أوائل المشاركين شركاء القرية العالمية في رحلتها الطويلة ... (6)

أوائل المشاركين شركاء القرية العالمية في رحلتها الطويلة  ... (6)

منذ أن فتحت القرية العالمية أبوابها في موسمها الأول كان فيها منظمو أجنحة ومشاركون وعارضون.. ومنهم من توقف بعد عدة مواسم ومنهم من استمر معها حتى موسمها الحالي 24 وتحملوا معها الانتقال من مكان لآخر من شارع الرقة والمرقبات وخور دبي والقرهود إلى مكانها الحالي. 
 
وطوال تلك السنين لم ينقطعوا في أي موسم بل كانوا حريصين على تواجدهم في القرية العالمية رغم أي ظروف أو عقبات مروا بها أو مرت بها القرية العالمية نفسها.. ورغم أنهم كثيرون إلا أننا أحببنا أن نسلط الضوء على بعض أشهرهم والذين باتوا معروفين ومشهورين ويأتي اليهم زبائنهم من ضيوف القرية العالمية من كل الجنسيات ليتسوقوا من معروضاتهم التي وثقوا فيها.. نحاورهم في عدة أجزاء لنعرف حكاياتهم مع القرية العالمية وحكاية القرية في بداياتها ولنعرف ماذا استفادوا من مشاركاتهم الطويلة بالقرية العالمية, ونبدأ في هذا الجزء الأول ببعض المستثمرين والمنظمين والعارضين ومنهم:
 
- هنادي أحمد.. مستثمرة جناح عمان ومنظمة أجنحة بالقرية العالمية ومن أوائل المشاركين فيها منذ بداياتها, وتقول عندما كانت القرية العالمية بجوار خور دبي شاركت بمحلات للهدايا والساعات وبمبلغ بسيط در عليها أرباحا كبيرة لم تكن تتوقعها, وراقت لها فكرة القرية العالمية وأعحبت بها وأحبتها, وأصبحت أيضا بالنسبة لها مكانا تكتسب فيه خبراتها في التجارة, واستخرجت ترخيصا لتنظيم المعارض والمؤتمرات من أجل المشاركة في القرية في مجال تنظيم الأجنحة, وأصبحت من المشاركين الدائمين بها في كل مواسمها وحتى إن لم أستطع تنظيم أي جناح فيها.. وفي عام 2007 نظمت جناح سيدات الأعمال الإماراتيات وجناحي عمان والمغرب, مع حرصها على أن يكون لها محلات تجارية لبيع العطور والهدايا والعبايات النسائية والتحف في الأجنحة التي تنظمها.. وكما ذكرت كانت أولى مشاركاتها عندما كانت القرية العالمية مازالت محلاتها من المشمع أو الخيام على خور دبي عام 1997 وكانت مدتها شهرا واحدا لأنها كانت ضمن مهرجان دبي للتسوق ثم أصبحت شهرا ونصف, ورغم ذلك كانت كثافة الضيوف تفوق التصور, ثم إنتقلت الى منطقة فيستيفال سيتي بالقرهود وإزداد توقيتها, ونظمت أجنحتها وكانت من الخشب وظهرت بدايات الأجنحة المنظمة الى أن نقلت الى مكانها الحالي وأصبحت مستقلة بذاتها لها إدارتها وكادرها.. وبدأ التطور والنمو وإزدادت مساحتها شيئا فشيئا وتوسعت وإزدادت المشاركات فيها وتبارت دول العالم للمشاركة فيها بمنتجاتها ومصنوعاتها وثقافاتها وفنونها ومطاعمها.. وإزدادت فعالياتها في كل المجالات وتنوعت الى أن وصلت الى موسمها الحالي السابع والعشرين.. وقدرت أعداد ضيوفها بالملايين في كل موسم لأنهم وجدوا فيها متنفسهم الترويحي ووجدوا فيها متعتهم، مستمتعون بكل ما فيها وبكل فعالياتها التي تفوق أي حد وأي تصور وأصبحت الآن أهم وجهة ترويجية وتسوقية وترويحية وسياحية ليس في دبي وحدها بل في كل دولة الإمارات العربية المتحدة.  
 
- محمد العاص.. سوري ومنظم أجنحة بالقربة العالمية.. يقول إنه كان يعمل في شركة آرام لتنظيم المعارض المنظمة للجناح السوري منذ بداية القرية العالمية وحتى عام 2000 كمدير معارض, وكان يقوم بتابعة كل شيء في الجناح السوري بالقرية, ثم استقل بنفسه وأسس شركة الفيحاء لتنظيم المعارض.. وبدأ الاستثمار بنفسه في القرية العالمية بعد أن اكتسب خبرة طويلة وكبيرة وقام بتنظيم عدة أجنحة منها الأردن وفلسطين ثم تركيا أخيرا, وهو يعتبر أن القرية العالمية أفادته باكتساب هذه الخبرة حتى أصبح يقوم بتنظيم معارض أخرى خارج نطاق القرية العالمية.. وسيظل يستثمر في القرية العالمية  في كل مواسمها القادمة لأنه يعتبرها منبع للخبرة في كل شيء إلى جانب المنفعة المادية والاستفادة أيضا من التطورات المستمرة فيها ومواكبة هذه التطورات والاستفادة منها في أعماله الأخرى..

وعن القرية العالمية في بداياتها الأولى يقول إن مدتها كانت شهرا واحدا وكانت كل فعاليات مهرجان دبي للتسوق تتم فيها من سحوبات وجوائز وغيرها.. وكانت مشاركات الدول الأوروبية فعالة، ودول لها وزنها في كل شيء مثل ايطاليا وفرنسا والتشيك وكانت كل دولة مشاركة توجد مطعما خاصا يقدم أشهر أطباق تلك الدول.. وأما الآن فهي أكبر من أن يتكلم عنها أحد لأنها على الأقل لا مثيل لها في أي مكان في العالم رغم محاولات من بعض الدول لإنشاء وإيجاد قرية مثلها ولكنهم فشلوا, وهي أيضا توجد في نفوس ضيوفها ذكريات جميلة وحلوة مما يجعلهم حريصين على زيارتها في كل موسم من مواسمها حتى أصبحت أعدادهم في كل موسم بالملايين, فماذا نقول عنها بعد كل ذلك؟. 
 
- صبيحة وكريماتها أم سلطان وأم زايد وأم أحمد.. شاركت الوالدة صبيحة وكريماتها في القرية العالمية منذ عام 1998 عندما كانت القرية في مدينة فستيفال سيتي, وعرضت يومها الدخون الذي كانت تقوم بعمله في بيتها وتأخذه للقرية.. كانت في البداية لم تنو عمل أي شيء لولا وفاة زوجها وانقلبت الأمور حينها إلى الضد فاضطرت للعمل لإعالة وتربية أولادها وبناتها, كان أسهل شئ بالنسبة لها هو افتتاح بقالة صغيرة ولكن لم توفق فيها فأغلقتها وإتجهت الى تصنيع الدخون.. كانت القرية العالمية مناسبة بالنسبة لها لأن الإيجار كان رخيصا وكانت مدة القرية شهرا واحدا, فكانت القرية هي بداية عملها وكانت بشرة خير بالنسبة لها وكان لابد من تواجد بناتها معها في القرية العالمية..

شاركن في العديد من المعارض في دبي وأبوظبي بالدخون والزيوت العطرية الطبيعية والمخمريات وكان هذا العمل يجهدها بشدة ولكن كانت تصبر, أصبح لها قاعدة عريضة من الزبائن والعملاء في كل أنحاء الخليج وكانت دائما تحرص على المشاركة في القرية العالمية في كل موسم من مواسمها ولم تنقطع عن المشاركة إلا حين وفاتها في بداية عام 2022 رحمها الله وغفر لها.. وتقول كريمتها أم سلطان "إن الوالدة رحمها الله كانت دائما تبتكر خلطات جديدة وتبدع فيها وكانت لا بد في كل موسم أن يكون هناك الجديد من إنتاجها, وأثناء الوفاة أوصتنا كثيرا بزبائنها خيرا وأن نكون صادقات معهم ومع غيرهم لأن التجارة هي الصدق في المعاملة, كما أوصتنا بإستمرار العمل الذي بدأته رغم أننا أتممنا دراستنا الجامعية إلا أننا نفذنا وصية الوالدة رحمها الله، ولكن منا من كان له ظروفه الخاصة, فاستمريت أنا وأم زايد وأم أحمد في إكمال وصية الوالدة.. وكان للمنظمين دور كبير في مساعدتنا بالإستمرار في المشاركة بالقرية العالمية حيث كانوا يعاملوننا بكل الاحترام وكانوا لا يتأخرون عن تقديم أي مساعدة لنا.. وزيادة في الأمان فإننا نعرض كل منتجاتنا الجديدة على وزارة الصحة لأخذ تصريحا بأنها آمنة ولا ضرر منها على الصحة.. واستمرينا نحن الثلاثة أخوات في المشاركة بالقرية العالمية في جناح الإمارات.     
 
- محمد بن راجح.. يمني من محلات بن راجح للإكسسوارات الفضية والتحف والأحجار الكريمة شارك في القرية العالمية منذ بداياتها وحتى الموسم الحالي.. ويقول إنه شارك في القرية العالمية للمرة الأولى بالتحف اليمنية التقليدية والفضة والأحجار الكريمة والتي مازال يعرضها حتى الآن, وكانت مشاركته الأولى ممتعة ورائعة حيث كان كل شئ بسيطا بدون تعقيدات وكانت القرية العالمية وقتها على خور دبي ومحلاتها من الخيام وكانت مدتها شهرا واحدا فقط حيث كانت تتبع مهرجان دبي للتسوق وتحت أشراف موانئ دبي وكان ضيوفها يفدون اليها بكثافة من كل حدب وصوب رغم أن بعض الأيام كانت ممطرة بكثافة إلا أن الضيوف كانوا يزدادون لأنها فعالية جديدة لم يشاهدوا مثلها من قبل..

وانتقلنا مع القرية العالمية إلى مكان فيستسفال سيتي بالقرهود وطرأ عليها التحسن حيث كانت المحلات تعمل من البلاييود وديكورات الأجنحة من الفلين الآبيض ويتم دهانه وإزدادت مدتها إلى شهرين ثم إلى ثلاثة أشهر, وبعدها انتقلنا معها إلى مكانها الحالي وتغير وتطور كل ما فيها ونما وفي كل موسم تزداد مساحتها شيئا فشيئا الى أن وصلت إلى ما هي عليه كما ازدادت مدتها وأصبحت خمسة شهور.. وأما فعالياتها المتنوعة فقد تطورت وإزداد عددها الى ما لا يمكن حصرها, وأما الضيوف أصبحوا بالملايين في كل موسم, وحتى بواباتها والدخول والثقافات والفنون والتراث والمطاعم العالمية والألعاب كلها تتطور وتزداد في كل موسم, ولا أنسى التنظيم والأمن والأمان وكل ما تهيئه الإدارة لراحة العارضين والضيوف. 
 
أخيرا وليس آخيرا نوال عبد العزيز أم محمد.. أول مشاركة لها عندما كانت القرية العالمية في قرية الشندغة التراثية, وابتدأت مشاركتها بعرض وبيع الحلويات الشعبية الإماراتية القديمة التراثية مثل النخي والحب واليقط الذي كان عبارة عن حليب جاف يتم عجنه ثم يشكل على شكل أقراص، وأيضا الحدال وهو مانجو غير ناضج يقطع ثم يرش عليه الملح, وكانت المشاركة وقتها مجانية وكان إقبال الضيوف عليها كثيفا, وكانت أم محمد تجهز هذه الحلوى في بيتها وتعرضها في القرية.. بعد ذلك انتقلت مع القرية إلى خور دبي وكانت تعرض وتبيع وقتها العطور فقط, وكانت القرية عبارة عن محلات وبدون أجنحة بل كانت حارات مثل الحارة المصرية والحارة السورية والحارة السودانية.. الخ وكان مدة القرية شهرا واحدا فقط..

وعندما انتقلت القرية الى مدينة القرهود انتقلت معها وبدأت الأجنحة في القرية من البليوود, وكنت تعرض وتبيع فيها العطور أيضا, وكانت مدة القرية شهرين وكان الإيجار رمزيا لا يزيد عن ستة آلاف درهم على المدة كلها.. وانتقلت مع القرية إلى مكانها الحالي وزادت مدتها إلى ثلاثة أشهر في البداية ثم خمسة أشهر.. كانت بدايتها في جناح دولة قطر وكانت تعرض وتبيع الشيلات والعطور بأنواعها وكان الضيوف يقبلون على القرية بكثافة وكانت المبيعات ترضيها وتحقق لها ربحا ماديا كبيرا..

وشاركت بعد ذلك في جناحي الإمارات والكويت, والإقبال هنا لا بأس به ولكن ارتفاع الإيجارات جعلنا نزيد الأسعار مما قلل من الإقبال على المعروض وقل بالتالي البيع والمردود المادي.. وهي تقول إنه رغم ذلك ستظل تشارك في القرية العالمية في مواسمها القادمة إن شاء الله تعالى، ولكن تتمنى تخفيض الإيجارات لزيادة الدخل الذي تصبوا إليه.. والآن هي في هذا الموسم تشارك ضمن جناح الكويت تعرض وتبيع العطور بكل أنواعها مثل العطور العربية والفرنسية والمخمريات واللبان المعطر بالورد واللافندر والياسمين والعود وكلها تجهزها وتصنعها في بيتها, والملابس التراثية الخليجية بأنواعها وملابس الحنة الأطفال والبنات والسيدات والعرائس لليلة الحنة, وملابس الإحتفالات العامة والخاصة مثل العيد الوطني للإمارات والكويت والبحرين وثوب النشل وغيرها.