العالم يستنفر ضد التلوث البلاستيكي.. ما خطورته على البيئة؟

العالم يستنفر ضد التلوث البلاستيكي.. ما خطورته على البيئة؟

في ظل التغيرات المناخية المتطرفة والعاصفة بالأرض وتوازنها البيئي والحيوي، يكتسب اليوم العالمي للبيئة أهمية استثنائية مضاعفة، كما حصل مع الذكرى 50 لهذا اليوم التي حلت في 5 يونيو الجاري، والذي اتخذ من دحر التلوث البلاستيكي المتفاقم شعارا له. ودعت الأمم المتحدة لبذل مزيد من الجهود لوضع حد لكارثة ذلك النوع الخطير من التلوث البيئي، الذي تمتد آثاره السلبية والمدمرة على البيئة لقرون طويلة من الزمن.

وشددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن، على أن "الطريقة التي ينتج فيها العالم البلاستيك ويستهلكه ويتخلص منه خلقت كارثة". بحسب الأمم المتحدة، فقد ازداد الإنتاج السنوي للبلاستيك خلال 20 عاما بأكثر من الضعف، ليتخطى 430 مليون طن سنويا، ويمكن لهذا الرقم أن يرتفع 3 أضعاف بحلول العام 2060 إن لم يتم تدارك الوضع. يفترض أن تصاغ مسودة معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي بحلول نوفمبر القادم، تمهيدا للتوصل لنص نهائي في أواخر العام 2024، وفق قرار تبنته 175 دولة في باريس قبل أيام.
 
وفق المنظمة الأممية، فإن ثلثي المواد البلاستيكية التي تنتج سنويا هي عبارة عن منتجات قصيرة العمر تتحول لنفايات في وقت قصير، وأقل من 10 بالمئة من المخلفات البلاستيكية يخضع لإعادة تدوير. ويحذر خبراء البيئة من أن مشكلة البلاستيك أصبحت مسألة خارجة عن السيطرة، وباتت جزيئات البلاستيك متناهية الصغر، موجودة في تربتنا ومائنا وهوائنا الذي نتنفسه.
 
ويكمن مصدر الخطورة في أن البلاستيك يحتوي على مواد كيميائية تحتاج لمئات السنين لتتحلل. وينتهي المطاف بما يقدر بنحو 19 إلى 23 مليون طن سنويا، من البلاستيك في البحيرات والأنهار والبحار. يقول الأكاديمي والخبير البيئي الدولي أيمن هيثم قدوري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": - التلوث البلاستيكي الذي شكل محور اليوم العالمي للبيئة هذا العام، هو من أخطر أشكال التلوث البيئي وتحديدا في البيئة البحرية، حيث تعاني قيعان المحيطات والبحار من تراكم ملايين الأطنان من المخلفات البلاستيكية التي تهدم هذه البيئة وتستنزف الكائنات البحرية من حيث التأثير على نشاطها، مثبطة من عملية إنتاج الأوكسجين في الغلاف الجوي، علما أن البيئة البحرية تعتبر مصدره الأول على سطح الكوكب.