رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأمير فيصل بن خالد
الجناح الأفريقي بالقرية العالمية يحلق بدول القارة السمراء... (1)
أفريقيا السمراء.. أو القارة العجوز كما يحلو للبعض أن يسميها, هي ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، تأتي في المرتبة الثانية بعد آسيا. تبلغ مساحتها حوالي 30 مليون كيلو متر مربع بما فيها الجزر المجاورة, وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطح الأرض وتشغل 20.4% من إجمالي مساحة اليابسة.. يبلغ عدد سكان أفريقيا حوالي 1.2 مليار نسمة وفقًا لتقديرات 2016 يعيشون في 61 إقليمًا وتبلغ نسبتهم حوالي 14.8% من سكان العالم.. وبالنسبة لأصل إسم أفريقيا يعود الى أنه كان يطلق اسم أفري على العديد من البشر الذين كانوا يعيشون في شمال أفريقيا بالقرب من قرطاج, ويمكن تعقب أصل الكلمة إلى الفينيقية أفار بمعنى غبار, ولكن أكدت إحدى النظريات أن الكبلمة نسأت من الكلمة الأمازيغية إفري أو إفران وتعني الكهف في إشارة إلى سكان الكهوف, ويشير اسم أفريقيا أو إفري أو أفير إلى قبيلة بنو يفرن الأمازيغية التي تعيش في المساحة ما بين الجزائر وطرابلس "قبيلة يفرن الأمازيغية".
وإفريقيا القارة السمراء هي قارة المتناقضات في كل شيء, بألوانها المتعددة الصارخة, القارة التي تجد فيها كل شيء, والتي تحرص على المشاركة في القرية العالمية منذ نشأتها حيث تشارك بجناح يضم معظم الدول الأفريقية بمنتجاتها الفريدة والمتفردة والتي لا توجد إلا في أفريقيا فقط وفي القرية العالمية لا ترى مثلها في أي جناح آخر, وحتى واجهة جناحها احتوى عل الكثير وتم استحضار معالم فيها لتعبر عن معظم مناطق افريقيا..فمنتصف الواجهة يرمز إلى قصر غرداية الذي يتقع في ولاية غرداية وسط شمال الصحراء الجزائرية.. وعرفت غرداية منذ العصر الحجري العديد من الحضارات حيث تشهد عليها الصناعات الحجرية والنقوش الصخرية والمعالم الجنائزية.. كما عرفت خلال الفترة الإسلامية المبكرة تجمعات سكنية على شكل قصور إحتفظ بعضها بالأطلال, ومن هذه القصور العتيقة التي تبدو موحدة في شكلها متجانسة في ألوان قصر العطف وقصر بونورة وقصر غرداية وقصر بني يزقن وقصر مليكة وقصر القرارة وقصر بريان.. كما يتفرد القصر بفضاءات واسعة للمبادلات التجارية والتي تعتبر مركزا للحياة الحضارية.. وتعرف قصور ولاية غرداية بنظام خاص لتوزيع المياه على الواحات الغناء التي يستفاد منها للاستجمام صيفا وللتمتع بثمارها.. أما جانبي الواجهة يرمزان إلى مدرسة سانكور في مالي.. كما تم إضافة بعض الأقنعة التي توجد في كينيا الناتجة في الأساس عن السحر والدين وتُخبر عن قرون من الفن البدائي التجريدي ولها رمزية روحية الأمر الذي جعلها لا تظل محصورة في بيئتها الإفريقية وإنما اختطت لنفسها طريقا إلى الفن التشكيلي الغربي, ويعتبر القناع في إفريقيا شكل فني لطقوس متعددة:
والجناح مساحتة 2500 متر مربع وضم 80 محلا تحتوي على الكثير من منتجات الدول الأفريقية حيث أن الجناح يضم العديد من دول القرة السمراء, وتوسط الجناح ساحة التراث التي تبدأ بقوس مأخوذ من قرية إفريقية مع بعض المجسمات لبعض الحيوانات الموجودة في إفريقيا.. وفي الساحة تتواجد ثلاث حرف يدوية تختص بصناعة الطيور من الخشب, والأخرى لصناعة تماثيل للزرافة الأفريقية, والثالثة لصناعة الأساور والسلاسل الأفريقية.. كما يوجد بالساحة كافتيريا أيفوري ومطعم أثيوبي وكشك أبوستو.. وفي آخر الساحة يوجد المسرح الذي تقدم عليها فرقة إفريقية الفن الغنائي والموسيقي الأفريقي.. أما الحرف اليدوية بساحة التراث هي:
- سيلا كيتوكا.. من كينيا يشارك للمرة الأولى في القرية العالمية, يقوم بالنحت على الخشب لعمل تماثيل صغيرة لحيوانات أفريقيا مثل الفيل والزرافة وحمار الوحش والنمر والضبع, ويعمل أيضا الأقنعة الأفريقية وبعض أواني المنزل الخشبية.
- جوني جرامبا.. من السنغال يشارك في القرية العالمية للمرة الثانية, ويعزف على الخشب أيضا ليصنع ليصنع من نماذج لكل أنواع الطيور الأفريقية بأحجام صغيرة ومتوسطة ثم يقوم بتلوينها وزخرفتها حسب ألوان وزخرفة الطيور, كما يعمل مجموعات من الطيور تقف غلى الأغصان فتبدوا وكأنها طيور طبيعية, كما يقوم بنفس الطريقة بعمل بعض يعمل نماذج لبعض حيوانات أفريقيا من الخشب أيضا ويقوم بتلوينها وتشطيبها لتغري الضيوف بإقتناءها. - ماليشو جابايو.. من أثيوبيا تشارك بالقرية العالمية للمرة الثالثة وتقوم يدويا بتصنيع الإكسسوارات مثل الأساور من الحجارة الكريمة بأنواع متعددة أو من القماش أو منهما معا, ويصنع أيضا العقود الأفريقية من الخرز أو من قطع الحجارة الكريمة الصغيرة. وأيضا الخلاخيل بأشكال متعددة وكل هذا أمام أعين الضيوف.
وكافتيريا أيفوري الموجودة بوسط الساحة تقدم لضيوف الجناح بل ولضيوف القرية العالمية الذين يحبون الجلوس في جناح أفريقيا لغرابته عن الأجنحة الأخرى تقدم لهم الشاي الكيني والكرك الكيني والمياه المعدنية ومشروبات المياة الغازية وبعض الفطائر الخفيفة التي تسمى باخمير, وأيضا المكسرات مثل اللوز والجوز والكاجو والفسدق الحلبي.
أما عن كشك أبوستو فحدث ولا حرج فالزحام علية شديد حيث يقدم للعديد من ضيوف القرية العالمية مشروب موهيتو المصحوب بدخان كثيف حتى أن من يرى ذلك يظن أن هؤلاء يدخنون التبغ بشراهه, لهذا تجد معظم ضيوف القرية العالمية يأتون اليه لتناول هذا الآيس كريم الغريب..
والمطعم الأثيوبي يقدم فيه أربع فتيات نشيطات من أثيوبيا يشاركن بالقرية العالمية في الجناح الأفريقي للمرة الخامسة ويقمن بعمل وبيع القهوة الأثيوبية بأحدي الطرق الأثيوبية التقليدية وبنفس الأدوات التقليدية المستخدمة في أثيوبيا, كما يقمن ببيع هذه الأدوات لمن يرغب من الضيوف وتعليمهم طريقة الإستخدام, كما يقمن أيضا بتحضير بعض الوجبات الأثيوبية التقليدية والتي يقبل عليها ضيوف الجناح ليتعرفوا على هذه الوجبات الأثيوبية التراثية والتقليدية.
وأخيرا هذا هو جناح القارة السمراء الذي يعتبر قبلة الضيوف خاصة السياح القادمين من الخارج وأيضا المقيمين في الإمارات, الى جانب الضيوف الخليجيين ومواطني الدول العربية الأخرى, حيث أن لأفريقيا القارة السمراء ميزاتها وتفردها في كل ما تعرضه في جناحها, وكل ما تقدمه للضيوف من مشروبات ومأكولات تنفرد بها, كما أن القارة الحريصة على إظهار ثقافتها في القرية العالمية.