يحتوي على عناصر غذائية غنية جداً وصحية

العلم لم يثبت وجود تأثير خارق لزيت الزيتون على معدة فارغة

العلم لم يثبت وجود تأثير خارق لزيت الزيتون على معدة فارغة

ارتبط الزيتون ومعه زيت الزيتون منذ آلاف السنين بالصحة والعافية، حتى أن شعوب البحر المتوسط جعلته جزءاً أساسياً من غذائها اليومي، فيما تشير أبحاث عديدة إلى أن الحمية المتوسطية الغنية بزيت الزيتون تعد من الأكثر فائدة لصحة الإنسان، لكن، في السنوات الأخيرة، شاع اعتقاد أن تناول الزيتون أو زيت الزيتون على معدة فارغة صباحاً يضاعف الفوائد ويمنح الجسم ما يشبه "المناعة السحرية"، فهل لهذا الادعاء أساس علمي؟

التركيب الغذائي للزيتون
قد لا يعلم كثيرون أن الزيتون، ثمراً وزيتاً، يحتوي على عناصر غذائية قيمة. فهو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة، وأبرزها حمض الأوليك، الذي تشير دراسات كثيرة إلى دوره في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستوى الكوليسترول النافع، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وفق دراسة أعدتها عام 2023 مجلة Healthline.
كذلك يحتوي الزيتون على مضادات أكسدة قوية، أبرزها فيتامين "إيه"، ومركبات البوليفينول مثل الهيدروكسي تيروسول والأوليوروبين. وقد أوضحت مراجعة عام 2020 في Medical News Today أن هذه المواد تقلل الالتهابات في الجسم، مما يسهم في حماية الخلايا والأنسجة من التلف.
وإلى جانب ذلك، يوفر الزيتون الألياف الغذائية التي تحسن صحة الأمعاء، إضافة إلى معادن مهمة مثل الحديد والنحاس الضروريين لصحة الدم والجهاز العصبي.

ما يقال عن تناوله على معدة فارغة
تؤكد بعض المعتقدات الشعبية أن شرب زيت الزيتون في الصباح يحفز الأمعاء ويعمل كملين طبيعي، بل يساعد في "تنظيف المعدة". موقع Beloleum المتخصص بزيت الزيتون يشير إلى أن الزيوت فعلاً تحفز إفراز الصفراء وتزيد من حركة الأمعاء، مما يسهل عملية الهضم، لكن علمياً، لا توجد دراسات سريرية واسعة تثبت أن توقيت تناوله على معدة فارغة أفضل من تناوله خلال اليوم.
أيضاً مضادات الأكسدة في الزيتون، مثل الهيدروكسي تيروسول، أظهرت خصائص مضادة للالتهاب في بحوث منشورة، وأكدت أنها ساعدت في خفض بعض مؤشرات الالتهاب في الجسم، لكن هذه النتائج تستند على الاستهلاك العام، ولا علاقة لها بوقت تناول الزيت أو كونه على معدة فارغة.

لكن أين تكمن المبالغة؟
كثير من المقالات على الإنترنت تضفي هالة "سحرية" على شرب زيت الزيتون صباحاً، لكن الواقع أن العلم لم يثبت وجود تأثير خارق يميز هذا التوقيت.
كذلك لا توجد أبحاث سريرية موسعة قارنت بين من يتناول زيت الزيتون صباحاً ومن يتناوله ضمن الطعام لتحديد فارق واضح، ناهيك بأن شرب كمية كبيرة من الزيت على معدة فارغة قد يسبب اضطراباً هضمياً أو ارتجاعاً لدى بعض الأشخاص، فيما الإفراط في استهلاك الزيتون المحفوظ في محلول ملحي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو مشكلات كلوية.

كيف يمكن الاستفادة من الزيتون وزيته؟
إذا رغبت في تجربة هذه العادة، فثمة إرشادات بسيطة يؤكد مختصو الغذاء، ومنها أولاً اختيار النوع الصحيح، إذ إن زيت الزيتون البكر الممتاز هو الأغنى بالمضادات الحيوية الطبيعية ومركبات البوليفينول، ويعد هذا النوع أكثر فائدة من الزيوت المعالجة.
ثانياً الكمية المعتدلة، فالبدء بملعقة صغيرة صباحاً كاف، ولا داعي للإفراط، كما أن الإكثار قد يسبب حرقة أو إسهالاً.ثالثاً ضرورة تجنب الزيتون شديد الملوحة، لأن الإفراط في الصوديوم يزيد من خطر ارتفاع الضغط.
رابعاً، دمجه في الغذاء اليومي، إذ تؤكد الأبحاث أن أفضل النتائج تتحقق حين يكون زيت الزيتون جزءاً من نظام غذائي متوازن غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
بالخلاصة، الزيتون وزيت الزيتون البكر الممتاز بالفعل يحتويان على عناصر غذائية ومركبات مضادة للأكسدة، تدعم صحة القلب تحارب الالتهاب وتحسن الهضم، لكن فكرة أن شرب الزيت أو تناول الزيتون على معدة فارغة يمنح فوائد "سحرية" لا أساس علمياً لها حتى الآن.
الفوائد الحقيقية تأتي من دمج الزيتون وزيته في نمط غذائي صحي ومتوازن، مثل الحمية المتوسطية، مع الحرص على الاعتدال لتجنب أي آثار جانبية.