الفوز بتنظيم كأس العالم 2030 :

الدبلوماسية الرياضية المغربية تُؤتي ثمارها ...

الدبلوماسية الرياضية المغربية تُؤتي ثمارها ...

تنسيق  مشترك مع الحلفاء في قضية  الصحراء الغربية، نفوذ إقليمي في المغرب العربي و في أفريقيا، و حشد للعالم  العربي من أجل الفوز بتنظيم  كأس العالم لكرة القدم عام 2030 .هذا الانتصار لا  يُمثل انتصارا  للمغرب على تحديات رياضية فحسب ... هذا الانتصار  كان  يكفي ليُدخل البلسم على قلوب المغاربة بعد الزلزال المروع الذي ترك بلادهم في حالة حداد.  «يسر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن يعلن للشعب المغربي المشاركة في تنظيم كأس العالم 2030، مؤكدا «مكانة المغرب المفضلة في محفل الأمم الكبرى» .كما أعلن  الديوان  الملكي . إنها  فرصة مرموقة للتباهي ببلد سياحي لديه كل شيء للترحيب بهذه التظاهرة. لقد أثمرت مثابرة المغرب أخيرا. وكانت المملكة المغربية الشقيقة قد تقدمت بطلب تنظيم المسابقة خمس مرات، وتم رفضها خمس مرات. وتعود المحاولة الأولى إلى عام 1988، في عهد الحسن الثاني، من أجل تنظيم كأس العالم 1994 التي فازت بها الولايات المتحدة.
 
 
لقد أخذت المغرب على عاتقها تجهيز البلاد بالملاعب الحديثة. و بعث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي افتتحها الملك نفسه عام 2009، و التي قامت بتدريب لاعبين دوليين بدأوا في إثبات أنفسهم على أرض الملعب. و لكن القضية ليست رياضية فقط. وإذا ما كان يجب أن تبدأ المنافسة في أمريكا اللاتينية، فإن العاهل المغربي يؤكد على قربه من البرتغال وإسبانيا لتنسيق الحدث، الذي سينتشر لأول مرة في ثلاث قارات وفي ستة بلدان . والواقع أن العلاقات تحسنت إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة مع الجارتين في شبه الجزيرة الأيبيرية. ويقول باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية  وعضو مجلس الأخلاق الوطني بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم “بموجب دستور هذا الثلاثي، نربط الدبلوماسية الرياضية بالدبلوماسية بشأن قضية الصحراء الغربية.»وفي شهر مايو الماضي، وبمناسبة انعقاد قمة مغربية برتغالية رفيعة المستوى، وقع رئيس وزراء الجمهورية البرتغالية أنطونيو كوستا ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، على تحالفهما الكروي في نفس الوقت الذي أكدت فيه لشبونة على حرصها على موقف 2007 المؤيد للمطالبة المغربية بالصحراء الغربية. وقبل شهرين، قامت إسبانيا بقيادة بيدرو سانشيز بتحول مماثل، بعد عام من القطيعة، مما أثار استياء كبير لدى الانفصاليين الصحراويين المنتمين إلى جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر. 
 
 بعود تنظيم كأس العالم 2030  إلى مجهود أسود الأطلس في عام 2022 خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت في قطر .و إن هزم الفريق الفرنسي في تلك   المنتخب المغربي  الوطني فإن هذا الأخير كان أول فريق أفريقي في التاريخ يصل إلى الدور نصف النهائي. لم يقم الملك بالرحلة ليحضر المباراة بقطر ، لكن لا ينبغي أن ننسى، كما يؤكد عبد الله الترابي،و هو  عالم سياسي ومقدم برامج تلفزيونية، “إنه مشجع حقيقي لعب  مع فريق الدار البيضاء ودعمه عندما كان وليا للعهد. خلال كأس العالم الأخيرة نزل إلى الشوارع بالسيارة مرتدياً القميص الوطني « . 
 
 تسير الرباط على خطى قطر، وربما تفسح المجال أمام المملكة العربية السعودية التي تستثمر بكثافة في كرة القدم للفوز ببطولة كأس العالم  2030
كما يلاحظ باسكال بونيفاس. لكن الرباط لا تستطيع أن تنفق ببذخ وتشتري أندية مثل قطر مع باريس سان جيرمان والمملكة العربية السعودية مع نيوكاسل يونايتد. وستكون بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، التي فازت الرباط بتنظيمها أيضا، على حساب غينيا غير القادرة على استضافة مثل هذا الحدث، بمثابة بروفة للاحتفال الكبير بعام 2030  . « لقد أظهرت  المغرب مكانة إقليمية، وحتى إفريقية»، هكذا قال عبد الله الترابي، الذي يتذكر قدرة العالم العربي على الحشد خلف لاعبي المنتخب المغربي الأحد عشر العام الماضي. لقد تم دعمهم على القنوات التلفزيونية المصرية، وحتى في المخيمات الفلسطينية والسورية. وكشفت النتائج الرياضية عن  مجموعة حقيقية وصفها الآخرون بالخيال. هذه النتيجة الفائقة أراد ملك المغرب أن يستعيدها في دورة 2030 .