رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
اتفاق الوكالة الدولية وإيران... تنويم مغناطيسي للغرب
كتب يوناه جيريمي بوب في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن الإتفاق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي وطهران الأحد لتمديد العمل بكاميرات المراقبة في المنشآت النووية الإيرانية أعاد التهديد النووي الإيراني إلى نمطه القديم من المفاوضات طويلة الأمد، مع الأمل في التوصل إلى إتفاق.
هذه هي الرسالة التي أرادت الوكالة الدولية وطهران إيصالها الأحد، وكل طرف منهما لأسبابه الخاصة.
وقالت الصحيفة إن الزيارة الطارئة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران، بددت مرة أخرى أزمة نووية كانت وشيكة، على أمل تنويم الغرب مغناطيسياً وذلك من طريق العودة إلى الشعور بالرضا عن النفس.
يحظى غروسي بإحترام واسع من مسؤولي الإستخبارات الإسرائيلية كواحد من أكثر المسؤولين الدوليين الجديين في التعامل مع المشكلة النووية.
ولذلك، يقول الكاتب إنه كان مؤلماً مشاهدته وهو يقوم بقفزات فكرية محاولاً تقديم نجاحٍ، معترفاً في الوقت نفسه بأنه لم يحقق أياً من أهدافه العميقة.
تسعى إيران إلى تفادي إدانة علنية من قبل مجلس حكام الوكالة الدولية، وتجنب إحالة على مجلس الأمن في ما يتعلق ببرنامجها للأسلحة النووية.
لكن كما اشار الرئيس السابق لجهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون زئيفي فركش خلال مؤتمر الأحد، فإن طهران تملك دائماً رؤية وإستراتيجية بعيدتي المدى أكثر من خصومها.
ومارست إيران التشدد حيال الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، في ما يتعلق بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015. ومع ذلك، ما أن تقدم طهران على أي إنفتاح حيال الوكالة الدولية، حتى يتم التغاضي عن الأساسيات.
إيران لم تقدم شيئاً
وبعد ثلاثة أعوام من كشف الموساد الأعماق الكاملة لبرنامج التسلح النووي الإيراني، وبعد عامين من بدء الوكالة الدولية الضغط من أجل الحصول على أجوبة، فإن إيران لم تقدم شيئاً.
ولم تتوقف إيران عن تخصيب الأورانيوم بنسبة نقاوة تصل إلى 60 في المئة، أي بأضعاف مضاعفة عن نسبة الخمسة في المئة، التي تسمح بها خطة العمل المشتركة الشاملة.وتعرضت كاميرات الوكالة للتكسير بشكل غامض أو تحطمت، ولن تكون صالحة لمدة أشهر. ويسأل الكاتب: “ماذا يمكن أن يكون قد فاتنا جميعاً خلال الفترة الممتدة من مايو (أيار)حتى اليوم، وقت يمكن أن تكون كاميرات أخرى تعاني مشاكل فنية لأنه لم يتم إستبدالها، بعد ثلاثة أشهر من تركيبها، كما يفترض، وإنما تم ذلك بعد سبعة أشهر؟»
.واعترف غروسي بشفافية بأنه لا يملك أجوبة، لكنه قال إن الأمر الأساسي هو أن “الاتصال” قد أقيم مع الحكومة الإيرانية الجديدة، وأن هذا سيتيح قرارات أوسع.وفي الحقيقة، قد يشكل ذلك نقطة تحول تؤدي في نهاية المطاف إلى عودة الولايات المتحدة وإيران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وعندما تنظر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الهاوية التي ستجد نفسها فيها إذا تبنت سياسة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أو إلى السياسة التي ترغب بها إسرائيل حيال إيران، فإنه من المحتمل أن تكون مستعدة لتقديم بعض التنازلات الإضافية لإيران على صعيد أجهزة الطرد المركزي المتطورة أو في ما يتصل بقضايا أخرى.لكن الرغبة المتسرعة من الوكالة الدولية والغرب للتسامح والبدء من المربع الأول، سيبعث برسالة واضحة للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، مفادها أن سياسة حافة الهاوية قد نجحت.
والآن، سيكون هناك سباق لمعرفة ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق حقيقي-على رغم من كل الثغرات التي قد تعتريه، قبل أن تبدأ إسرائيل بالشعور، بأن طهران قريبة جداً، من العتبة النووية، وبأن عليها استخدام القوة، لوضع حد لهذه المسيرة.