بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
أنصاره يواصلون الاحتجاج على العقوبات
المجلس العسكري في النيجر يوقف بث منافذ إعلامية فرنسية
نظم أنصار المجلس العسكري في النيجر احتجاجات في العاصمة نيامي اعتراضا على العقوبات الأجنبية بينما نددت فرنسا بتعليق السلطات الجديدة بث محطتي راديو وتلفزيون فرنسيتين بارزتين في البلاد.
ومثل الانقلابات التي وقعت في الآونة الأخيرة في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين، جاء استيلاء المجلس العسكري على السلطة وسط موجة متنامية من المشاعر المعادية لفرنسا، إذ يقول السكان إنهم يريدون أن تتوقف الحاكمة الاستعمارية السابقة للبلاد عن التدخل في شؤونهم.
واحتجز الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي في النيجر سابقا، رئيس البلاد محمد بازوم في القصر الرئاسي يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وأعلن نفسه رئيسا للدولة في الانقلاب السابع في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020.
وفرض شركاء النيجر الإقليميون والغربيون ومن بينهم فرنسا، عقوبات واسعة النطاق في محاولة للضغط على المجلس العسكري لإعادة النظام الدستوري. لكن تياني قال إنه لن يتراجع. وأوقفت النيجر بث محطتين فرنسيتين إخباريتين رسميتين وهما فرنسا24 وراديو فرنسا الدولي (آر.إف.آي) مما دفع وزارة الخارجية الفرنسية للتنديد بالخطوة. وماثلت الخطوة حملات على وسائل إعلام فرنسية نفذها المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو بعد انقلابين هناك.
وفي وقت سابق خرج مئات من أنصار المجلس العسكري في النيجر للمشاركة في مسيرة بالعاصمة نيامي للاحتجاج على الضغوط الأجنبية على قادة الانقلاب. وإضافة إلى فرض عقوبات، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنها قد تفوض باللجوء للقوة في حالة عدم إعادة بازوم للسلطة بحلول يوم الأحد.
ورفع أحد المحتجين في نيامي لافتة كتب عليها “تحيا النيجر وروسيا ومالي وبوركينا. تسقط فرنسا وإيكواس والاتحاد الأوروبي”. ولوح آخرون بعلم روسيا أثناء تجمعهم أمام الجمعية الوطنية.
ولفرنسا ما بين ألف و1500 جندي في النيجر للمساعدة في محاربة حركة تمرد من جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش منتشرة بأنحاء المنطقة. وبعد الانقلابين، طردت بوركينا فاسو ومالي القوات الفرنسية التي يتمركز كثير منها الآن في النيجر.
وتشعر دول الغرب بالقلق من احتمال أن تتوجه النيجر، مثل بعض جيرانها، إلى روسيا كحليف بديل ومن أن الاضطرابات قد تسمح لجماعات إسلامية متشددة بالتوسع.
وقال محتج آخر لرويترز “سنقوم بمظاهرة ضد جميع دول إيكواس وكل من يتخذون إجراءات غير إنسانية ولا تحظى بشعبية تجاه النيجر التي تسعى إلى تحرير نفسها من نير الاستعمار».
وتعهد تياني في خطاب بثه التلفزيون مساء أول أول أمس الأربعاء بعدم الرضوخ للضغوط الدولية للتنحي، ووصف العقوبات بأنها “غير إنسانية”. وقال إنه يرفض أي تدخل خارجي لكنه منفتح على الحوار داخل البلاد.
يختتم كبار مسؤولي الدفاع في دول غرب أفريقيا مناقشاتهم في نيجيريا حول التدخل المحتمل في النيجر، رغم أنهم قالوا إن هذا سيكون الملاذ الأخير.
وقالت وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال سال إن جنودا من السنغال سيشاركون إذا قررت إيكواس التدخل.
وتقوم إيكواس أيضا بمبادرات دبلوماسية. وتوجه وفد من المجموعة بقيادة نيجيريا إلى النيجر أمس الأول الخميس سعيا وراء “حل حاسم وودي للوضع”، وفقا للرئاسة النيجيرية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن استراتيجية إيكواس تحظى بدعمه.
وقال بلينكن في الأمم المتحدة “نعتقد أن ما تقوم به الإيكواس وما تدلي به من بيانات مهم وقوي ويحظى بدعمنا».
وقالت الصين إنها تعتقد أن النيجر ودول المنطقة لديها الحكمة والقدرة على التوصل لحل سياسي.
لكن المخاطر مرتفعة إذ قالت مالي وبوركينا فاسو إنهما سيتعاملان مع التدخل في النيجر على أنه “إعلان حرب” ضدهما أيضا وسيدافعان عن نيامي. وأرسل تيانى جنرالا لكلا البلدين لحشد الدعم.
وقال تياني في خطاب بثه التلفزيون مساء أول أول أمس الأربعاء “إذا اتبعوا (الإيكواس) منطقهم الهدام حتى النهاية، فليحفظ الله النيجر ويجعل هذه هي المعركة الكبرى الأخيرة التي نخوضها معا من أجل الاستقلال الحقيقي لأمتنا».
وظهرت مؤشرات في النيجر على بدء تأثير العقوبات الإقليمية. فقد قطعت نيجيريا إمدادات الكهرباء عن النيجر وتقطعت السبل بسائقي الشاحنات النيجيريين بسبب إغلاق الحدود.
وقال المدير المالي بأحد الوزارات طلب عدم ذكر اسمه إن نقصا في السيولة بدأ يطرأ. وأضاف أن بعض البنوك قيدت السحب نقدي إلى نحو 100 ألف فرنك أفريقي (160 دولارا).
ودفعت الاضطرابات بعض الدول الأوروبية إلى إجلاء مواطنيها جوا. وقالت باريس إنها استكملت إجلاء مئات المواطنين الفرنسيين والأوروبيين.
وتحتل النيجر المركز السابع في قائمة أكبر منتجي اليورانيوم في العالم. واليورانيوم معدن مشع يستخدم في مجالات الطاقة النووية وعلاج السرطان. وقال الاتحاد الأوروبي إنه ليس قلقا حتى الآن من انقطاع الإمدادات.