سهيل المزروعي: الإمارات من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الأمريكي
وفيات كوفيد في الهند تتجاوز 200 ألف
أكبر منتج للقاحات في العالم.. كيف غرق في بحر كورونا؟
بدلا من أن تكون قادرة على مواجهة الموجة الجديدة والشرسة من فيروس كورونا المستجد، غرقت الهند في بحر الوباء الذي "ابتلع" مدنا بأكملها.
ويعود هذا الافتراض إلى كون الهند أكبر منتج للقاحات في العالم، وبها معهد الأمصال الهندي الأضخم من نوعه عالميا.
ويعاني مرضى الوباء أوضاعا مأساوية، فكثير منهم تنقصه الإمدادات الطبية لا سيما الأكسجين، بينما امتلأت المستشفيات عن آخرها بسبب الإصابات التي لا تتوقف.
إلا أن ذلك لا ينفي كون الهند أكبر منتج للقاحات، وهي حقيقة أصبحت محل انتقادات سياسي في البلاد.
وتأتي الانتقادت على خلفية وجود معهد الأمصال في في قلب مبادرة "كوفاكس"، التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية بغية التوزيع العادلة للقاحات على الدول الفقيرة.
وينظر إلى المبادرة على أنها المفتاح لضمان حصول مليارات الأشخاص حول العالم على اللقاح. والتزم المعهد بتقديم أكثر من مليار جرعة من لقاح "أسترازينيكا" لصالح المبادرة العالمية، بالإضافة إلى إنتاجه لقاحات أخرى مثل "جونسون آند جونسون" و"سبوتنك في"، واللقاح المحلي "بهارات بيوتيك".
وهناك التزام بتسليم 200 مليون جرعة من خلال المبادرة بحلول يونيو المقبل، لكن هذا أصبح محل شك حيث تم الوفاء بـ40 بالمئة فقط من الطلبات المجدولة.
ويرى سياسيون في الهند أن تصدير اللقاحات صار يشكل عبئا على البلاد، حيث يأتي على حساب صحة مواطنيها، وارتفعت الأصوات الساخطة في هذا الاتجاه مع الموجة الجديدة من الإصابات والوفيات.
ورغم قدرتها الهائلة في إنتاج اللقاحات، استطاعت الهند فقط تطعيم نحو 10 بالمئة من سكانها البالغين 1.4 مليار نسمة.
وتظهر أرقام الحكومة الهندية أنه تم توزيع 150 مليون جرعة، كما ارتفعت معدلات التطعيم اليومية إلى أكثر من 3.3 مليون جرعة، أي ما يوزاي 10 أضعاف المتوسط في بريطانيا. لكن ذلك لا يكفي.
ملايين الجرعات من الخارج
وصارت الأحزاب السياسية تنظر إلى القدرة التصديرية للهند على صعيد اللقاحات بوصفها فشلا سياسيا، حتى مع حظر البلاد تصدير دفعات جديدة مؤخرا.
وأرسلت الهند 66 مليون جرعة من اللقاحات إلى 93 دولة، وإلى وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وأكبر متلق منفرد هي بنغلاديش المجاورة، بـ10.7 مليون جرعة، تليها المغرب بـ7 ملايين جرعة، ثم بريطانيا بنحو 5 ملايين جرعة.
وتجاوز عدد وفيات كوفيد-19 في الهند 200 ألف الأربعاء، إذ أدى نقص الأكسجين والإمدادات الطبية وموظفي المستشفيات إلى زيادة قياسية في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا.
شهدت الموجة الثانية من كورونا في الهند إصابة ما لا يقل عن 300 ألف يوميا خلال الأسبوع الماضي، مما فاق قدرة مرافق الرعاية الصحية ومحارق الجثث على العمل وأثار استجابة دولية لمساعدة تلك الدولة الآسيوية.
وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، سجلت سلطات الصحة 360960 حالة إصابة جديدة، وهو أكبر عدد يومي في العالم، ليصل مجمل الإصابات في الهند إلى نحو 18 مليونا. وزادت الوفيات بواقع 3293، في أكثر حصيلة يومية في الهند حتى الآن، مما يرفع عدد المتوفين جراء الإصابة بكوفيد-19 إلى 201187.
ويعتقد الخبراء أن الأعداد الرسمية أقل كثيرا من الأعداد الفعلية في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة.
وقال أودايا ريجمي رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنوب آسيا إن العالم دخل مرحلة حرجة من الجائحة ويحتاج لإتاحة اللقاحات لجميع البالغين في أقرب وقت.
وأضاف "إنها حتمية أخلاقية وصحية على حد سواء... في ضوء انتشار السلالات الجديدة فإن هذه الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء إلى أن يصبح العالم بأسره آمنا".
واصطفت سيارات الإسعاف لساعات في العاصمة دلهي لنقل جثث ضحايا بكوفيد-19 إلى محارق في المتنزهات وساحات انتظار السيارات.
وتدفق مرضى يجدون صعوبة في التنفس على معبد للسيخ على مشارف المدينة أملا في الحصول على بعض من إمداداته المحدودة من الأكسجين.
وتقول المستشفيات داخل العاصمة وحولها إن الأكسجين ما زال شحيحا على الرغم من تعهدات بزيادة الامدادات.
وذكر مانيش براكاش الرئيس التنفيذي لمستشفى مايوم لقناة إن.دي.تي.في التلفزيونية أن المستشفى توقف عن استقبال المرضى ما لم يكن معهم أسطوانات أو مولدات أكسجين.
وقال أرفيند كيجريوال رئيس وزراء دلهي إن إصابة الناس بالمرض صارت أكثر شدة وتستمر لفترة أطول مما يزيد من الضغوط. وأضاف "الموجة الراهنة خطيرة على نحو خاص".
وتتدفق على دلهي إمدادات تشمل أجهزة تنفس صناعي ومولدات أكسجين من بريطانيا وأستراليا وألمانيا وأيرلندا. وتعهدت سنغافورة وروسيا بتقديم أسطوانات أكسجين وإمدادات طبية.
وتعهد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا بعشرة ملايين دولار وكتب على تويتر يقول "نحن مستعدون لتقديم المزيد من الإمدادات الطبية كذلك".
ودعا بهرمار مخريجي عالم الأوبئة والأستاذ في جامعة ميشيجان على تويتر إلى إجراءات عزل عام أكبر بكثير لإبطاء انتشار الفيروس.
وقال "الأرواح أهم كثيرا في هذه المرحلة من كسب العيش".