الوجه الآخر لملكة بريطانيا:

إليزابيث الثانية: عروضها الكوميدية للأمير فيليب فقط...!

إليزابيث الثانية: عروضها الكوميدية للأمير فيليب فقط...!

   لقد اكتشفنا هذا الأسبوع في “باري ماتش” وجهًا غير معروف لملكة إنجلترا: على عكس الصورة الباردة التي عادة ما تفرضها على نفسها في الأماكن العامة، كانت تسمح لنفسها ببعض الطرافة والنكات بمجرد إغلاق أبواب القصر عليها ... حسب المجلة، التي خصصت بورتريه كبير لإليزابيث الثانية، اعتادت الملكة أن تزرع البهجة والبسمة من خلال تقليد من حولها، خلال سهرات خاصة مع زوجها، دوق إدنبرة، المعروف بكونه أيضا شخصية مرحة.
   «في المساء، كما يُقال، وعندما تملّ ثقل التاج وأعباءه، تروي “باري ماتش”، تباشر بنفسها المسار الهزلي وتقدم لفيليب عروض “وان وومن شو” حيث تقلد ببراعة مرحة رؤساء الوزراء الذين لا تتحمّلهم، وبشكل أعم، كل السياسيين الذين يزعجونها».
   يمكن أن نتخيل من كانوا أهدافها المفضلة: حتى لو لم تعلّق إليزابيث الثانية أبدًا على علاقاتها برؤساء وزرائها، فنحن نعلم من بعض التسريبات أنه لا مكان في قلبها لإدوارد هيث، الذي يعتبر وقحا وكارها للنساء، ومارغريت تاتشر وممارستها السلطوية، وتوني بلير، الذي لم تغفر له أبدًا أنه هزّها بشأن وفاة ديانا، أو جوردون براون المتعالي والمتغطرس، الذي كان لا يتوقف على إعطائها دروسا في الأخلاق بانتظام ... رسم كاريكاتوري، تعبير، بضع الصياغات الخاصة، وها أن الثنائي الملكي يهزأ ويضحك على ظهور السياسيين البريطانيين، في حميميّة شقتهما الخاصة.
   «لديها موهبة عظيمة كمقلدة”، هذا ما كشفته أديلايد دي كليرمون تونير، مديرة وجهة نظر، على راديو أوروبــــــا1 قبـــــل بضع سنوات، موهبة حقيقية في نطق اللهجات. إنهــــــا قادرة على تقليــــد رؤســــــاء الــــدول والوزراء الذين جاؤوا لرؤيتهـــــــا... كــــان بالإمكان أن تكــــــون الفكاهـــــي والمقلـد الفرنســـي نيكولاس كانتلوب بشــــكل جيد جـــــــدًا لتأثيث صباحكم...

«سجقّتي الصغيرة»
   الفكاهة كأداة لتخفيف الضغط، وتنسيب صرامة قواعد السلوك: كان هذا هو الحل الذي فرضه الأمير فيليب بسرعة، والذي يعرف كيف يُفرح الملكة كما لا يفعل أحد -ومن هنا يأتي الفراغ الذي تشعر به اليوم بقسوة أكبر. “كلما تخلى عنها الرأي العام، تشرح “باري ماتش”، أو يخذلها أحد أفراد أسرتها، وتجبر على تجرّع الدواء المر والقبول بما لا يُقبل، كان ينزع فتيل مخاوفها وشجنها بذكاء، بمزحة بسيطة، أيا كانت، قاسية، رقيقة، أو من النوع العسكري، دعابة خشنة وليست لطيفة حقًا»...
   «لم تدخر لدغاته زوجته التي كانت تغفر له كل شيء: عندما بدأ وزن إليزابيث الثانية يزداد في الستين من عمرها، كان يطلق عليها أحيانًا “سجقّتي الصغيرة”، كما تقول المجلة. وعندما تجمدت تسريحة شعرها البيضاء بطريقة لا تشوبها شائبة: “ صغيرتي رأس القرنبيط...».
   هكذا تقمّص فيليب الدور غير الرسمي لمهرّج الملكة، حيث يضاعف الملاحظات المرتجلة والمتسرّعة أو النكات المشبوهة في بعض الأحيان في الأماكن العامة، حتى لو كان ذلك يعني الظهور في ثوب ملك الخطّائين ... وهذا أكسبه تعاطفًا كبيرًا من الجمهور والمقالات اللاذعة في الصحافة، وهو ما لم يكن يهتم به. “هكذا أصبحت رسما كاريكاتوريا، عليّ فقط أن أتعايش معه...”، ليضيف تبريرا لأصالته وأسلوبه غير التقليدي: “إذا لا نتوخى الحذر، فسنصبح جميعًا قطعًا في متحف ...»
عن لوبوان