وفاة مواطن خلال المواجهات الليلية

احتجاجات في عقارب على قرار إعادة فتح مصب فضلات، والأمن يتدخل باستعمال الغاز المسيل للدموع

احتجاجات في عقارب على قرار إعادة فتح مصب فضلات، والأمن يتدخل باستعمال الغاز المسيل للدموع

   وصلت وحدات عسكرية إلى مدينة عقارب، من محافظة صفاقس، لتأمين المؤسسات العمومية الكائنة بالمدينة وذلك بعد حرق مركز الحرس الوطني وانسحاب قوات الأمن من وسط المدينة.
   وكان فؤاد لشهب رئيس بلدية عقارب، قد أكد تجدد المواجهات بين محتجين وأعوان الأمن مشيرا إلى أنه تم حرق مقر مركز الحرس الوطني بالكامل وانسحاب قوات الأمن.
   وأوضح لشهب في مداخلة اذاعية ان عملية حرق المركز تمت إثر انسحاب أعوان الأمن وأن ذلك مكّن عددا من الشباب المحتجين من حرقه وبعثرة الوثائق داخله وإتلافها وحرقها.

إضراب عام
   وأعلن الاتحاد المحلي للشغل بعقارب أمس الثلاثاء، الإضراب العام في القطاعين العام والخاص كامل اليوم الأربعاء.
   وقال الاتحاد المحلي للشغل بعقارب في بيان ‘’إن المدينة تعيش منذ الاثنين مواجهات دامية بين قوات الأمن المدججة بكل أنواع الأسلحة والأهالي العزل على خلفية قرار إعادة فتح المصب والشروع في تنفيذه في ساعة متأخرة من الليل رغم القرارات الصادرة في شأنه من طرف القضاء مما أدى إلى استشهاد الشاب عبد الرزاق الأشهب إثر إصابته المباشرة بقذيفة غاز مسيل للدموع خلافا لما ورد في بيان وزارة الداخلية .
   واتهم الاتحاد المحلي للشغل وزارة الداخلية بـ ‘’المغالطة’’ وقال إن ‘’بلاغ وزارة الداخلية تضمن مغالطات تدعي وفاة الشاب في منزله’’، مشيرا إلى أن ‘’التدخل الأمن وصل إلى حد التدخل بالرش والبنادق واستهداف المستشفى المحلي ومحاولة اقتحامه .
   وأكّد أن ‘’المدينة محاصرة وتحت القصف المتواصل للمواطنين العزل المطالبين بعيش كريم وبيئة نظيفة’’، وفق نص البيان.
    وندد الاتحاد المحلي للشغل بعقارب بما يحدث بالمدينة من تدخل أمني وصفه بـ ‘’الوحشي’’ والذي ‘’لم يستثني الأطفال والنساء والمرفق العام’’، محملا ‘’وزارة الداخلية مسؤولية الاعتداء على الشاب عبد الرزاق الأشهب والبلاغات التضليلية’’، وفق البيان.
   وطالب بالرفع الفوري للحصار الأمني المضروب على المدينة وتفعيل القرار القضائي بالغلق النهائي للمصب مع ضمان حقوق الشغالين وفتح تحقيق جدي للوقوف على ملابسات جريمة القتـــــل العمد ومحاسبة مرتكبيها، بحسب البيان.
   كما أعلن الاتحاد المحلي للشغل بعقارب، يوم الإضراب يوم حداد على شهيد عقارب عبد الرزاق الاشهب، معربا عن استعداده وجاهزيته للتصعيد بشتى الطرق النضالية السلمية في صورة تواصل الوضع الحالي وعدم إيجاد حل جذري للمشكل البيئي بالمنطقة.

بحث تحقيقي
   وتشهد مدينة عقارب حالة احتقان إثر قرار إعادة فتح مصب فضلات منطقة “القنة” رغم قرار غلقه.
وكانت الجهة قد شهدت مساء الاثنين وفاة شاب يوجد اختلاف حول أسبابها بين المحتجين والرواية الرسمية لوزارة الداخليـــة التي أكدت في بلاغ صادر عنها أن حالة الشاب الصحية تعكرت بمنزله الذي قالت إنه يبعد 6 كلم عن مكان الاحتجاج بينما يؤكد عدد من أقارب المتوفي أنه كان ضمن المحتجين وأنه أصيب بالاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع الذي استعمله اعوان الامن لتفريق المحتجين.
   وتــــم نقل المعني إلى الدائرة الصحية بعقـــــارب إلا أنه توفي رغـــــــم محاولة إسعافه من قبل الإطــــــــار الطبي، وفق المصدر ذاته.
   وأذنت النيابــــــة العمومية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 2 بفتح بحث تحقيقي حول ظروف وملابسات وفاة الشاب عبد الرزاق الأشهب.
   وقال الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس القاضي مراد التركي أمس الثلاثاء أنه تم إيداع جثة الهالك قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الوفاة.
   وكان عدد من أهالي معتمدية عقارب قد خرجوا مساء الاثنين، إلى الشوارع، احتجاجا على قرار وزارة البيئة إعادة فتح المصب المراقب “القنة” بهذه المعتمدية، “باعتباره مرفقا عموميا”، وبغاية “الحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية بالمحافظة”، كما جاء في بلاغ صادر عن الوزارة.   
   وكانت عديد المصادر التي كانت في مكان الحادثة والقريبة من الشاب المتوفّى أكّدت اختناق الضحية بالغاز المسيل للدموع ممّا أدّى إلى وفاته في حين نفت وزارة الداخلية الامر واعتبرت ان الوفاة ناتجة عن توعّك صحي طارئ فارق الشاب على إثره الحياة.