رئيس الدولة ورئيس وزراء العراق يؤكدان أهمية تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى الأمن والاستقرار والتنمية
بضربات ثقيلة ودقيقة
النيجر تراهن على «أكسونجور» التركية لتصفية الإرهابيين
أعلنت وزارة الدفاع في النيجر عن إدخال المسيّرة “أكسونجور” التركية إلى الخدمة، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في مطار نيامي الدولي مؤخرًا، في خطوة جديدة ضمن جهودها لتحديث قواتها المسلحة، وتحركاتٍ أوسع نطاقًا لكبح جماح الجماعات الإرهابية في البلاد.
وقاد المراسم وزير الدولة للدفاع الجنرال سليفو مودي، حيث تم التأكيد أن هذه الإضافة تمثل نقلة نوعية في قدرات النيجر على مستوى الاستطلاع، ومراقبة الحدود، والضربات الدقيقة.تُعد “أكسونجور” من فئة الطائرات المسيرة متوسطة الارتفاع طويلة التحليق (MALE)، وقد طورتها شركة الصناعات الجوية التركية (توساش)، ويبلغ وزنها نحو 3 أطنان، وتستطيع حمل ما يصل إلى 750 كيلوغرامًا من الذخائر المتنوعة.
كما تتميز بقدرتها على التحليق لأكثر من 40 ساعة متواصلة بفضل محركيها المزدوجين، كما أن الطائرة مجهزة لحمل ذخائر موجهة متنوعة، من بينها قنابل TEBER، وذخائر MAM-C وMAM-L، وصواريخ L-UMTAS المضادة للدروع، إضافة إلى إمكانية تزويدها بقنابل MK-82 التقليدية بعد تطويرها بأنظمة توجيه.
وبحسب الخبراء فإن لقطات مصورة مؤخرًا أظهرت الطائرة وهي تحمل ذخيرة موجهة جديدة لم يُعلن عنها رسميًّا؛ ما أثار تساؤلات حول اختبار سلاح تركي حديث قيد التطوير، وفي المقابل، أكدت أنقرة نجاح دمج ذخائر KGK-SİHA-82 وTEBER-82 بعيدة المدى، وهو ما يزيد قدرات المسيّرة في تنفيذ ضربات دقيقة من مسافات أبعد.
من الإعلان إلى التشغيل السريع
تم الكشف عن صفقة الطائرة للمرة الأولى في أبريل 2025، وسرعان ما تحولت إلى واقع عملياتي بعد أن تلقى فريق من العسكريين النيجريين تدريبات مكثفة في تركيا، وبذلك تنضم “أكسونجور” إلى أسطول الطائرات المسيرة في النيجر، الذي يضم الطائرة الشهيرة “بايراكتار تي بي 2”، كما تستعد نيامي أيضًا لإدخال طائرات HÜRKUŞ-C الهجومية الخفيفة؛ ما يعكس توجهًا نحو بناء قوة جوية متعددة المستويات تجمع بين المأهول وغير المأهول.ورغم أن “أكسونجور” لا تصل إلى مستوى القدرات الكاملة للمسيّرة “أكنجي”، فإنها تمنح النيجر قدرات تتجاوز بثلاثة أضعاف حمولة “بايراكتار تي بي 2” وضعف قدرتها على التحليق، وهو ما يتيح لجيش النيجر مراقبة مناطق واسعة لفترات طويلة وتنفيذ ضربات أثقل وأكثر دقة، في مواجهة جماعات مسلحة تستغل الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة.ويعتقد مراقبون أن إدخال هذه الطائرة يأتي في سياق إقليمي بالغ التعقيد، حيث تواجه دول الساحل تصاعدًا في أنشطة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود.وبجانب البعد العسكري، تعكس الصفقة تحولًا سياسيًّا؛ إذ تشير إلى تنامي الشراكة الدفاعية بين النيجر وتركيا، في وقت يشهد فيه الحضور الغربي تراجعًا متزايدًا في المنطقة.