بلدية منطقة الظفرة تنظم فعاليات متنوعة ومعارض للأسر المنتجة في «ليوا الدولي»
المرشحان في موقف غريب وغير مسبوق
السباق الرئاسي الثاني أكثر تعقيدًا لماكرون منه للوبان
• في عملية البحث عن الأصوات، تتمتع لوبان بميزة أكيدة على ماكرون
• سينقسم ناخبو اليمين البرلماني، تقريبًا، إلى ثلاثة أثلاث في الجولة الثانية
• السؤال هو هل يمكن لجبهة جمهورية لا تقول اسمها أن تنهض من رمادها
• مفارقة: السعي للحصول على الأصوات من أهمّ خزّان تمّ التخلّص منه في الجولة الأولى
• يُظهر الوضع أن أبطال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ليسوا اثنين ولكن على الأقل ... ثلاثة
أمام البطلين أيام معدودات لإقناع الناخبين غير المؤيدين للانضمام إليهما. تمرين، بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته، يبدو أكثر صعوبة مما كان عليه عام 2017.
كل ما تكرر يزداد الإعجاب به... ومع ذلك، من غير المؤكد أن بعض الأشياء حين تتكرر مرتين ترضي الجميع بنفس القدر. بعد عام 2017، وللمرة الثانية، سيتبارز إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، أمّ المعارك الانتخابية في ظل الجمهورية الخامسة.
لكن للحظة، خلال سهرة الانتخابات، اعتقد أنصار جان لوك ميلينشون أن الصعود القوي لبطلهم سيسمح له بالتغلب على مرشحة اليمين المتطرف. السبب: كشفت مراكز الاقتراع في بعض المدن الكبرى التي أغلقت مكاتبها في الساعة 8 مساءً (وليس في الساعة 7 كما هو الحال في العديد من المناطق الريفية) عن اختلاف كبير في النتيجة لصالح المرشح "المتمرد".
في النهاية، استقر الفارق بين الثانية (8،136،369 صوتاً مقابل 23 فاصل 15 بالمائة من الأصوات) والثالث (7،714،949 صوتاً مقابل 21.95 بالمائة) عند 421،420 صوتاً في ختام الفرز الكامل للأوراق، وفاز ماكرون بالمركز الأول حيث حصل على 9785578 صوتًا بنسبة 27 فاصل 84 بالمائة. للتذكير، فاز فاليري جيسكار ديستان على فرانسوا ميتران في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 1974 بفارق 424.599 صوتًا، أو 50 فاصل 81 بالمائة مقابل 49 فاصل 19 بالمائة.
وتظل نتيجة الجولة الثانية هذه هي الأضيق حتى الآن من بين جميع المواجهات الرئاسية النهائية للجمهورية الخامسة. وقد فاز فاليري جيسكار دي ستان بفضل تصويت الناخبين في الخارج. صدفة أو إيماءة من التاريخ، بعد ما يقرب من خمسين عامًا، سيطر ميلينشون على نفس هذا الجسم الانتخابي (غوادلوب، مارتينيك، ريونيون، غيانا) في الجولة الأولى من عام 2022.
بروز التصويت المجدي من الجولة الأولى
يُظهر العرض المبسّط لهذا الوضع، أنّ أبطال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ليسوا اثنين ولكن على الأقل ... ثلاثة. هناك بالطبع من يرغب في تجديد عقد إيجاره في الإليزيه، ومن تطمح إلى توقيع العقد، ولكن هناك أيضًا من يرغب الاثنان السابقان في تقاسم بقاياه الثمينة -إذا استطعنا استخدام هذا الوصف، بدون الحط من قدر ناخبي الزعيم التاريخي للـ "المتمردين". فهذه هي الاشكالية التي يتعين عليهما حلّها بعد هذه الجولة الأولى التي كانت لها كل خصائص الجولة الثانية.
في الواقع، ما شهدناه في 10 أبريل، لم يكن مجرد "تصويت مجدي"، لا يمكن إنكاره، لصالح ميلينشون، وانما أيضًا "تصويتات مجدية" لصالح ماكرون ولوبان اللذان استحوذا على ناخبي مرشحين آخرين.
ولئن استحوذ زعيم فرنسا المتمردة على جزء من التصويت -خاصة تصويت الشباب تحت سن 35 حيث هو الأقوى -والذي كان من الممكن أن يذهب إلى الأبطال الثلاثة الآخرين على اليسار (مرشح الخضر يانيك جادو، والشيوعي فابيان روسيل، والاشتراكية آن هيدالغو)، فان الرئيس المنتهية ولايته وممثلة اليمين المتطرف، استفادا من نفس ظاهرة الامتصاص، على حساب فاليري بيكريس للأول، وإريك زمور للثانية.
حدث هذا في الأيام الأخيرة من الحملة، إذا سلّمنا بالاستطلاعات حول نوايا التصويت. ويبدو أن مؤسسات سبر الآراء قد استخفت بحركة الامتصاص هذه فيما يتعلق بمرشح يسار اليسار، حيث كان يُمنح أقل من 20 بالمائة قبل الاقتراع بثمانية وأربعين ساعة. حملة قرب فعّالة تجاه هؤلاء الناخبين الشباب الأقل ميلاً من الآخرين للذهاب إلى مراكز الاقتراع، مكنته من تجاوز هذا السقف وتحسين نتيجته في عام 2017، والتي بلغت 19 فاصل 58 بالمائة.
انقسام ثلاثي في المشهد الانتخابي
من الواضح أن جزءً من ناخبي اليمين قد تخلوا عن رئيسة الجمهوريين في إيل دو فرانس ليركّزوا على "تصويت مجدي" لصالح ماكرون. وكانت نتيجة هذا النقل الهائل كارثة صناعية لبيكريس التي جنحت في المركز الخامس. وقد حصلت على نتيجة أقل بأربع مرات من نتيجة فرانسوا فيون الذي احتل المركز الثالث عام 2017: 4 فاصل 78 بالمائة، مقابل 19 فاصل 58 بالمائة.
بعد هزيمته في الجولة الثانية في 2012 (فرانسوا هولاند ضد نيكولا ساركوزي)، أُقصي من الدور الأول في 2017 و2022، سيبدأ اليمين البرلماني والجمهوري الولاية الثالثة -خمس سنوات-بعيدًا عن هرم السلطة... وهذا لم يحدث من قبل!
نفس الظاهرة داخل دائرة أقصى اليمين حيث سيطرت لوبان تدريجياً على الأصوات التي سرقها زمور منها خلال الأشهر السابقة. فالرئيسة السابقة للتجمع الوطني -جوردان بارديلا هو الرئيس المؤقت -استفادت أيضًا من "تصويت مجدي" ازداد في نهاية الحملة. وقد أدى ذلك إلى تفريغ فقاعة نوايا التصويت التي ركزت على المجادل السابق في سي نيوز. ونتيجة لذلك، تراجع زمور إلى أقل بكثير من 10 بالمائة، وحصل على 7 فاصل 07 بالمائة من الأصوات المدلى بها، أي 2485935 صوتًا.
وفي نهاية الجولة الأولى، أصبح المشهد الانتخابي ثلاثي الاضلاع -يمين متطرف تهيمن عليه لوبان، ومحور وسطي يؤطره ماكرون، ويسار راديكالي بقيادة ميلينشون -يستثنى منه التشكيلتين الحكوميتين اللتين هيكلتا الحياة السياسية في الأربعين سنة الأخيرة من الجمهورية الخامسة، وبالتحديد الجمهوريون والحزب الاشتراكي.
افتتاح موسم صيد الأصوات من أماكن أخرى
لا يزال لدى هذين الحزبين قاعدة محلية (بلدية، ودائرة، وإقليم)، لكن لم يعد لديهما قاعدة وطنية تسمح لهما بالوصول إلى أعلى مناصب الدولة. هل هي حالة مؤقتة أم دائمة؟ من الصعب الإجابة بشكل دقيق وجازم على هذا السؤال. على الأكثر، يمكننا أن نلاحظ أن الأحزاب الرئيسية الأخرى، الراديكاليين والحزب الشيوعي، قد سلكت، في الماضي البعيد إلى حد ما، طريق الاضمحلال الوطني هذا، وبقيت "أحزابا محلية".
في كل الاحوال، يضع هذا الوضع الجديد الممثلة والممثل في الجولة الثانية في موقف غريب وغير مسبوق: السعي للحصول على الأصوات من أهمّ خزّان تم التخلص منه في الجولة الأولى، وهو خزّان ميلينشون، أي الشخص الذي أيديولوجيًا وبرنامجا هو الأبعد عن مشاريع البطلين المتبقيين في السباق.
يجب التأكيد أيضًا، على أنه في هذا البحث عن الأصوات، تتمتع لوبان بميزة معينة على ماكرون، تتمثل في قدرتها على التعويل، دون جهد ودون تنازلات في برنامجها، على انتقال الأغلبية الساحقة لأصوات زمور، أي 75 بالمائة إلى 85 بالمائة من هؤلاء الناخبين الذين نذكّر، يمثلون ما يقرب من 2.5 مليون صوت. ويُظهر هذا الرقم، أنها في وضع أفضل مما كانت عليه عام 2017، العام الذي كان لديها فقط احتياطي أصوات نيكولا دوبون آيجنان (1.7 مليون صوت) الذي دعا مؤيديه هذه المرة (725356 صوتًا) للتصويت لصالحها.
ينقسم ناخبو بيكريس إلى ثلاثة أثلاث
من أول التقديرات الموثوقة المعلنة بعد الساعة 8 مساءً، 10 أبريل، دعت الشخصيات المستبعدة، بأغلبية كبيرة، باستثناء زمور ودوبون آيجنان، إلى "سد الطريق على أقصى اليمين"، في 24 أبريل، من دون ان يدعو جميعا للتصويت لصالح ماكرون. أو عندما فعلوا ذلك، مثل بيكريس، كان الأمر شخصيًا أكثر منه باسم الحزب. وكدليل على ذلك، سارع إيريك سيوتي، ممثل جناح أقصى اليمين في حزب الجمهوريين والمرشح المهزوم في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية الداخلية لهذا الحزب، لإعلان أنه لن يصوت للرئيس المنتهية ولايته.
وتُظهر معاهد الاستطلاع، أنّ ناخبي اليمين البرلماني منقسمون، تقريبًا، إلى ثلاثة أثلاث في الجولة الثانية: ثلث لماكرون، وآخر لوبان، والأخير للامتناع، والتصويت الابيض، أو الملغى.
ورغم أن يانيك جادو (الذي تقترب نتيجته من بيكريس، أي 1.6 مليون بطاقة اقتراع) لم يتلق أي تصفيق من جمهوره عندما أعلن عن اختياره ماكرون في الجولة الثانية من أجل عرقلة مسار لوبآن، فإن التوقعات المفترضة لعملية انتقال أصوات الخضر مختلفة تمامًا عن أصوات الجمهوريين. في الواقع، فإن غالبية هؤلاء الناخبين (أكثر من 50 بالمائة) سيبايعون ماكرون بينما ستختار أقلية (حوالي 5 بالمائة) لوبان. وقد يرفض ثلث كبير جدًا هذا البديل الذي يبدو أنه من اختيار ساندرين روسو، المهزومة في نهائي تمهيدية أوروبا البيئة – الخضر والقريبة من مواقف ميلينشون.
الجبهة المناهضة لماكرون ضد الجبهة الجمهورية العائدة
بالنسبة لبطلي المباراة الأخيرة، من الواضح أن الجزء الأكبر المطلوب يظل الناخبين "المتمردين" الذين يمكن تفهّم حزنهم بسهولة بعد هذا الفشل الثالث لبطلهم بينما كان قريبًا من المرمى، على عكس عام 2017 حيث احتل المركز الرابع. ان تلك الأصوات التي يمكن أن تقلب الميزان بطريقة أو بأخرى، هي في مرمى النيران.
وتكمن الصعوبة التي يواجهها لوبان وماكرون، في الاستيلاء على أكبر عدد ممكن منهم دون إثارة ذعر ناخبيهم خلال الجولة الأولى، ودون تشويه مشروعهما السياسي. ووفق هذا المقياس، تكون المهمة معقدة لكليهما، ولكن ربما تكون أكثر بالنسبة للرئيس المباشر، الذي كان عليه مواجهة "جبهة مناهضة لماكرون" تجمع التجمع الوطني وفرنسا المتمردة طوال فترة ولايته الاولى.
وهنا أيضًا، تُبرز نوايا التصويت التي عبّر عنها "المتمردون"، وفقًا لمعاهد سبر الآراء، نسبة كبيرة من الناخبين من الذكور والإناث (من 20 إلى 30 بالمائة) سيختارون التصويت لليمين المتطرف في الجولة الثانية من دون أن يظهر ذلك، في عيون المعنيين، تناقضاً، وكمغازلة لسياسة الأسوأ. إن مستوى رفض ماكرون في جزء من هؤلاء الناخبين بلغ درجة (كما كان الحال أيضًا في هامش كبير من ناخبي فيون عام 2017) أن ورقة لوبان أصبحت الوسيلة الوحيدة للتعبير عن غضبهم.
المشكلة، هي أنه عند فرز الأصوات، لا توجد أداة قياس اجتماعية أو علمية تسمح بفصل الغضب عن الدعم. سيأخذ المستفيد كل شيء بدون فرز. وعلى العكس من ذلك، فإن ثلث هؤلاء الناخبين سيقررون التصويت لماكرون (ربما بدافع النكاية)، وهنا أيضًا لن يفرز المستفيد.
وحتى لو أعطت التوقعات الأولى لمعاهد الاستطلاع اسبقية للفائز عام 2017، فإنها ليست كثيفة للغاية، وعلى أي حال، فقد ذابت بشكل كبير في غضون خمس سنوات. في الواقع، لا يزال كل شيء ممكنًا: الأمل للبعض (من الجانبين) أو الأسوأ للآخرين (الذين هم أيضًا في المعسكرين).\
في مواجهة هموم مختلفة، خاصة في الأمور الأوروبية، التي تثيرها احتمالية انتصار ممثلة اليمين المتطرف، والتي تخفي طموحها لتفكيك الاتحاد بشكله الحالي، فإن السؤال المطروح هو معرفة ما إذا كانت "الجبهة الجمهورية" التي لا تقول اسمها يمكن أن تنهض من جديد من رمادها رغم التطبيع السياسي الذي تعرضت له ابنة أحد مؤسسي الجبهة الوطنية خلال هذه الحملة الرئاسية.
• سينقسم ناخبو اليمين البرلماني، تقريبًا، إلى ثلاثة أثلاث في الجولة الثانية
• السؤال هو هل يمكن لجبهة جمهورية لا تقول اسمها أن تنهض من رمادها
• مفارقة: السعي للحصول على الأصوات من أهمّ خزّان تمّ التخلّص منه في الجولة الأولى
• يُظهر الوضع أن أبطال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ليسوا اثنين ولكن على الأقل ... ثلاثة
أمام البطلين أيام معدودات لإقناع الناخبين غير المؤيدين للانضمام إليهما. تمرين، بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته، يبدو أكثر صعوبة مما كان عليه عام 2017.
كل ما تكرر يزداد الإعجاب به... ومع ذلك، من غير المؤكد أن بعض الأشياء حين تتكرر مرتين ترضي الجميع بنفس القدر. بعد عام 2017، وللمرة الثانية، سيتبارز إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، أمّ المعارك الانتخابية في ظل الجمهورية الخامسة.
لكن للحظة، خلال سهرة الانتخابات، اعتقد أنصار جان لوك ميلينشون أن الصعود القوي لبطلهم سيسمح له بالتغلب على مرشحة اليمين المتطرف. السبب: كشفت مراكز الاقتراع في بعض المدن الكبرى التي أغلقت مكاتبها في الساعة 8 مساءً (وليس في الساعة 7 كما هو الحال في العديد من المناطق الريفية) عن اختلاف كبير في النتيجة لصالح المرشح "المتمرد".
في النهاية، استقر الفارق بين الثانية (8،136،369 صوتاً مقابل 23 فاصل 15 بالمائة من الأصوات) والثالث (7،714،949 صوتاً مقابل 21.95 بالمائة) عند 421،420 صوتاً في ختام الفرز الكامل للأوراق، وفاز ماكرون بالمركز الأول حيث حصل على 9785578 صوتًا بنسبة 27 فاصل 84 بالمائة. للتذكير، فاز فاليري جيسكار ديستان على فرانسوا ميتران في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 1974 بفارق 424.599 صوتًا، أو 50 فاصل 81 بالمائة مقابل 49 فاصل 19 بالمائة.
وتظل نتيجة الجولة الثانية هذه هي الأضيق حتى الآن من بين جميع المواجهات الرئاسية النهائية للجمهورية الخامسة. وقد فاز فاليري جيسكار دي ستان بفضل تصويت الناخبين في الخارج. صدفة أو إيماءة من التاريخ، بعد ما يقرب من خمسين عامًا، سيطر ميلينشون على نفس هذا الجسم الانتخابي (غوادلوب، مارتينيك، ريونيون، غيانا) في الجولة الأولى من عام 2022.
بروز التصويت المجدي من الجولة الأولى
يُظهر العرض المبسّط لهذا الوضع، أنّ أبطال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ليسوا اثنين ولكن على الأقل ... ثلاثة. هناك بالطبع من يرغب في تجديد عقد إيجاره في الإليزيه، ومن تطمح إلى توقيع العقد، ولكن هناك أيضًا من يرغب الاثنان السابقان في تقاسم بقاياه الثمينة -إذا استطعنا استخدام هذا الوصف، بدون الحط من قدر ناخبي الزعيم التاريخي للـ "المتمردين". فهذه هي الاشكالية التي يتعين عليهما حلّها بعد هذه الجولة الأولى التي كانت لها كل خصائص الجولة الثانية.
في الواقع، ما شهدناه في 10 أبريل، لم يكن مجرد "تصويت مجدي"، لا يمكن إنكاره، لصالح ميلينشون، وانما أيضًا "تصويتات مجدية" لصالح ماكرون ولوبان اللذان استحوذا على ناخبي مرشحين آخرين.
ولئن استحوذ زعيم فرنسا المتمردة على جزء من التصويت -خاصة تصويت الشباب تحت سن 35 حيث هو الأقوى -والذي كان من الممكن أن يذهب إلى الأبطال الثلاثة الآخرين على اليسار (مرشح الخضر يانيك جادو، والشيوعي فابيان روسيل، والاشتراكية آن هيدالغو)، فان الرئيس المنتهية ولايته وممثلة اليمين المتطرف، استفادا من نفس ظاهرة الامتصاص، على حساب فاليري بيكريس للأول، وإريك زمور للثانية.
حدث هذا في الأيام الأخيرة من الحملة، إذا سلّمنا بالاستطلاعات حول نوايا التصويت. ويبدو أن مؤسسات سبر الآراء قد استخفت بحركة الامتصاص هذه فيما يتعلق بمرشح يسار اليسار، حيث كان يُمنح أقل من 20 بالمائة قبل الاقتراع بثمانية وأربعين ساعة. حملة قرب فعّالة تجاه هؤلاء الناخبين الشباب الأقل ميلاً من الآخرين للذهاب إلى مراكز الاقتراع، مكنته من تجاوز هذا السقف وتحسين نتيجته في عام 2017، والتي بلغت 19 فاصل 58 بالمائة.
انقسام ثلاثي في المشهد الانتخابي
من الواضح أن جزءً من ناخبي اليمين قد تخلوا عن رئيسة الجمهوريين في إيل دو فرانس ليركّزوا على "تصويت مجدي" لصالح ماكرون. وكانت نتيجة هذا النقل الهائل كارثة صناعية لبيكريس التي جنحت في المركز الخامس. وقد حصلت على نتيجة أقل بأربع مرات من نتيجة فرانسوا فيون الذي احتل المركز الثالث عام 2017: 4 فاصل 78 بالمائة، مقابل 19 فاصل 58 بالمائة.
بعد هزيمته في الجولة الثانية في 2012 (فرانسوا هولاند ضد نيكولا ساركوزي)، أُقصي من الدور الأول في 2017 و2022، سيبدأ اليمين البرلماني والجمهوري الولاية الثالثة -خمس سنوات-بعيدًا عن هرم السلطة... وهذا لم يحدث من قبل!
نفس الظاهرة داخل دائرة أقصى اليمين حيث سيطرت لوبان تدريجياً على الأصوات التي سرقها زمور منها خلال الأشهر السابقة. فالرئيسة السابقة للتجمع الوطني -جوردان بارديلا هو الرئيس المؤقت -استفادت أيضًا من "تصويت مجدي" ازداد في نهاية الحملة. وقد أدى ذلك إلى تفريغ فقاعة نوايا التصويت التي ركزت على المجادل السابق في سي نيوز. ونتيجة لذلك، تراجع زمور إلى أقل بكثير من 10 بالمائة، وحصل على 7 فاصل 07 بالمائة من الأصوات المدلى بها، أي 2485935 صوتًا.
وفي نهاية الجولة الأولى، أصبح المشهد الانتخابي ثلاثي الاضلاع -يمين متطرف تهيمن عليه لوبان، ومحور وسطي يؤطره ماكرون، ويسار راديكالي بقيادة ميلينشون -يستثنى منه التشكيلتين الحكوميتين اللتين هيكلتا الحياة السياسية في الأربعين سنة الأخيرة من الجمهورية الخامسة، وبالتحديد الجمهوريون والحزب الاشتراكي.
افتتاح موسم صيد الأصوات من أماكن أخرى
لا يزال لدى هذين الحزبين قاعدة محلية (بلدية، ودائرة، وإقليم)، لكن لم يعد لديهما قاعدة وطنية تسمح لهما بالوصول إلى أعلى مناصب الدولة. هل هي حالة مؤقتة أم دائمة؟ من الصعب الإجابة بشكل دقيق وجازم على هذا السؤال. على الأكثر، يمكننا أن نلاحظ أن الأحزاب الرئيسية الأخرى، الراديكاليين والحزب الشيوعي، قد سلكت، في الماضي البعيد إلى حد ما، طريق الاضمحلال الوطني هذا، وبقيت "أحزابا محلية".
في كل الاحوال، يضع هذا الوضع الجديد الممثلة والممثل في الجولة الثانية في موقف غريب وغير مسبوق: السعي للحصول على الأصوات من أهمّ خزّان تم التخلص منه في الجولة الأولى، وهو خزّان ميلينشون، أي الشخص الذي أيديولوجيًا وبرنامجا هو الأبعد عن مشاريع البطلين المتبقيين في السباق.
يجب التأكيد أيضًا، على أنه في هذا البحث عن الأصوات، تتمتع لوبان بميزة معينة على ماكرون، تتمثل في قدرتها على التعويل، دون جهد ودون تنازلات في برنامجها، على انتقال الأغلبية الساحقة لأصوات زمور، أي 75 بالمائة إلى 85 بالمائة من هؤلاء الناخبين الذين نذكّر، يمثلون ما يقرب من 2.5 مليون صوت. ويُظهر هذا الرقم، أنها في وضع أفضل مما كانت عليه عام 2017، العام الذي كان لديها فقط احتياطي أصوات نيكولا دوبون آيجنان (1.7 مليون صوت) الذي دعا مؤيديه هذه المرة (725356 صوتًا) للتصويت لصالحها.
ينقسم ناخبو بيكريس إلى ثلاثة أثلاث
من أول التقديرات الموثوقة المعلنة بعد الساعة 8 مساءً، 10 أبريل، دعت الشخصيات المستبعدة، بأغلبية كبيرة، باستثناء زمور ودوبون آيجنان، إلى "سد الطريق على أقصى اليمين"، في 24 أبريل، من دون ان يدعو جميعا للتصويت لصالح ماكرون. أو عندما فعلوا ذلك، مثل بيكريس، كان الأمر شخصيًا أكثر منه باسم الحزب. وكدليل على ذلك، سارع إيريك سيوتي، ممثل جناح أقصى اليمين في حزب الجمهوريين والمرشح المهزوم في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية الداخلية لهذا الحزب، لإعلان أنه لن يصوت للرئيس المنتهية ولايته.
وتُظهر معاهد الاستطلاع، أنّ ناخبي اليمين البرلماني منقسمون، تقريبًا، إلى ثلاثة أثلاث في الجولة الثانية: ثلث لماكرون، وآخر لوبان، والأخير للامتناع، والتصويت الابيض، أو الملغى.
ورغم أن يانيك جادو (الذي تقترب نتيجته من بيكريس، أي 1.6 مليون بطاقة اقتراع) لم يتلق أي تصفيق من جمهوره عندما أعلن عن اختياره ماكرون في الجولة الثانية من أجل عرقلة مسار لوبآن، فإن التوقعات المفترضة لعملية انتقال أصوات الخضر مختلفة تمامًا عن أصوات الجمهوريين. في الواقع، فإن غالبية هؤلاء الناخبين (أكثر من 50 بالمائة) سيبايعون ماكرون بينما ستختار أقلية (حوالي 5 بالمائة) لوبان. وقد يرفض ثلث كبير جدًا هذا البديل الذي يبدو أنه من اختيار ساندرين روسو، المهزومة في نهائي تمهيدية أوروبا البيئة – الخضر والقريبة من مواقف ميلينشون.
الجبهة المناهضة لماكرون ضد الجبهة الجمهورية العائدة
بالنسبة لبطلي المباراة الأخيرة، من الواضح أن الجزء الأكبر المطلوب يظل الناخبين "المتمردين" الذين يمكن تفهّم حزنهم بسهولة بعد هذا الفشل الثالث لبطلهم بينما كان قريبًا من المرمى، على عكس عام 2017 حيث احتل المركز الرابع. ان تلك الأصوات التي يمكن أن تقلب الميزان بطريقة أو بأخرى، هي في مرمى النيران.
وتكمن الصعوبة التي يواجهها لوبان وماكرون، في الاستيلاء على أكبر عدد ممكن منهم دون إثارة ذعر ناخبيهم خلال الجولة الأولى، ودون تشويه مشروعهما السياسي. ووفق هذا المقياس، تكون المهمة معقدة لكليهما، ولكن ربما تكون أكثر بالنسبة للرئيس المباشر، الذي كان عليه مواجهة "جبهة مناهضة لماكرون" تجمع التجمع الوطني وفرنسا المتمردة طوال فترة ولايته الاولى.
وهنا أيضًا، تُبرز نوايا التصويت التي عبّر عنها "المتمردون"، وفقًا لمعاهد سبر الآراء، نسبة كبيرة من الناخبين من الذكور والإناث (من 20 إلى 30 بالمائة) سيختارون التصويت لليمين المتطرف في الجولة الثانية من دون أن يظهر ذلك، في عيون المعنيين، تناقضاً، وكمغازلة لسياسة الأسوأ. إن مستوى رفض ماكرون في جزء من هؤلاء الناخبين بلغ درجة (كما كان الحال أيضًا في هامش كبير من ناخبي فيون عام 2017) أن ورقة لوبان أصبحت الوسيلة الوحيدة للتعبير عن غضبهم.
المشكلة، هي أنه عند فرز الأصوات، لا توجد أداة قياس اجتماعية أو علمية تسمح بفصل الغضب عن الدعم. سيأخذ المستفيد كل شيء بدون فرز. وعلى العكس من ذلك، فإن ثلث هؤلاء الناخبين سيقررون التصويت لماكرون (ربما بدافع النكاية)، وهنا أيضًا لن يفرز المستفيد.
وحتى لو أعطت التوقعات الأولى لمعاهد الاستطلاع اسبقية للفائز عام 2017، فإنها ليست كثيفة للغاية، وعلى أي حال، فقد ذابت بشكل كبير في غضون خمس سنوات. في الواقع، لا يزال كل شيء ممكنًا: الأمل للبعض (من الجانبين) أو الأسوأ للآخرين (الذين هم أيضًا في المعسكرين).\
في مواجهة هموم مختلفة، خاصة في الأمور الأوروبية، التي تثيرها احتمالية انتصار ممثلة اليمين المتطرف، والتي تخفي طموحها لتفكيك الاتحاد بشكله الحالي، فإن السؤال المطروح هو معرفة ما إذا كانت "الجبهة الجمهورية" التي لا تقول اسمها يمكن أن تنهض من جديد من رمادها رغم التطبيع السياسي الذي تعرضت له ابنة أحد مؤسسي الجبهة الوطنية خلال هذه الحملة الرئاسية.