إدارة بايدن مُخطئة.. الوقت ليس في صالح أوكرانيا

 إدارة بايدن مُخطئة.. الوقت ليس في صالح أوكرانيا


مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني، تتعهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم كييف “طالما استغرق الأمر”، لكن بحسب الكاتب والمحلل جوش روغن، على الرغم من أن هذه اللهجة مصممة لإرسال رسالة عزم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنها “ليست ما يريد الأوكرانيون سماعه». يشير الكاتب في مقال بصحيفة “واشنطن تايمز”، إلى أنه “رغم بسالة الأوكرانيين في الحرب إلا أنهم يعانون أيضاً بشكل كبير، ويتوسلون إلى الغرب لمساعدتهم على تسريع الحرب، وليس الاستقرار في مستنقع لا نهاية له».  قبل أيام قليلة من ذكرى الحرب غير المبررة في أوكرانيا، زار بايدن كييف وألقى خطاباً مثيراً في بولندا، واعداً بأن الغرب “لن يتردد أبداً” في الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية.

 وقبل بضعة أيام، أعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس في مؤتمر ميونخ للأمن “التزام أمريكا اللامتناهي” بجهود دعم أوكرانيا. وقالت: “ستستمر معاناة الحرب اليومية.. لكن إذا اعتقد بوتين أنه يستطيع أن ينتظرنا، فهو مخطئ بشدة. الوقت ليس في صالحه». لكن روغن أشار إلى أن معظم المسؤولين الأوكرانيين الذين التقى بهم في ميونخ يختلفون مع هاريس، إلا أن الأمر لا يتعلق بالأسلحة فقط (على الرغم من إصرارهم على الحاجة إلى أسلحة أكثر وأفضل بشكل سيء وسريع).
 يقول هؤلاء المسؤولون الأوكرانيون إنهم قلقون من أن موقف إدارة بايدن قد يقوض الدعم لاستراتيجية كييف، بمعنى أنه قد يقوض تسريع المجهود الحربي الآن وتجنب الجمود الذي طال أمده.

 لأنه بالنسبة لهم، “الحرب التي لا نهاية لها تعني ببساطة انتصاراً لبوتين».  عضو البرلمان الأوكراني يليزافيتا ياسكو تحدث إلى الكاتب خلال المؤتمر قائلاً: “نحن ممتنون للغاية للدعم القادم، لكن هناك عبارة واحدة تجعلنا قلقين جداً.. يقول العديد من القادة الآن سوف ندعمكم طالما استغرق الأمر، هذه العبارة خطيرة للغاية». تشير رسائل بايدن إلى أن الغرب يستعد نفسياً وسياسياً لحرب طويلة.

لكن ياسكو ذكر أن “نافذة الفرصة للفوز تغلق ببطء، بينما تستمر هجمات روسيا على البنية التحتية الأوكرانية وإنتاج الطاقة والمنشآت الزراعية بإلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد.. الجيش الأوكراني يتكبد خسائر فادحة».  . عضو البرلمان الأوكراني أوليكسي هونشارينكو تحدث إلى روغن أيضاً مشيراً إلى أن “النصر يجب أن يجعل أوكرانيا تظهر كديمقراطية صحية ذات اقتصاد فعال، وإلا فسيكون كل ذلك بلا جدوى. لهذا السبب.. يجب أن نكسب الحرب هذا العام». ويقول الكاتب، إن “رغم ترويج إدارة بايدن للكم الهائل من المساعدات العسكرية التي تم تقديمها لأوكرانيا، والدور الذي تلعبه للحفاظ على الوحدة بين حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أن خوف البيت الأبيض من التصعيد مع روسيا أعاق استعداده لمنح أوكرانيا الأشياء التي تقول إنها بحاجة إليها لكسب الحرب هذا العام».

يطلب الأوكرانيون صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار متطورة والمزيد من الدفاعات الجوية والكثير من الدبابات وكذلك الطائرات المقاتلة.
ويشير الكاتب إلى أنه تحدث مع السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا ويليام تايلور جونيور، الذي قاله إن “خطر قرار بوتين توسيع الحرب خارج أوكرانيا في هذه المرحلة منخفض للغاية، بالنظر إلى حالة الجيش الروسي المدمر، والتأخير في توفير الأسلحة يكلف الأرواح، لأننا إذا قدمنا الأسلحة، فقد يؤدي ذلك إلى تقصير الحرب».

ويرى روغن، أن “العديد من الأوكرانيين ينظرون إلى نهج بايدن على أنه استراتيجية مقصودة لدفع أوكرانيا نحو المفاوضات. ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أن المحادثات لن تكون ممكنة إلا عندما يشعر بوتين بمزيد من الضغط».
وبحسب الكاتب، فإنه “يجب ألا تصبح عبارة -طالما استغرق الأمر- ذريعة لعدم الإلحاح، لأنه بحلول ذكرى العام المقبل، قد لا تكون أوكرانيا موجودة لإنقاذها».