائدة لوقف التضخم، ما أدى إلى الخوف من ركود عالمي في 2023.
كما يوحي الاتجاه الاقتصادي العالمي الحالي بأن من المرجح أن يشهد العالم في 2023 المزيد من الأزمات الاقتصادية والاضطرابات المالية والاحتجاجات العمالية.