تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
اختفاء النجمة الصينية جاو واي:
الصين: الحزب الشيوعي يحارب عبادة المشاهير...!
-- شهدت جاو واي، إحدى أشهر الممثلات الصينيات، محو وجودها على شبكة الإنترنت المحلية
-- الخوف من أن تعبّر نوادي المعجبين عن احتجاج سياسي
-- يريد الحزب استعادة السيطرة على عالم افتراضي أصبح خارج نطاق السيطرة
-- قضية جاو واي هي جزء من ديناميكية سـياسـية، ذات بعـد أيديولـوجي قـوي
-- بعد الرؤساء المليارديرات مثل جاك ما، تتم دعوة نجوم الترفيه إلى الامتثال
هل هربت إلى فرنسا أو على متن طائرة خاصة -تمتلك أربعة مصانع نبيذ هناك، منها شاتو مونلو، في سان إيميليون -كما تزعم الشائعات؟ أو، على الأرجح، هي في الصين ..
حيث أدى اختفاء إحدى الممثلات الأكثر شهرة وثراءً في البلاد، إلى إثارة وسائل التواصل الاجتماعي. لم تتبخّر جاو واي جسديًا فحسب منذ نهاية أغسطس، وإنما محو كل أثر للنجمة، التي لديها 86 مليون متابع على موقع ويبو، تويتر الصيني، من الإنترنت المحلي تمامًا.
من المستحيل العثور على أفلامها، مثل شاولين سوكر أو الممالك الثلاث، لجون وو -على منصات التنزيل الرئيسية في البلاد..
كما أنها لا تظهر في نتائج محرك البحث الصيني، وقد تم حظرها من وســائل التواصل الاجتماعي.
لم يتم الكشف رسميًا عن أسباب شطب المخرجة والمغنية وسيدة الأعمال الرهيبة.لكن من الصعب عدم اعتبار ذلك تحذيرًا من الحزب الشيوعي الصيني الـذي يبـســـــــط هيمنته في الآونــــة الاخيرة بشكل متزايد.
بمفردها، المليارديرة، 45 عامًا، وسفيرة العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة فندي، وصاحبة عدد من العقارات والشركات، ترمز إلى كل شيء يحاربه شي جين بينغ.
أيقونات عالية جدًا
قبل عام من انعقاد المؤتمر العشرين للحزب، الذي يُفترض أن يعيده على رأس النظام، وعد الرئيس الصيني بـ “الرخاء المشترك”، الذي سيتحقق بمساهمة أكبر للأثرياء، في بلد تفجرت فيه التفاوتات الاجتماعية.
لقد أصبــــــح أثرياء التكنولوجيات الحديثة، ونجوم الأعمال الاستعراضية، أهدافًا مميزة.
حدث المنعطف في خريف عام 2020، عندما اختفى جاك ما، الرمز والثري ومؤسس عملاق التجارة الإلكترونية علي بابا، لعدة أشهر بعد أن تجرأ على انتقاد السلطات المالية في البلاد. وبعد أن أطاح بملك رواد الأعمال من قاعدته، يفكك النظام تمثال ملكة السينما.
ومن العوامل المشددة بالنسبة لها، ان الممثلة، التي استثمرت بشكل ملحوظ في استوديو أفلام علي بابا، قريبة من جاك ما –أي تفوح منها رائحة ما.
على غرار رمز البزنس، لا شك ان نجم جاو واي، صعد عالياً جدا، وهي مدعوّة لتصطف في الطابور وتمتثل. “إنها إشارة مرسلة إلى نجوم الترفيه أو التكنولوجيات الحديثة:
لا يمكن لأحد أن يعلو فوق الحزب”، تلخص جينيفر هسو، الباحثة في معهد لوي في سيدني. ولا أحد محصنًا، مهما كان ثريًا وقويًا.
في الصين، يُسمح بعبادة شخصية واحدة فقط، وهي عبادة شي جين بينغ، الذي يتم تدريس “فكره” الآن في المدارس.
انتشرت صور لجاو واي، يستحيل التحقق منها، في منتصف سبتمبر على مواقع التواصل الاجتماعي:
نراها في متجر للاتصالات، مرتدية قميصًا أرجوانيًا وسروالًا قصيرًا، كما لو كان للتأكيد على تواضعها.
مشاهير آخرون مقاطعون
الطريقة المستخدمة منحرفة بقدر ما هي فعالة: “إن ترك حالة من الشك تخيم بشأن خطايا جاو واي، سيجبر الجميع على التفكير فيما قد يُوقعهم، من أفعالهم السابقة، في مشاكل”، يلاحظ ستانلي روزين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، مما سيشجعهم على إظهار حب الوطن وحبهم للحزب.
وكشفت صحيفة “جلوبال تايمز” اليومية القومية المقربة من الحزب الشيوعي، عن فضائـــــح معينــــــة مرتبطة بالممثلة “المحاصرة بإجراءات قانونية”.
وكانت قد أثارت غضب الحزب عام 2001، بارتداء زي يجسد العلم الإمبراطوري الياباني. وبعد اتهامها بارتكاب مخالفات، تم استبعادها وزوجها عام 2017 طيلة خمس سنوات من بورصة شنغهاي.
جاو واي ليست الوحيدة من المشاهير التي تمت مقاطعتها مؤخرًا. الممثلة شينغ شوانغ، التي اضطرت لدفع غرامة قدرها 46 مليون يورو، تعاني من نفس المصير.
كما انتُقد الممثل تشانغ زهان، لزيارته عام 2018، في طوكيو، ضريحًا دُفن فيه مجرمو الحرب اليابانيون، كما ارتكب خطأ التوقيع العام الماضي مع وكالة مملوكة لـ “جاو واي».
مخاوف
تذكّر مغامرات هذه الأخيرة بتلك التي تعرضت لها الممثلة فان بينغبينغ، المعروفة بدورها في فيلم إكس مان، والتي اختفت تماما طيلة ثلاثة أشهر عام 2018، قبل أن تدفع غرامة قدرها 70 مليون دولار لسلطات الضرائب، ومبايعة النظام.
غير ان قضية جاو واي هي جزء من ديناميكية سياسية أكبر بكثير، ذات بعد أيديولوجي قوي. “لن يكون السوق المالي بعد الآن جنة للرأسماليين ليثروا بين عشية وضحاها، ولن يكون السوق الثقافي جنة لنجوم الرجال المخنثين، ولن يقدس الناس الثقافة الغربية بعد الآن”، هكذا تحمس هذا الصيف أحد المعلقين القريبين من يسار الحزب، لي غوانغمان، الذي وزعت الصحافة الرسمية نصه على نطاق واسع.
معتبرة صناعة الترفيه “فوضوية”، اتخذت الحكومة خطوات لإنهاء الاحتفاء بالنجوم الذين يعتبرون “مبتذلين” و”غير أخلاقيين”، والعودة إلى “الثقافة التقليدية والاشتراكية”. وفي هذا السياق، حظرت الحكومة المشاركين الذكور ذوي المظهر المخنث في برامج تلفزيون الواقع، وكذلك ترتيب النجوم على الشبكات الاجتماعية حسب شعبيتها. وتم إزالـــــة العديد من نوادي المعجبين عبر الإنترنت، التي تجاوزت كل الحدود في تقديس معبودها.
وقد ساهم ماليا أحد “جيوش” المؤيدين هذه، على سبيل المثال، من اجل عرض وجه أحد أعضاء مجموعة الكيبوب الكوري الجنوبي “بي تي اس”، على متن طائرة.
هذه الحماسة تقلق النظام. “يريد الحزب استعادة السيطرة على عالم افتراضي أصبح خارج نطاق السيطرة ويعيش فيه الملايين من الشباب الصينيين. والهدف من ذلك، من بين أشياء أخــــــــرى، كبـــــح العفوية التي يمكن أن تتحول في النهاية إلى احتجاج سياسي”، تعتبر جينيفر هسو.
الإنذار الأول: حاول أنصار مغني الراب الصيني الكندي كريس وو، المسجون بتهمة الاغتصاب، جمع الأموال للإفراج عنه... وغني عن القول، أن بكين لم تعجبها هذه الحركة على الإطلاق.
-- الخوف من أن تعبّر نوادي المعجبين عن احتجاج سياسي
-- يريد الحزب استعادة السيطرة على عالم افتراضي أصبح خارج نطاق السيطرة
-- قضية جاو واي هي جزء من ديناميكية سـياسـية، ذات بعـد أيديولـوجي قـوي
-- بعد الرؤساء المليارديرات مثل جاك ما، تتم دعوة نجوم الترفيه إلى الامتثال
هل هربت إلى فرنسا أو على متن طائرة خاصة -تمتلك أربعة مصانع نبيذ هناك، منها شاتو مونلو، في سان إيميليون -كما تزعم الشائعات؟ أو، على الأرجح، هي في الصين ..
حيث أدى اختفاء إحدى الممثلات الأكثر شهرة وثراءً في البلاد، إلى إثارة وسائل التواصل الاجتماعي. لم تتبخّر جاو واي جسديًا فحسب منذ نهاية أغسطس، وإنما محو كل أثر للنجمة، التي لديها 86 مليون متابع على موقع ويبو، تويتر الصيني، من الإنترنت المحلي تمامًا.
من المستحيل العثور على أفلامها، مثل شاولين سوكر أو الممالك الثلاث، لجون وو -على منصات التنزيل الرئيسية في البلاد..
كما أنها لا تظهر في نتائج محرك البحث الصيني، وقد تم حظرها من وســائل التواصل الاجتماعي.
لم يتم الكشف رسميًا عن أسباب شطب المخرجة والمغنية وسيدة الأعمال الرهيبة.لكن من الصعب عدم اعتبار ذلك تحذيرًا من الحزب الشيوعي الصيني الـذي يبـســـــــط هيمنته في الآونــــة الاخيرة بشكل متزايد.
بمفردها، المليارديرة، 45 عامًا، وسفيرة العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة فندي، وصاحبة عدد من العقارات والشركات، ترمز إلى كل شيء يحاربه شي جين بينغ.
أيقونات عالية جدًا
قبل عام من انعقاد المؤتمر العشرين للحزب، الذي يُفترض أن يعيده على رأس النظام، وعد الرئيس الصيني بـ “الرخاء المشترك”، الذي سيتحقق بمساهمة أكبر للأثرياء، في بلد تفجرت فيه التفاوتات الاجتماعية.
لقد أصبــــــح أثرياء التكنولوجيات الحديثة، ونجوم الأعمال الاستعراضية، أهدافًا مميزة.
حدث المنعطف في خريف عام 2020، عندما اختفى جاك ما، الرمز والثري ومؤسس عملاق التجارة الإلكترونية علي بابا، لعدة أشهر بعد أن تجرأ على انتقاد السلطات المالية في البلاد. وبعد أن أطاح بملك رواد الأعمال من قاعدته، يفكك النظام تمثال ملكة السينما.
ومن العوامل المشددة بالنسبة لها، ان الممثلة، التي استثمرت بشكل ملحوظ في استوديو أفلام علي بابا، قريبة من جاك ما –أي تفوح منها رائحة ما.
على غرار رمز البزنس، لا شك ان نجم جاو واي، صعد عالياً جدا، وهي مدعوّة لتصطف في الطابور وتمتثل. “إنها إشارة مرسلة إلى نجوم الترفيه أو التكنولوجيات الحديثة:
لا يمكن لأحد أن يعلو فوق الحزب”، تلخص جينيفر هسو، الباحثة في معهد لوي في سيدني. ولا أحد محصنًا، مهما كان ثريًا وقويًا.
في الصين، يُسمح بعبادة شخصية واحدة فقط، وهي عبادة شي جين بينغ، الذي يتم تدريس “فكره” الآن في المدارس.
انتشرت صور لجاو واي، يستحيل التحقق منها، في منتصف سبتمبر على مواقع التواصل الاجتماعي:
نراها في متجر للاتصالات، مرتدية قميصًا أرجوانيًا وسروالًا قصيرًا، كما لو كان للتأكيد على تواضعها.
مشاهير آخرون مقاطعون
الطريقة المستخدمة منحرفة بقدر ما هي فعالة: “إن ترك حالة من الشك تخيم بشأن خطايا جاو واي، سيجبر الجميع على التفكير فيما قد يُوقعهم، من أفعالهم السابقة، في مشاكل”، يلاحظ ستانلي روزين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، مما سيشجعهم على إظهار حب الوطن وحبهم للحزب.
وكشفت صحيفة “جلوبال تايمز” اليومية القومية المقربة من الحزب الشيوعي، عن فضائـــــح معينــــــة مرتبطة بالممثلة “المحاصرة بإجراءات قانونية”.
وكانت قد أثارت غضب الحزب عام 2001، بارتداء زي يجسد العلم الإمبراطوري الياباني. وبعد اتهامها بارتكاب مخالفات، تم استبعادها وزوجها عام 2017 طيلة خمس سنوات من بورصة شنغهاي.
جاو واي ليست الوحيدة من المشاهير التي تمت مقاطعتها مؤخرًا. الممثلة شينغ شوانغ، التي اضطرت لدفع غرامة قدرها 46 مليون يورو، تعاني من نفس المصير.
كما انتُقد الممثل تشانغ زهان، لزيارته عام 2018، في طوكيو، ضريحًا دُفن فيه مجرمو الحرب اليابانيون، كما ارتكب خطأ التوقيع العام الماضي مع وكالة مملوكة لـ “جاو واي».
مخاوف
تذكّر مغامرات هذه الأخيرة بتلك التي تعرضت لها الممثلة فان بينغبينغ، المعروفة بدورها في فيلم إكس مان، والتي اختفت تماما طيلة ثلاثة أشهر عام 2018، قبل أن تدفع غرامة قدرها 70 مليون دولار لسلطات الضرائب، ومبايعة النظام.
غير ان قضية جاو واي هي جزء من ديناميكية سياسية أكبر بكثير، ذات بعد أيديولوجي قوي. “لن يكون السوق المالي بعد الآن جنة للرأسماليين ليثروا بين عشية وضحاها، ولن يكون السوق الثقافي جنة لنجوم الرجال المخنثين، ولن يقدس الناس الثقافة الغربية بعد الآن”، هكذا تحمس هذا الصيف أحد المعلقين القريبين من يسار الحزب، لي غوانغمان، الذي وزعت الصحافة الرسمية نصه على نطاق واسع.
معتبرة صناعة الترفيه “فوضوية”، اتخذت الحكومة خطوات لإنهاء الاحتفاء بالنجوم الذين يعتبرون “مبتذلين” و”غير أخلاقيين”، والعودة إلى “الثقافة التقليدية والاشتراكية”. وفي هذا السياق، حظرت الحكومة المشاركين الذكور ذوي المظهر المخنث في برامج تلفزيون الواقع، وكذلك ترتيب النجوم على الشبكات الاجتماعية حسب شعبيتها. وتم إزالـــــة العديد من نوادي المعجبين عبر الإنترنت، التي تجاوزت كل الحدود في تقديس معبودها.
وقد ساهم ماليا أحد “جيوش” المؤيدين هذه، على سبيل المثال، من اجل عرض وجه أحد أعضاء مجموعة الكيبوب الكوري الجنوبي “بي تي اس”، على متن طائرة.
هذه الحماسة تقلق النظام. “يريد الحزب استعادة السيطرة على عالم افتراضي أصبح خارج نطاق السيطرة ويعيش فيه الملايين من الشباب الصينيين. والهدف من ذلك، من بين أشياء أخــــــــرى، كبـــــح العفوية التي يمكن أن تتحول في النهاية إلى احتجاج سياسي”، تعتبر جينيفر هسو.
الإنذار الأول: حاول أنصار مغني الراب الصيني الكندي كريس وو، المسجون بتهمة الاغتصاب، جمع الأموال للإفراج عنه... وغني عن القول، أن بكين لم تعجبها هذه الحركة على الإطلاق.