الإرهاب في الساحل والصحراء يتقدم نحو «خليج غينيا»

الإرهاب في الساحل والصحراء يتقدم نحو «خليج غينيا»

تتقدم كتائب المجموعات الإرهابية المسماة “نصرة الإسلام والمسلمين، وداعش، والقاعدة” بشكل شبه يومي على أراضي بوركينافاسو، بعد أن فرضت نفسها واقعا معاشا في مالي المجاورة، فيما اعتبره مراقبون تقدما واضحا يسعى للوصول إلى خليج غينيا الذي تريد هذه التنظيمات الوصول إليه للخروج من عزلة الصحراء وطوقها، إلى فسحة شواطئ البحر التي قد تمتد فيها أعمالها لتصل إلى تهريب الأسلحة، أو إلى القرصنة البحرية مثل ما حدث في الصومال.
- منذ رحيل التشكيلات العسكرية الأوروبية، وتلك التابعة لدول الساحل، وأخيرا قوات الأمم المتحدة “مينوسما” من مالي، صعّدت هذه الجماعات هجماتها في مالي وبوركينافاسو المجاورة محرزة تقدما لافتا، عجزت أمامه الأنظمة العسكرية الحديثة التي انقلبت على السلطة في البلدين.
 
لا يبدو أن قوات فاغنر الروسية التي جلبت من قبل دول المنطقة تمثل بديلا أمنيا، إذ اتضح أن مهمتها تتوقف على حماية الأنظمة القائمة من السقوط، وليس خوض حروب نيابة عنها.
تقدم الجماعات الإرهابية على الأرض كان سيكون أسرع، لولا اقتتالها مع بعضها.. ومحاولة كل واحدة منها فرض سطوتها لتكون الأحق بتأسيس “دولة الخلافة” المنتظرة.
 
أدى اليأس المسيطر على بعض الأوساط السياسية في مالي وبوركينافاسو، إلى الدعوة لحوار مع الجماعات الجهادية، بالخصوص “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التي تفيد تسريبات أنها وعدت بالتهدئة والحوار في حال رحلت القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة من مالي.
 
إزاء تزايد عمليات التوغل والهجمات الدامية في دول الساحل، تعمل دول خليج غينيا (بنين وتوغو وغانا وساحل العاج) المطلة على الخليج على تطوير قدراتها، لكن مخاوفها كبيرة جدا بسبب التفوق الذي أظهرته الجماعات المتطرفة على الجارتين مالي وبوركينافاسو، آخرها مجزرة دموية مطلع الأسبوع قتل فيها 100 جندي على يد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بوركينا.
منذ عام 2015 وقعت بوركينا في دوامة من العنف الإرهابي، وقتل فيها أكثر من 10000 مدني وجندي، وفقًا للمنظمات غير الحكومية، وأكثر من مليوني نازح داخليًا.
 
  أورد معهد “كونراد أديناور” الألماني تحذيرا في وقت سابق، في أن “تدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو ومالي يجعل من شمال الدول الساحلية خط الجبهة الجديد ضد المجموعات المسلحة الناشطة في الساحل”. وقال أن “جماعات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش تتقدم بسرعة في مناطق مثل الساحل وتتجه جنوباً نحو خليج غينيا”، مشيراً أيضاً إلى “الإرث الوحشي” لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
 
 الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال الاثنين الماضي، إن “الإرهاب والتطرف العنيف يواصلان النمو رغم الجهود المبذولة.. جماعات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في أفريقيا تتقدم بسرعة في مناطق مثل الساحل وتتجه جنوباً نحو خليج غينيا».
 
  المنطقـــــــــة تترقب ما سيسفر عنـــــه تحـــــــرك “التحالف الدولي لمحاربة داعش” الذي يســـــتعد للانتقال من آسيا إلى أفريقيا للعب دور في محاربة الإرهاب في منطقة الســـــاحل وغرب القارة بشكل خاص، على أمل تكرار نجاح تجربة هزيمة داعش في سوريا والعراق.