الضحايا المجهولون.. جرح نازف يعمّق مآسي الغزّيين

الضحايا المجهولون.. جرح نازف يعمّق مآسي الغزّيين

تنذر كارثة ارتفاع أعداد القتلى المجهولين والمقابر الجماعية التي اضطرت بعض المستشفيات لدفن ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة فيها، بأزمة قد تظل تلاحق آلاف الفلسطينيين لوقت طويل.
وتفاقمت هذه الأزمة مع وجود أكثر من 8 آلاف شخص في عداد المفقودين غالبيتهم تحت الأنقاض، وقد تحللت في بعض المناطق جثثهم، ما يصعب مهمة التعرف على الضحايا وتحديد هوياتهم.
 
وسلم الجيش الإسرائيلي، قبل أيام، جثامين 80 فلسطينياً لدفنهم في مقبرة جماعية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أصبحت المقابر الجماعية لمجهولي الهوية أمراً مألوفاً بالنسبة للفلسطينيين في غزة. يؤكد مدير مستشفى أبو يوسف النجار، مروان الهمص، أن «قضية الضحايا مجهولي الهوية من أكثر القضايا المعقدة والشائكة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة»، مشدداً على أن الفلسطينيين سيعانون من هذا الملف لسنوات.
وقال الهمص، في حديث لـ»إرم نيوز»، إنه «منذ الحرب الإسرائيلية وصلت إلى مستشفيات القطاع آلاف الجثامين مجهولة الهوية، والتي يتم التعرف على عدد قليل منها بعد وقت قصير أو يتم دفن الغالبية العظمى بدون معرفة ذويهم». وأضاف: «هناك الآلاف من المجهولين والذين لا يعرف مصيرهم، وهذا الأمر يشكل عبئاً على العائلات والمؤسسات الرسمية»، لافتاً إلى أن بعض الجثامين خطفها الجيش الإسرائيلي من داخل قطاع غزة خلال اجتياحه البري.
 
وفيما يتعلق بتسليم إسرائيل لثمانين من الضحايا الفلسطينيين، بين الهمص، أن «الجهات الفلسطينية المختصة تسلمت 70 كيس أزرق جميعها مرقمة بأرقام من قبل الجيش الإسرائيلي، وفتحت وتم تصويرها»، مبيناً أن العشرات من الجثث كانت كاملة.
وتابع: «بعض الجثامين التي سُلمت من قبل إسرائيل أنصاف أجساد وبعضها رماد أسود، والبعض الآخر عظام قد تحلل منذ فترة طويلة، كما أن بعض الجثامين مقطوعة الرأس وتقريباً عددها 17، وهناك جثامين من دون فروة الرأس».
 
وأكد الهمص، أن «أغلب الجثث كانت ملفوفة إما بكفن أبيض أو بطانية»، مشدداً على أن ذلك يمثل دليل على أن هذه الجثث كانت مدفونة في قطاع غزة وقام الجيش الإسرائيلي بسرقتها من داخل قطاع غزة، وفق قوله.
وتقول السيدة هناء السالمي إنها كانت تتبيّن أي خبر عن ابنها الذي انقطع الاتصال معه منذ أكثر من شهر بعد أن رفض أن ينزح أسوة ببقية عائلته إلى وسط قطاع غزة ومنه لاحقاً إلى جنوب القطاع.
 
وأضافت السالمي في حديث لـ»إرم نيوز» أن «العائلة تحاول أن تبحث عن أي طرف خيط يقود لتحديد مصير ابنها سعد بعد انقطاع الاتصال به»، لافتة إلى أن الطواقم الطبية أخبروها بأنه يصعب التعرف على جثة أي من الجثامين التي سلمها الجيش الإسرائيلي مؤخراً عبر معبر كرم أبو سالم.
وأشارت إلى أن بعض الأشخاص رجحوا لها أن ابنها قد قتل برصاص الجيش الإسرائيلي، لكنها حتى اللحظة لا تستطيع التأكد من مقتله في ظل تعذر عودة العائلة لسكنها في مدينة غزة.
وأوضحت أن المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر تعمل من أجل متابعة ملف المختفين قسرياً خلال العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، والذين يتم تسجيل غالبيتهم على أنهم موتى في عداد المفقودين، إلا أنها تواجه سلسلة عراقيل تفرضها الحرب.