المناطق الجبلية في عام المجتمع حياة عصرية يسودها التلاحم والتآزر

المناطق الجبلية في عام المجتمع حياة عصرية يسودها التلاحم والتآزر


يمثل الصعود نحو المناطق الجبلية في دولة الإمارات، بما تحمله من تضاريس صخرية قاسية وطرق ملتوية، تجربة فريدة تولّد لدى الزائر مزيجا من المشاعر بين رهبة الطبيعة ومتعة الوصول.
وعلى الرغم من طول المسافة وصعوبة التضاريس، إلا أنّ صور التنمية والمنازل الحديثة التي تعانق سفوح الجبال تضفي مشهدًا غير متكرر، يزداد معه انبهار الزائر بالمكان والإنسان الذي بنى وعمر بين الجبال والوديان، في تجسيد حيّ لروح مبادرة عام المجتمع وما تحمله من معاني التآزر والتلاحم بين القيادة الرشيدة وأبناء الوطن.
وتجسّد هذه اللوحة المبهرة، في "عام المجتمع"، أسمى معاني التآزر والتلاحم، خصوصا في المناطق الجبلية حيث تبدو الحياة أكثر قسوة، ويغدو الوصول بالخدمات والتنمية إليها مهمة شديدة الصعوبة، ومع ذلك، حرصت القيادة الرشيدة علىتذليل التحديات كافة، ونجحت في تحقيق أشكال التنميةالمختلفة، للارتقاء بالخدمات في هذه المناطق أسوة بكل شبر من أرض الإمارات الطيبة.
وتقدم دولة الإماراتمنذ قيام الاتحاد،نماذج عالمية رائدة وملهمة في الإبداع والإنجاز، عززت من خلالها مكانة أبنائها الذين واجهوا أقسى التحديات وتمكنوا من تحويل الصعاب إلى فرص.
وجاء إطلاق مبادرة عام المجتمع تتويجا لهذه المسيرة المباركة، ليتأكد أبناء المناطق النائية أنّ القيادة الرشيدة أوفت بالوعد، وأن القادم أفضل، بما يحققه التلاحم بين الدولة وشعبها من تنمية ورفاه مستدام.
وقال المواطن أحمد علي الشميلي، من منطقة شمل، إن مبادرة عام المجتمع جاءت لترسخ قيم التلاحم والتآزر كإرث مستدام، وتؤكد عمق العلاقة بين القيادة الرشيدة وأبناء الوطن، فقد علمتنا القيادة على مدى نصف قرن كيفية استثمار المكان رغم قسوة الحياة، إذ عشنا هنا قبل الاتحاد بلا كهرباء ولا مياه ولا طرق معبّدة، نعتمد على جمع العسل البري ورعي الماشية وزراعة بعض الفاكهة والخضروات على مياه الأمطار.
وأضاف أن المنطقة كانت تفتقر للخدمات مثل غيرها من المناطق النائية، ففي الستينات من القرن الماضي لم يكن بها سوى مدرسة واحدة للبنين، أما اليوم فأصبح مشهد الأطفال وهم يتوجهون إلى 5 مدارس حكومية في التجمعات الجبلية أمرا مألوفا، وذلك بفضل سياسة التعليم المجاني المنتشر في ربوع الوطن، في انسجام مع روح عام المجتمع الذي يولي الإنسان أولوية قصوى.
ولفت الشميلي، إلى أن الدولة أنشأت، إلى جانب التعليم النظامي، مراكز لمحو الأمية وتعليم الكبار، خاصة النساء، حتى تسهم الأم والزوجة في خدمة مجتمعها المحلي، وتتزود بالمعارف والخبرات اللازمة، في ترجمة عملية لأهداف عام المجتمع الرامية إلى تمكين جميع الفئات.
وقال: "كانت منازلنا بسيطة، فمنها الشتوي بيت القفل المبني من الحجارة والطين، ومنها الصيفي العريش المصنوع من سعف النخيل وأغصان السمر والسدر، وكان عدد الأهالي لا يتجاوز المائة شخص، يعيشون متكاتفين في السراء والضراء، وهذا هو حالنا حتى اليوم كما هو جوهر مبادرة عام المجتمع في تعزيز قيم التلاحم والتكاتف".
وأردف: "شهدنا أجيالًا تتعاقب، وبقيت الأرض تمنحنا العزة، فيما منحتنا الدولة الأمن والاستقرار، وفي عام المجتمع تعلمنا من القيادة الرشيدة أن الأرض كنز مهما كان موقعها، وأن البشر هم أغلى أدوات الاستثمار، ولا بد أن تنمو المناطق بقاطنيها وتزداد قيمتها عبر الزمن".
من جانبه، قال المواطن محمد سعيد الشحي، من منطقة غليلة، إن المنطقة كانت تفتقر في الماضي إلى الطرق، ما كان يضطر الأهالي إلى حمل منتجاتهم من الزراعة وتربية الماشية، والسير بها على الأقدام في رحلة شاقة تستغرق أسبوعا لعبور الجبال نحو دبي والشارقة، ويومين إلى رأس الخيمة، من أجل بيعها والحصول على المال لشراء ما تحتاجه أسرهم.
وأضاف:"عشنا حياة مليئة بالمشقة، حتى منّ الله سبحانه وتعالى علينا بالمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وحّد الصفوف وأقام الدولة، فانتقلنا من حياة المعاناة إلى حياة الكرامة والاستقرار، في خطوة جسّدت البذور الأولى لما نعيشه اليوم في إطار مبادرة عام المجتمع".
وتابع:"جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانهأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، لتقدم لنا الخير الكثير، خاصة المساكن الحديثة التي غيّرت حياتنا، ومنحتنا رفاهية عنوانها التعاون والتكاتف والتراحم، وهي القيم ذاتها التي تحملها مبادرة عام المجتمع في جوهرها".
وأشار إلى أن الطرق التي شُيدت اليوم تصل إلى أعالي القمم، وتتيح للمار بسيارته الاستمتاع بالمناظر الساحرة في الجبال والوديان، حيث تربط شبكة الطرق المعبدة القرى الجبلية بعضها ببعض، في انعكاس مباشر لحرص القيادة الرشيدة على أن تصل التنمية لكل موقع مهما كان بعيدا.
واختتم بالقول: "اليوم ونحن نعيش عام المجتمع، نشهد كيف وصلت التنمية إلى قمم الجبال، في مشهد يبعث على الإعجاب والانبهار بما حققته الحكومة من إنجازات نوعية غير مسبوقة، تجسد قيم التآزر والتلاحم والتواصل بين القيادة والشعب".