محللون: الأردن بلد قوي ومنيع

الإخوان وركوب الموجة.. المملكة تحبط مخططات الجماعة

الإخوان وركوب الموجة.. المملكة تحبط مخططات الجماعة


أثارت سلسلة تصريحات وفيديوهات مفبركة، نشرت خلال الأيام القليلة الماضية، تساؤلات ونقاشاً واسعاً حول من يقف وراء اضطرابات متفرقة رفضاً لارتفاع أسعار المحروقات في الأردن.
وتدور التساؤلات حول إن كانت هذه الاحتجاجات عفوية أم أن هناك من يريد استغلالها وتحويلها عن هدفها المتمثل بدفع الحكومة للتراجع عن رفع أسعار المحروقات، كما حصل في الماضي.
وتواجه جماعة الإخوان غير المرخصة في الأردن، اتهامات بأنها تسعى للاستفادة من موجات الاحتجاج الشعبية العفوية، لتحقيق مكاسب سياسية، كما حدث في دول عربية أخرى، مثل مصر وتونس .

ولطالما واجه الإخوان اتهامات بعدم العمل لصالح مطالب وطنية وشعبية، والتعامل مع الأوطان على أنها ساحات لتنفيذ أجندات يمليها عليهم التنظيم العالمي.
واليوم، بعد أن تحرك البرلمان الأردني للضغط على الحكومة، استجابة للمطالب بتخفيض الأسعار، وأصدرت الحكومة قرارات للتخفيف اقتصادياً على المواطنين تضمنت قراراً بتأجيل أقساط القروض البنكية، ووعوداً بتخفيض أسعار مشتقات نفطية، خرجت قيادات بجماعة الإخوان إلى الشارع لركوب الموجة، كما يرى محللون.

وقال المحلل السياسي، حسن الخالدي، إن “الخبر الأكيد أن الإخوان سيحاولون ركوب أي موجة احتجاجات في ظل الأزمات التي تعيشها والضربات التي لحقت بها بحثاً عن مكاسب”، لكنه يرى أن نجاح هذه الخطوة مستحيل لأن مطالب المواطنين اقتصادية».
وفي وقت سابق الخميس، اعتقلت الأجهزة الأمنية قيادات في حزب الشراكة والإنقاذ (الإخواني) على رأسهم أمين عام الحزب سالم الفلاحات.
والفلاحات هو قيادي سابق في الجماعة غير المرخصة وأعلن انشقاقه وتأسيس حزب جديد، في خطوة جاءت للالتفاف على الأزمات والضربات التي لحقت بالإخوان، بحسب ما يرى محللون.

وجاء اعتقال الفلاحات، وعدد من قيادات الحزب الخميس، على خلفية دعوتهم لتنفيذ احتجاج في عمان “دعماً للإضرابات”، على حد تعبيرهم.
لكن الخالدي يرى أن خروج الجماعة للاحتجاج في أوقات معينة يهدف إلى ركوب الموجة، ومحاولة البحث عن الجلوس للحديث مع الحكومات بهدف تحقيق أهداف إخوانية وضرب أي مطالب شعبية بعرض الحائط.

وروج جيش إلكتروني للجماعة، لفيديوهات وصور من دول مجاورة على أنها لاحتجاجات في الأردن، في وقت رد آخرون بنشر فيديوهات أخرى تنفي وقوع أي أعمال شغب والتأكيد على سير الحياة بشكل طبيعي، خصوصاً في قطاع الشحن الذي أعلن إضرابه عن العمل للمطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية.
ووجه ناشطون اتهامات للإخوان، واتهامات لجهات لم يحددوها بالسعي للتشويش على مطالب المواطنين.

بلد قوي ومنيع
يرى محللون سياسيون، أن الأردن يتمتع بحالة مختلفة عن الكثير من دول العالم، عنوانها القوة الأمنية المدعومة بوعي شعبي يرفض تحول البلاد إلى ساحة فوضى يمكن اختراقها واستغلالها.
ويقول محللون أردنيون، تعليقاً على الإضرابات التي تشهدها مناطق متفرقة احتجاجاً على ارتفـــــاع أســـــعار المشتقات النفطية:” يخطئ من يراهن على أن الأردن بلد هش يمكن تحويله إلى ساحة فوضى كما حدث في دول أخرى مجاورة».
وقال عامر ملحم، أستاذ العلوم السياسية، إن الأردن يتميز بكونه واحة أمن واستقرار رغم محيطه الملتهب بالقتل والدمار، وإن الأردن بشعبه وأجهزته الأمنية واع للسموم التي تبثها محطات إعلامية وأفواه هدفها النيل من الدول العربية.

ويؤكد ملحم أن المطالبات بإقالة الحكومة رفضاً لقرار معين، هي شكل من أشكال الديمقراطية، التي تعود الأردنيون عليها، كما حدث في وقت سابق عندما استجاب الملك عبدالله الثاني لمطالب الشعب وأقال حكومة هاني الملقي على خلفية قانون ضريبة الدخل.
ويتساءل الكاتب الأردني، شادي الرزوق، في مقال نشره، عن من يقف وراء “تشويه الصورة الذهنية عن البلد الذي نحب؟”، في إشارة لنشر فيديوهات وصور من دول أخرى لا علاقة لها بالاحتجاجات في الأردن.

ويقول الرزوق “نحن أبناء وطن واحد لا نريد تأجيج ولا خلق مشكلة ليستفيد منها مظللين».
ويؤكد الرزوق أن “الإضراب والاعتصام والمقاطعة أساليب حضارية وإيجابية، ووسائل ضغط للحصول على الحقوق وانتزاعها، حتى المطالبة بإقالة الحكومة».
ويتابع “لكن الثوابت الجامعة الواحدة هي أن الملك عبدالله بن الحسين هو صمام الأمن والأمان للجميع وهو السند والعون الذي نفتديه بالأرواح والمهج وهو يحمينا كلنا، فهو ملك الأردن كله وحامي استقلالنا وتنوعنا».