رئيس الدولة: الإمارات تضع الشباب في قلب إستراتيجيتها التنموية
أسلحة على الورق.. اتفاق ترامب والناتو يضع أوكرانيا في سباق مع الزمن
رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن هناك تفاصيل كثيرة تعقد تزويد أوكرانيا بالسلاح بعد اتفاق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع حلف شمال الأطلسي، معتبرة أن أهمها الفترة الزمنية التي ستستغرقها عملية التسليم، والكمية الموعودة.
ويعتقد محللون أن التعزيزات المرتقبة لدفاعات أوكرانيا، تعتمد على إدخال ما يكفي من صواريخ باتريوت إلى البلاد بسرعة، وعلى المدى البعيد، زيادة إنتاج الغرب للصواريخ الاعتراضية لإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية الروسية.
وترجّح سيليست والاندر، المسؤولة الكبيرة في البنتاغون في إدارة بايدن، أن تزيد روسيا تكتيكها في دفع الأوكرانيين إلى إهدار جميع مخزونات دفاعهم الجوي الحالية وتركهم عرضة لهجوم في أواخر الصيف أو الخريف، معتبرة أن هذا يتطلب تسليم شحنات كبيرة لكييف خلال الصيف.
ولكن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على توفير دفاعات جوية لأوكرانيا محل شك، خصوصًا ضد التهديد المتزايد للصواريخ البالستية، إذ إنها محدودة ليس فقط بتكلفة أنظمة باتريوت، بل أيضًا بمحدودية قدرة الغرب الإنتاجية.
وتذهب كريستين بيرزينا، من مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني، إلى أن قرار ترامب منح الرئيس الروسي مهلة 50 يومًا، رغم أهميته، إلا أنه في المقابل يعطي روسيا «فترة أطول للتصعيد، في حين تتعرض أوكرانيا لقصف 700 طائرة دون طيار كل ليلة».
وتضيف «إذا أرسل الأوروبيون صواريخ باتريوت الحالية إلى أوكرانيا واستخدموا الإمدادات الجديدة من الولايات المتحدة لتعويض النقص، فسيكون لذلك أثرٌ بالغ. لكن إذا انتظرت ألمانيا ودول أخرى أنظمة باتريوت جديدة قبل إرسال المزيد إلى أوكرانيا، فستبدو المساعدة متأخرة جدًّا».
صنعت شركة لوكهيد مارتن 500 صاروخ اعتراضي من طراز PAC-3 لأنظمة باتريوت العام الماضي، وتخطط لزيادة الإنتاج إلى 650 صاروخًا بحلول عام 2027. ويُنتج تحالف أوروبي يُصنّع صواريخ اعتراضية مماثلة لنظام SAMP-T الفرنسي الإيطالي جزءًا ضئيلًا من هذه الكمية. ولتسريع تسليم أنظمة باتريوت، يُمكن لألمانيا ودول أوروبية أخرى توفير صواريخ اعتراضية من مخزوناتها الحالية، على أن تُستبدل هذه الأنظمة في نهاية المطاف بأنظمة مُشتراة من الولايات المتحدة.
وهناك طريقة أخرى لتلبية احتياجات أوكرانيا تتمثل في شراء أنظمة باتريوت وصواريخ اعتراضية مباشرة من خط التجميع. لكن قد يستغرق الأمر سنوات حتى يشتري عميل أجنبي صواريخ باتريوت.
وإحدى طرائق تسريع هذه العملية هي إصرار ترامب على وضع أوكرانيا في مقدمة قائمة انتظار استلام الشحنات الجديدة. لكن هذا يعني أن حلفاء الولايات المتحدة الآخرين حول العالم الذين طلبوا أيضًا صواريخ باتريوت اعتراضية سيضطرون إلى الانتظار.
من المتوقع أن يُشرف على عملية تسليح أوكرانيا الجنرال أليكسوس غرينكويش، قائد القوات الجوية الأمريكية والقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ورئيس القيادة الأمريكية في أوروبا.
لا تُعدّ صواريخ باتريوت النظام الأمريكي الوحيد الذي يُمكن لأوكرانيا استخدامه للدفاع عن أجوائها، إذ يمكن أيضًا لطائرات إف-16 الأوكرانية استخدام صواريخ جو-جو لإسقاط الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز. وكان من بين الأسلحة الأمريكية التي أوقف البنتاغون تسليمها تسعون صاروخَ جو-جو، ثم تراجع ترامب عن ذلك لاحقًا. كما كان من بين تلك الشحنة المُؤجّلة ثلاثون صاروخًا اعتراضيًّا مُتقدّمًا من طراز PAC-3.
وعادة ما يتطلب التصدي لصاروخ روسي واحد عدة صواريخ اعتراضية. في المتوسط، تضرب روسيا أوكرانيا يوميًّا بعدة صواريخ بالستية من طراز إسكندر إم أو كينزال، بالإضافة إلى صواريخ كروز، وفي معظم الأيام، مئات طائرات شاهد المُسيّرة.
نجحت روسيا في زيادة إنتاجها من الصواريخ البالستية بشكل ملحوظ منذ الغزو الشامل، وتعتمد أيضًا على صواريخ KN-23، المصممة على تصميم إسكندر، والتي زودتها بها كوريا الشمالية، وفقًا لمسؤولي دفاع غربيين.
لم يعتمد الرد العسكري الأوكراني على الدفاعات الجوية السلبية فقط، وهي استراتيجية باهظة التكلفة وغير مستدامة على المدى الطويل.