كشف المتحف الوطني السعودي في الرياض عن معرض فريد من نوعه تحت عنوان "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات"، يُعرض فيه لأول مرة عدد من العملات الإسلامية النادرة التي تسرد عبر نقوشها حكايات من بدايات التاريخ الإسلامي، ويستمر حتى شهر ديسمبر-كانون الأول" المقبل. يُقدّم المعرض تجربة ثقافية شاملة تسلّط الضوء على تطور النقود في العالم الإسلامي منذ العصور الأموية وحتى نشأة الدولة السعودية، من خلال مجموعة نادرة من المسكوكات التي تُعد من أهم المجموعات الخاصة في العالم، خاصة تلك التي ضُربت في المدن المقدسة: مكة والمدينة.
وقال آلان بارون، القيّم على المعرض وأحد أبرز جامعي العملات التاريخية في العالم لـ"سي إن إن" "تُظهر هذه العملات كيف أدخل المسلمون النقود إلى العالم الإسلامي، وكيف عبّر العرب الأمويون عن هويتهم بتحويل العملات المسيحية إلى إسلامية تحمل الشهادة".
من أبرز المعروضات الدينار الأموي، ويُعد أول دينار إسلامي ذهبي خالص يحمل آيات قرآنية دون صور بشرية، ما جعله خطوة تاريخية نحو استقلال الهوية الاقتصادية والفكرية في الإسلام.
كما يعرض المتحف نسخة ذهبية تجريبية لأول جنيه سعودي مكافئ للجنيه الإسترليني، قُدمت للملك عبد العزيز آل سعود في باريس مع ملاحظاته الخاصة على التصميم، وتبقى هذه القطعة محفوظة ضمن مجموعة خاصة.
واختتم بارون حديثه بالقول: "العملات ليست مجرد معادن منقوشة، بل رسائل من التاريخ، وهي في كثير من الأحيان الدليل الوحيد الباقي من عصور مضت. أتمنى أن يغادر الزوار وهم يدركون كيف وُلدت النقود في العالم الإسلامي وكيف عكست ملامح الحياة في تلك العصور".