الفقر يُنذر باندلاع الثورة الإيرانية.. والنظام فشل في إخماد الغضب

الفقر يُنذر باندلاع الثورة الإيرانية.. والنظام فشل في إخماد الغضب

يصعب التنبؤ بالثورات، وغالباً ما بنفجر الاستياء الاقتصادي والسياسي المزمن نتيجة أحداث غير مخطط لها أو متوقعة.
ويذكر الكاتبان مايكل غفولر وديفيد إتش. راندال في مقال بمجلة “نيوزويك” الأمريكية أن قليلين هم الذين توقعوا أن حفنة من المزارعين الساخطين في ليكسنغتون غرين ستشعل الثورة الأمريكية، أو أن بعض المجرمين الفارين من سجن الباستيل سيتسببون بثورة أخرى، وبدأت الثورات العربية بانتحار بائع خضر تونسي، وربما تكون الثورة الإيرانية التالية بدأت مع اعتقال مهسا أميني (22 عاماً)، لأنها لم تكن ترتدي الحجاب.

ولفت الكاتبان إلى أن العجز الاقتصادي مترافقاً مع العقوبات الاقتصادية الغربية قد دفعا بالغالبية العظمى من سكان إيران إلى هاوية الفقر. واستناداً إلى أرقام الحكومة، فإن ثمة 60 في المئة من الإيرانيين يعيشون الآن تحت خط الفقر، ولا يحصلون على أكثر من 55 دولاراً للشخص الواحد في الشهر. وبلغ التضخم 50 في المئة منذ عام، وتدنى الريال الإيراني إلى مستوى تاريخي الشهر الماضي ليصل إلى 440 ألفاً للدولار الأمريكي. وفي عام 1979 كان الدولار يساوي 75 ريالاً.

والواضح أن الموجة الحالية من الإضطرابات التي بدأت في سبتمبر (أيلول) قد طال أمدها أكثر من أي من الإضطرابات التي سبقتها. وقتل مئات المحتجين على أيدي قوات الأمن واعتقل آلاف، وحكم على أكثر من عشرين محتجاً بالإعدام. ورغم ذلك، فإنه على عكس المرات الماضية، لم تسكت هذه الإجراءات القمعية الدعوات من قبل الجيل الشاب، الذي لا يستطيع تذكر الشاه، وقد سئم من عقود من الفساد المستشري والحكم الإستبدادي. وأخفقت المفاوضات لإحياء الإتفاق النووي، ولكن العمل العسكري ضد إيران ينطوي على عواقب وخيمة. وقد يكون الموقف الأفضل لواشنطن هو دعم هؤلاء الذين بدأوا فعلاً بعملية التغيير في طهران. ومن الممكن أن يقلب الدعم الغربي التوازن لمصلحة المعارضة الإيرانية. إن حملة غربية علنية وسرية منسقة، فضلاً عن إجراءات هادفة إلى إضعاف الجمهورية الإسلامية الحالية ستسرع في عملية استبدالها بنظام سياسي جديد تختاره غالبية الشعب الإيراني.

ويقول الكاتبان: “على نحوٍ خاص، يجب أن التواصل مع الاتحادات النقابية السرية وطلاب الجامعات ونشطاء حقوق الإنسان. ويجب أن نتحدث بجرأة ومراراً وتكراراً حول الإنتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي تقع في إيران وأن ندعو إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين. ويجب الإدراك أن الشباب الإيراني ينحو إلى العلمانية بشكل متزايد، وعلى غرار الكثير من الأوكرانيين يرون أن مستقبلهم في الغرب. وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى شبكات الانترنت الافتراضية الخاصة، قد تتيح لهم تجنب رقابة قوات الأمن.

ويدعو المقال إلى توفير المساعدة للأقليات الدينية مثل المسيحيين واليهود والمسلمين السنة الذي يتعرضون لإضطهاد منهجي من قبل الحكومة الثورية، ودعم حكم ذاتي أوسع للاكراد والأذريين والبلوش والعرب، الذين يشكلون معاً نحو نصف سكان إيران وقد أعربوا منذ أمد بعيد عن إستيائهم من الهيمنة الفارسية، وفي نهاية المطاف، من الممكن أن يكون مطلوباً استخدام القوة لمنع الحكومة الإيرانية من الحصول على الأسلحة النووية، لكن دعم الثورة الثانية الآن، يسمح بتجنب تلك الخطوة.