تقرير أمريكي قد يكشف المستور

الأجسام الطائرة المجهولة: نهاية المحرمات...!

الأجسام الطائرة المجهولة: نهاية المحرمات...!

-- أوضح طيار سابق أن طاقمه شاهد الأجسام الطائرة المجهولة كل يوم طيلة عامين على الأقل!
-- يمكن تقديم ملحق سـري أكثر تفصيلاً ويوفـر عناصــر إضافيـة ســيظل بعيـدًا عن الرأي العــام
-- الإعلان عن صدور التقرير مسبقًا يوحي بأنه قد يقول أشياء تصدم الكثير من الناس
-- جرد شامل ومفصل لما يعرفه الجيش والمخابرات الأمريكية عن الظواهر الفضائية غير المحددة
-- من الصعب تفسير موضوع كان من المحرمات لفترة طويلة ويحتل مركز الصدارة بهذه الطريقة


تقرير، رفعت عنه السرية جزئيًا، عن الظواهر الجوية غير المعروفة سيتم تقديمه قريبًا إلى مجلس الشيوخ الأمريكي.لم يناقش هذا الموضوع قط بهذا الشكل الرسمي، مما الهب أسهم التكهنات ومساحة انتشارها، فماذا يقول الخبراء حول المسالة؟

   نادرًا ما يؤدي تقديم تقرير إلى الكونغرس إلى خلق مثل هذه الانتظارات، وترتفع الحمّى خارج حدود الولايات المتحدة، والهدف من هذا الجنون غير العادي: التسليم الوشيك لجرد كامل ومفصل وشامل لما يعرفه الجيش والمخابرات الأمريكية عن “الظواهر الفضائية غير المحددة”، المعروفة لدى عامة الناس بأنها الأجسام الطائرة مجهولة الهوية.

   من المتوقـــــع تســــليمه هذا الشـهر، ولكن يُحتمل أن يتأخر، سيكون التقريـــر المستقبلي متاحًا للجميع، اذ رفعــت عنه السرية جزئيًا. ومن هنا جاءت الإثارة المتزايدة، الملحوظة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر التكهنات حول محتواه.
 ويتنبأ أحد المتحمسين على تويتر، بأن “التاريخ يُكتب أمام أعين بلايين البشر».

وفي إشارة إلى أن هذا الموضوع، الذي غالبًا ما كان محلّ سخرية، أصبح الآن مأخوذًا على محمل الجد، حاورت صحيفة نيويورك تايمز، التي تحظى باحترام كبير، هذا الأسبوع باراك أوباما حول التحديات التي قد تواجهها الإنسانية في حال جاءت أجسام غريبة من مكان آخر ... تحوّل الرئيس السابق الى فيلسوف: “تستند كل سياساتي إلى حقيقة أننا نحن هم تلك الكائنات الدقيقة على تلك النقطة الصغيرة التي تطفو وسط الفضاء. «

رفع السرية عن
 مقاطع الفيديو
  لكن هل يجب أن نتوقع بعض الحقائق الصادمة حول وجود شكل آخر لحياة ذكية؟ وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي فإن الحكومة، في نهاية العمل الذي تم تنفيذه، لم تستطع “استبعاد النظريات التي تشير إلى أن الظواهر التي لاحظها الطيارون العسكريون يمكن أن تكون سفنا فضائية من خارج كوكب الأرض”، دون تقديم دليل، أيضا.
   الوثيقة، التي عُهد بصياغتها إلى المديرة الوطنية للاستخبارات، أفريل هينز، وإلى وزير الدفاع، لويد أوستن، يجب، قبل كل شيء، أن تعطي مكان الصدارة لعمليات اقتحام الطائرات التي لوحظت في السنوات الأخيرة في المجال الجوي الامريكي، والتهديد الذي تشكله على المنشآت العسكرية. وفي طلبها، تتساءل لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، عن صلاتها المحتملة بدول أخرى، وليس عوالم أخرى.

   ولكن، إذا كان اختصاصيو دراسة الأجسام الطائرة مجهولة الهوية. وغيرهم من المتحمسين الاعتقاد في فرضية وجود خارج الأرض، فذلك لأنه في السنوات الأخيرة، تحررت الالسن. في ديسمبر 2017، كشفت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، وجود برنامج متقدم لتحديد التهديدات الفضائية الجوية، بما في ذلك الأجسام الطائرة المجهولة، يتم تنفيذه منذ عام 2007، ومن المفترض أن يتوقف عام 2012، لكنه لا يزال نشطًا بعد عشر سنوات وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز (وهو ما اقره البنتاغون في النهاية).

   قام مدير البرنامج، لو إليزوندو، بالانسحاب قبل شهرين على ما يبدو، محبطًا من عدم الاهتمام بملاحظة “الظواهر الجوية غير المحددة”. وقبل مغادرته، رفع السرية عن ثلاثة مقاطع فيديو تم تصويرها بين 2004 و2015 على متن طائرات مقاتلة، تظهر ما يمكن أن يبدو وكأنها أجهزة طيران ذات سلوكيات غريبة، قادرة على تغيير السرعة أو تغيير الاتجاه فجأة، أو الانغماس. تناقلتها وسائل الاعلام، وتمت مشاهدتها ملايين المرات ع  لى الإنترنت، والتعليق عليها بمرح. منذئذ، يقوم لو إليزوندو بحملة من أجل عرض أفضل للموضوع، إلى جانب نائب وكيل وزارة الدفاع السابق كريستوفر ميلون.

«القدماء” يكشفون
  يغذي الاهتمام بالقضية، تسريبات جديدة وتصريحات منتظمة من طيارين ومديري مخابرات سابقين، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفسيرات أكثر تنوعًا. عندما سئل جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية بين 2013 و2017، عبر بودكاست في ديسمبر الماضي، حث على البقاء “منفتحي الذهن” بشأن هذه اللقاءات غير المفسرة التي شارك فيها الجيش الأمريكي.

    ولا يستبعد جون برينان، أنها “نوع من الظواهر الناتجة عن شيء لم نفهمه بعد، ويمكن أن يتضمن نوعًا من النشاط الذي قد يقول البعض أنه يشي بشكل مختلف من أشكال الحياة”. صيغة معقدة، لكنها كلمة غير مسبوقة من فم رئيس سابق لوكالة المخابرات المركزية. في أبريل، كان جيمس وولسي، أيضًا رئيس الوكالة في الماضي، هو الذي وافق، في مقابلة مع المتخصص في دراسة الظاهرة جون غرينوالد جونيور، على أنه لم يعد “متشككًا كما كان”، وان “شيئا ما يحدث يفاجئ سلسلة من الطيارين ذوي الخبرة للطائرات الذكية «. اصبحت الكلمات أكثر واقعية، تركّز على الكتلة المحتملة للمعطيات القابلة للنشر. في مارس، على قناة فوكس نيوز، قال جون راتكليف، قائد المخابرات في عهد الرئيس دونالد ترامب، إن هناك “مشاهدات أكثر بكثير مما يتم الإعلان عنه”، مضيفًا أن “بعضًا منها تم رفع السرية عنه”، وقال أحد أسلافه، جيمس كلابر، لشبكة سي ان ان في منتصف شهر مايو: “لا أفهم لماذا لم نكن أكثر شفافية في الماضي”، في رده حينها على مقتطف من البرنامج الناجح “60 دقيقة”. وأوضح طيار سابق في البحرية مؤخرًا، أن طاقمه شاهد الأجسام الطائرة المجهولة “كل يوم طيلة عامين على الأقل!».

اتصال مشفّر
   من الصعب تفسير موضوع كان من المحرمات لفترة طويلة ويحتل مركز الصدارة بهذه الطريقة. هل هذه ارادة السلطات؟ إذا كان الأمر كذلك، فإلى أي مدى ستذهب السلطة في كشف المستور؟ “هناك تطور اتصالي من السلطات لا يمكن إنكاره”، يعلق لوك ديني، مهندس في صناعة الطيران. “لقد مر هذا الخطاب الاتصالي بمرحلة النفي، ولكن تبعته تأكيدات تدريجية على صحة البيانات أو البرنامج، مما يعني أنه تم إحراز بعض التقدم. «

   ويطرح لوك ديني فرضيتين: “إما أن الكشف عن المعلومات يأتي نتيجة تعارض تيارين متباينين، يهدف أحدهما إلى لفت انتباه الكونجرس والجمهور إليها، والآخر متردد للغاية. وإما أن تكون هناك عملية أخرى على المحك، حيث تكون هذه التناقضات ظاهرية فقط، وفي هذه الحالة ستكون مجرد وسيلة للتواصل التدريجي حول الموضوع. «

  توماس *، وهو متعاون فرنسي مستقل في موقع استقصائي، يقوم بإجراء تحقيقات صحفية في عمليات اقتحام الطائرات بدون طيار للمجال الجوي الأمريكي انطلاقا من وثائق مطلوبة من الإدارة، يشك في أن السلطات تحافظ على الغموض بين موضوع غريب، الأجسام الطائرة المجهولة، ومشكلة أمنية وطنية حقيقية.

   «لقد طلبنا تعليقات على إجراءات الإبلاغ عن توغل طائرات بدون طيار غريبة نوعًا ما، لم نتحصل على تأكيد واحد، يقول، وبمجرد أن نطلب أشياء مفصلة إلى حد ما، تتم مراوغتنا وتجاهلنا أو لا يعاودوا الاتصال. في المقابل، بمجرد نشر مقاطع فيديو مثيرة على تويتر وفيسبوك، وفي غضون نصف ساعة، يعترف البنتاغون أنها مقاطع فيديو تابعة للبحرية، وانه يتم التحقيق فيها في إطار التقرير. «

كل شيء في الملحق ...
   داخل الرابطة الفرنسية للطيران والفضاء، يرأس لوك ديني لجنة، سيغما 2، التي تدرس علميًا وتقنيًا المشاهدات الغامضة في جميع أنحاء العالم. وهي أيضًا تخطط لإصدار تقرير حول الأجسام الطائرة مجهولة الهوية قبل الصيف، بعد ملخص أول سبق نشره على الإنترنت. “حذرة” بشأن مقاطع الفيديو بالأشعة تحت الحمراء التي يتم تسريبها في الولايات المتحدة، تأمل اللجنة أن يوفر النشر القادم عبر المحيط الأطلسي فرصة لتبادل المعلومات.
   و”لامتلاك القدرة على الاهتمام الجاد بالقضايا التي سيناقشونها ومقارنتها مع الآخرين، سيكون من الضروري أن نملك القدرة على الوصول إلى عدد معين من المعطيات، المقاسة أو المعاد بناؤها، وإلى تقارير تحليلها، وليس فقط مقاطع فيديو، وليس فقط الصور، ولكن التقارير التفصيلية”، يلاحظ لوك ديني.

   الا انه، لم يتم رفع السرية الا عن الجزء الرئيسي من التقرير، يوضح لو إليزوندو، الرجل الذي اثار القضية من قبل: “ويمكن أيضًا تقديم ملحق سري أكثر تفصيلاً، وتوفير عناصر إضافية. وسيظل هذا الجزء المصنف بالضرورة بعيدًا عن الرأي العام من أجل حماية المصادر والأساليب وقدرات أخرى حساسة مستخدمة لإنتاج استنتاجات التقرير».

...لا شيء في الاستنتاجات؟
   «بداهةً، يجب أن يكون الجزء العام من 15 إلى 20 صفحة، خالية من الدسم”، يعتقد توماس. وحسب المحرر المستقل، فإن مجموعة عمل الظواهر الجوية غير المحددة، التي تم إنشاؤها عام 2020 لإحصاء جميع حالات المراقبة، والصانع الرئيسي للتقرير، هي برنامج “بدون طموح كبير”: “إنها ليست جهازا مكرسا، وانما عدد قليل من الأشخاص، لديهم مهام أخرى يقومون بها بالإضافة إلى ذلك. ويضيف، أن مجموعة عمل الظواهر الجوية غير المحددة تتبع وحدة من المارينز لديها “مكون ضخم للسيطرة على المعلومة”. وهذه علامة سيئة للشفافية ...

 لكن بالنسبة لآلان جويلية، المدير السابق للاستخبارات في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، فإن “حقيقة أن الأمريكيين يزيدون من الضغط، ويصدرون تقريرًا يتم الإعلان عنه مسبقًا باعتباره مثيرًا للاهتمام، قد يوحي بأنهم سيقولون أشياء من المحتمل أن تصدم الكثير من الناس».
   «عندما نكون في الاستخبارات ندرك أنه في عالم الإعلام اليوم، إن السر لا يدوم إلا لفترة وجيزة. عندما يكون لديك مثل هذه الظواهر، فإن الفكرة الأولى هي أن بلدًا قد اخترع أجهزة تجريبية عن بعد. وتكمن المشكلة في أننا منذ عشرين عامًا نتحدث عن الطائرات بدون طيار، ولم تكن هناك شائعات عن بلد طور هذا النوع من الأجهزة”، يكتب الجاسوس السابق... “إذن السؤال هو، ما هذا؟”... الجواب قريبا؟