تنشط مناطق عدة من الدماغ في آن

الموسيقى قد تساعد في تخفيف آثار الخرف

الموسيقى قد تساعد في تخفيف آثار الخرف

كشفت طبيبة عامة بريطانية عن أن الاستماع إلى الموسيقى قد يساعد في تخفيف آثار الخرف، وذلك من خلال توفير الراحة وتحفيز الدماغ.
ويقدر عدد المصابين بالخرف حالياً في المملكة المتحدة بـ982 ألف شخص، وأكثر من ثلث هؤلاء من دون تشخيص.وتسبب هذه الحال فقدان الذاكرة، وصعوبة في أداء المهمات المألوفة، ومشكلات في اللغة والتواصل، إضافة إلى تغيرات في المزاج والشخصية.

وفي حين أنه لا يوجد علاج لهذا المرض، يقول الأطباء والباحثون إن الاستماع إلى التسجيلات القديمة قد يساعد في تخفيف هذه الأعراض، وربما يسهم في إبطاء التدهور المعرفي.
وتقول الدكتورة بونام كريشان "تنشط الموسيقى مناطق عدة من الدماغ في آن - الذاكرة، والانتباه، واللغة، والعواطف - وهذا النوع من التمرين المتعدد يساعد في الحفاظ على حدة الدماغ".
وأضافت الطبيبة العاملة في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا "الاستماع إلى أغان مألوفة من الماضي يمكن أن يكون له تأثير تحويلي كامل، وهو وسيلة مساعدة ممتازة للحفاظ على الصفاء الذهني وتحسين العافية".
واستطردت "وعلى وجه الخصوص، فإن الأغنية التي تحمل ذكريات عاطفية إيجابية هي الأكثر فاعلية بفارق كبير، لأنها قادرة على إعادتهم إلى مكان أو زمان مبهج في حياتهم".
ووفقاً لـ"جمعية ألزهايمر" Alzheimer’s Society، فقد أظهرت الدراسات أن الموسيقى تنشط بالفعل مناطق عدة من الدماغ في آن.
وأظهر التصوير الدماغ الطبي أن الاستماع إلى الموسيقى المألوفة يمكن أن يقوي الروابط العصبية، لا سيما في المناطق التي تدعم الذاكرة والانتباه.
وتوضح الجمعية أن الموسيقى يمكن أن تساعد أيضاً في تحسين المزاج، واستعادة الذاكرة، والتواصل.
ووجدت مراجعة لأكثر من 140 دراسة حول الخرف، نشرت في مجلة "أبحاث وعلاج ألزهايمر" Alzheimer's Research & Therapy، أن الموسيقى قد تحسن الوظائف المعرفية، ولوحظ تأثير أكبر عندما شارك المرضى في إصدار الموسيقى، كالغناء.

وكشفت دراسة أخرى، نشرت في مجلة "نيتشر للصحة النفسية" Nature Mental Health، أنه عندما يصمم العلاج بالموسيقى ليلائم حاجات الفرد، فإنه قد يوفر انخفاضاً فورياً وقصير المدى في الهياج والقلق لدى المصابين بالخرف المتقدم، كذلك فإنه يحسن الانتباه والمزاج.
ولأجل هذه الدراسة، قام الباحثون باختبار النظرية من خلال مراجعة الدراسات الطبية واستطلاع آراء متخصصي الرعاية الصحية ومتخصصي الخرف حول دور الموسيقى في رعاية مرضى الخرف.
إذ أظهرت النتائج أن الموسيقى نجحت في استحضار الذكريات، ويحصل ذلك بصورة أسرع عند الاستماع للموسيقى مقارنة بعدمها. وتبين أن الأغاني التي تعود للفترة العمرية للفرد بين 10 و30 عاماً كانت الأكثر فاعلية.
وأشارت الدكتورة بونام إلى أن الموسيقى العائدة إلى فترة الشباب هي الأكثر فاعلية، إذ يمكنها "تنشيط مسارات الذاكرة" و"خلق شعور عميق بالراحة".
وأوضحت "ذلك لأن الذاكرة الطويلة المدى هي آخر جزء من الدماغ يتأثر لدى مرضى ألزهايمر، لذا يمكن للأغاني ذات المغزى أن يكون لها تأثير كبير في أولئك الذين يعانون الأعراض مما يحفز استدعاء الذكريات، ويبطئ التدهور المعرفي في نهاية المطاف".
وأضافت "في حين أن الموسيقى لا تستطيع إيقاف المرض، فإنها يمكن أن تثير البهجة، وتعيد التواصل، وتمنح الأمل بتوفير بعض اللحظات القيمة من الصفاء في تلك المراحل المبكرة، مما ينشط الأجزاء الأكثر صموداً في الدماغ".
ومن جانبه، قال أنجيلو ماكري، من جمعية ألزهايمر "تظهر الأبحاث أن الموسيقى يمكن أن يكون لها صدى عميق لدى الأشخاص المصابين بالخرف، حتى عندما تصبح الذاكرة واللغة أمراً صعباً. فالأغنية المألوفة يمكن أن تفتح الذكريات الثمينة وتشعل لحظات تواصل خاصة مع الآخرين".
وأضاف "إننا نرى تأثير الموسيقى كل يوم في مجموعاتنا ’الغناء من أجل الدماغ‘ Singing For The Brain، وكيف أنها تجمع الناس معاً، مما يساعدهم على الشعور بمزيد من الاندماج والتواصل مع من حولهم".وأوضح "هناك أدلة على أن الموسيقى قد تحفز الذكريات، وتحسن المزاج، وتساعد في الحفاظ على الإحساس بالهوية الشخصية، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي حقيقي في العافية وجودة الحياة للأشخاص المصابين بالخرف."