أنظمة دفاعية وباتريوت على الطاولة.. هل يغير ترامب قواعد اللعبة في أوكرانيا؟
بعد 7 أشهر من المواقف المتقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا وتقديم المساعدة لكييف، أعلن تحوله من سياسة الضغط من دون تورط لإنهاء الحرب، إلى الدعم المعلن لأوكرانيا، عن طريق تزويد كييف بأنظمة دفاع جوية متقدمة وصواريخ باتريوت.
وأتى التحول المفاجئ لترامب بعد فشل مقاربته السابقة وتنفيذ وعده الانتخابي بإنهاء الحرب بوقت قياسي، وعدم تمكنه من دفع موسكو بشكل جاد نحو طاولة التفاوض، وتزايد القناعة بأن بوتين يراوغ بينما يستعد لجولة أكثر عنفا من الحرب.
وهو ما أكده مصدران روسيان مقربان من الكرملين لصحيفة «نيويورك تايمز» قالا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجاهل خيبة أمــــــل الرئيس ترامب المعلنة فيه، ويمضي قدما في أوكرانيا بكثافة متجددة، بعد أن وضع في الحسبان بالفعل إمكانية ممارسة ضغوط أمريكية جديدة.
وأضافا أن الزعيم الروسي مقتنع بأن تفوق روسيا في ساحة المعركة آخذ في التزايد، وأن دفاعات أوكرانيا قد تنهار في الأشهر المقبلة.
وأشارا إلى أنه في ظل الهجوم الروسي المستمر، يرى بوتين أنه من غير الممكن وقف القتال الآن دون تنازلات واسعة النطاق من أوكرانيا.
قالت مصادر في البيت الأبيض، إن شعور ترامب بالإحباط من موقف بوتين، بعد محادثة هاتفية جرت بينهما نهاية يونيو، كان نقطة التحول.
تصريحات ترامب التي كانت نادرة في طبيعتها تجاه بوتين، رافقتها تحركات لتلبية بعض طلبات الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، من ضمنها، تسليح إضافي لا تزال تفاصيله غير معروفة، لكنه يشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة.
أما على الأرض، فقد أطلقت روسيا موجة هجمات غير مسبوقة على أوكرانيا باستخدام أكثر من 700 طائرة مسيرة خلال 48 ساعة، إضافة إلى هجوم ضخم على كييف فجر أمس الخميس.
وشمل الهجوم الأخير عددًا من الطائرات بدون طيار في ليلة واحدة يفوق ما استخدمته روسيا في شهر كامل العام الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم يظهر مجددا أن روسيا لا ترغب في إنهاء الحرب.
وقال على مواقع التواصل الاجتماعي: «في وقت كهذا، وبينما بذلت جهود كبيرة لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار، تقف روسيا وحدها في وجه كل هذه المساعي».
رغم أن أوكرانيا باتت أقل اعتمادا على الولايات المتحدة مقارنة ببدايات الحرب، لكن دفعة الأسلحة الجديدة وانخراط واشنطن في الصراع ينذران بتصعيد كبير على جبهات الحرب خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وصولًا إلى خريف قد يكون الأكثر عنفا منذ بدء الحرب عام 2022.
مخاوف أخرى تدفع بهذا الاتجاه، خصوصا أن روسيا تعتبر أن واشنطن تجاوزت الخطوط الحمراء من جديد، بينما يتحرك الكونغرس الأمريكي لتشريع عقوبات غير مسبوقة على صادرات الطاقة الروسية – سلاح موسكو المالي الرئيس، عبر مشروع قانون جديد يحظى بدعم الديمقراطيين وصقور الجمهوريين.
في المقابل، بات الحلفاء الأوروبيون أكثر عزما على دعم كييف في ظل التحول في الموقف الأمريكي؛ ما يرفع احتمالات النجاح في ردع الهجوم الروسي، وفي الوقت ذاته يدرك الأوروبيون أن استمرار الحرب بالنسق الذي هي عليه ستؤدي إلى الإطاحة بالاستقرار الاقتصادي للقارة العجوز.
قال مسؤولون في البيت الأبيض لصحيفة «واشنطن بوست» إن الدعم الأمريكي المقدم لكييف، يأتي كأداة ضغط يستخدمها ترامب لجلب الروس لطاولة التفاوض.
لكن على الأرض تتجه الأمور نحو الجانب المعاكس تماما، موسكو تتجه نحو التصعيد، وأوكرانيا تستعد لردود أقوى، والشتاء المقبل سيكون بعيدا عن أجواء التهدئة أو التسويات السياسية، في ظل ردة الفعل الروسية وكييف التي باتت تترقب دعما عسكريا مكثفا من الحلفاء.
وفي أروقة الكونغرس، يبدو أن ترامب قد اتخذ القرار نحو التحول في موقفه، عن طريق عدم تفعيل مذكرات لتجميد المساعدات المقدمة لأوكرانيا.