دجاجة وراء ميلاد الظاهرة

القاسم المشترك بين بينيتو موسوليني وبريجيت باردو...؟

القاسم المشترك بين بينيتو موسوليني وبريجيت باردو...؟

• تلتقي النخبة الرومانية الثكلى في كازا روزا

لا كاسا روزا بعيدة كل البعد عن اللون الرمادي المعتاد للمقابر. وبدلاً من الكتل الكبيرة من الجرانيت أو الحجر، توجد هياكل خشبية صغيرة من جميع الألوان، غالبًا ما تكون على شكل بيوت الكلاب، وذلك لسبب وجيه، أنها قبور الحيوانات الأليفة للنخبة الرومانية.
   بدأ التقليد عام 1922، عندما وصل بينيتو موسوليني إلى السلطة، وسعى لدفن دجاجة ابنه الملونة. والتمس حينها من أنطونيو مولون، الطبيب البيطري المسؤول عن كلابه الالمان، الذي يمتلك أرضًا ليست بعيدة عن منزل العائلة: سيكون هذا مناسبًا لإنشاء مساحة صغيرة للدجاجة المتوفاة، حيث يمكن لابن الدوتشي أن يأتي لزيارتها.
   انتشر الخبر، واقتداءً بأب الفاشية، سارعت النخبة الإيطالية للمجيء ودفن رفات حيواناتها الأليفة هناك: قطط وكلاب ملوك سابقين، هامستر، أرانب، حمام، بط، خيول، وسلاحف لكبار الشخصيات، وحتى اللبؤة، جريتا.

  في خمسينات القرن الماضي، عندما كانت في روما لتصوير فلم "الاحتقار" إلى جانب جان لوك جودار، ذهبت بريجيت باردو بدورها إلى كازا روزا لدفن كلبها مايكل.
   في حي بورتوينسي الهادئ، جنوب العاصمة، تضم مقبرة أنطونيو مولون، التي يديرها الآن ابنه لويجي، ما يقرب من ألف شاهد قبر. الأكثر فخامة مخصص لـ "دريس"، كلب يرتاح تحت قبر من الرخام الأسود بسعر 12 ألف يورو. ومع ذلك، لا يوجد قانون محدد يصرح بهذا النوع من المقابر في لاتسيو، لكن كاسا روزا تتمتّع بترخيص ممنوح من مدينة روما، تم تجديده آخر مرة عام 1984.

   وإذا لم تتوفر لديهم أرض مناسبة لدفن الحيوانات، التي تمثل خطرًا على الصحة وتلوث التربة، لا سيما في حالة القرب من طبقة المياه الجوفية، فمن المفترض أن يحرق الملاك حيوانهم الأليف عند موت هذا الأخير. تقع معظم مساحات الدفن الإيطالية خارج لاتسيو، غير أن مشروع قانون قدمه حزب 5 نجوم الشعبوي يسعى إلى السماح بإنشاء مقابر مخصصة لدفن الحيوانات الأليفة.