الامارات تشارك ضمن 5 دول و1170 عارضاً بمعرض تراثنا 2025 في مصر
أين ترقد ملكة مصر الأسطورية؟.. السر الأخير لكليوباترا
يقترب لغز ضريح الملكة كليوباترا خطوة جديدة من الحل بعد أن أعلن فريق من علماء الآثار عن اكتشاف ميناء غارق قبالة الساحل الشمالي لمصر، قرب موقع تابوزيريس ماغنا غرب الإسكندرية، وهو الموقع الذي لطالما ارتبط اسمه بالملكة البطلمية الأخيرة. ويعود الميناء الغارق، الذي يقع على عمق نحو 40 قدماً تحت مياه البحر المتوسط، إلى العصر البطلمي، ويتألف من أرضيات حجرية مصقولة، وأعمدة شاهقة، وكتل إسمنتية، وجرار فخارية، بالإضافة إلى بقايا مراسٍ وأدوات بحرية. ووفقاً لمجلة Archaeology News، فإن هذه الآثار تشير إلى أن الميناء لم يكن مجرد منشأة خدمية، بل مركزاً تجارياً نشطاً، يربط بين طرق النقل البرية وبحيرة مريوط وصولاً إلى الإسكندرية. الاكتشاف قادته الباحثة الدومينيكانية كاثلين مارتينيز، التي كرّست أكثر من عقدين من حياتها للبحث عن ضريح كليوباترا، وقد استعانت في هذه المهمة بخبرات عالم المحيطات الشهير بوب بالارد، مكتشف حطام "تيتانيك"، حيث استخدم الفريق تقنيات المسح بالسونار والغوص لاستكشاف قاع البحر، وكشفوا عن شبكة من المنشآت المغمورة التي ترجّح وجود نشاط بحري واسع خلال فترة حكم الملكة. وترى مارتينيز أن أهمية هذا الميناء تتجاوز قيمته المعمارية والتجارية، إذ قد يكون الخيط الحاسم الذي يقود إلى مدفن كليوباترا ومارك أنطونيوس، مستندة في ذلك إلى اكتشاف سابق في عام 2022، حين عثرت بعثتها على نفق صخري يمتد لأكثر من كيلومتر تحت أطلال تابوزيريس ماغنا، ويحوي قطعاً فخارية تعود لعصر الملكة.
وقد تبيّن أن النفق يتجه مباشرة نحو الميناء المكتشف حديثاً، ما يرجّح وجود صلة وظيفية بينهما ضمن شبكة معمارية سرية ربما استُخدمت في مراسم دفن استثنائية. ويعزّز هذا الطرح ما ترويه المصادر القديمة عن رغبة كليوباترا في الإفلات من قبضة روما بعد هزيمتها وانتحارها عام 30 قبل الميلاد، حيث يُعتقد أنها خططت لدفن نفسها إلى جانب أنطونيوس في مكان رمزي وآمن، يرتبط بأسطورة أوزيريس وإيزيس التي أرادت أن تخلّد من خلالها إرثها السياسي والروحي.