الهند تتحرك شرقاً وغرباً في «مواجهة» التنين الصيني

الهند تتحرك شرقاً وغرباً في «مواجهة» التنين الصيني

يبدو أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ينتهج منهجاً جديداً في السياسة الخارجية لبلاده، حيث شهدت الفترة الماضية جولات مكوكية له تنوعت بين واشنطن والقاهرة وباريس، ثم بدء زيارة إلى الإمارات، يوم السبت المقبل، في محاولة لاستكشاف دوائر سياسية جديدة. ويرى مراقبون أن الهند تتجه إلى سياسة خارجية جديدة تعتمد على تعزيز الفرص الاقتصادية والتوسع والانتشار في دول لم يكن لها موطئ قدم فيها من قبل، وحان الوقت لتعميق فرص التعاون مع دول الشرق الأوسط والدول الإفريقية أيضاً في ظل التنافس الاقتصادي مع العملاق الصيني. وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، إن مودي سيجري محادثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات وحاكم أبوظبي، حسب وكالة “برس تراست أوف إنديا” الهندية للأنباء أمس الأول الأربعاء.
وأضافت الوزارة أن هذه الزيارة “ستعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة الهندية الإماراتية بشكل مطرد، وستكون زيارة رئيس الوزراء فرصة لتحديد سبل المضي قدماً في مختلف المجالات، مثل الطاقة والتعليم والرعاية الصحية والأمن الغذائي، والتكنولوجيا المالية والدفاع والثقافة».
 
مواجهة الصين
في حديث لـ 24 يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي: “السياسة الخارجية الهندية تقوم في الوقت الحالي على التواجد في مناطق لم تكن متواجدة فيها من قبل، من أجل تعزيز المصالح الكبرى، باعتبار الهند دولة كبيرة وتكاد تكون قارة فهي تريد اكتشاف دوائر المصالح الكبرى في دول الشرق الأوسط وخصوصاً مع دول مركزية مثل الإمارات ومصر، وذلك بعد إجراء زيارات في دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
 
لماذا الآن؟
وفسر فهمي لـ 24 أسباب تحركات الهند في الوقت الحالي والانتشار الكبير الذي ينتهجه رئيس وزراء الهند مودي، “بأنه يريد أن يصبح قيادياً له شخصية وشعبية كبيرتين داخل بلاده من خلال الانفتاح على دول العالم، واكتساب المزيد من الشراكات والصداقات، ومواجهة التحركات الصينية في شرق آسيا من خلال البحث عن التأثير في الإقليم». وأوضح فهمي أن “الهند أصبحت جزءاً من التحالفات الدولية الكبيرة وتتعاون مع الإمارات ودول آسيان ومنظمة شنغهاي أيضاً، في العديد من المجالات الاقتصادية المختلفة، ما يعزز فرص التعاون والانتشار للهند في وقت قصير». كما أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن “مودي أدرك مؤخراً أن أمامه فرصة رائعة للتحرك بين الشرق والغرب، واكتساب المزيد من الشراكات واستغلالها في الأوقات التي تقع فيها الصين، وتستطيع أن تكتسب أرضية واسعة لتعزيز شراكاتها الاقتصادية.
 
البحث عن أسواق جديدة
كما أكد الدكتور طارق فهمي في حديثه لـ 24 أن “الهند تبحث عن أسواق جديدة مثل السوق الخليجي والأفريقي، وخاصة أن السوق الإماراتي جاذب للغاية حيث تعتمد الإمارات سياسة الواقعية الرشيدة، التي تتوافق مع رؤية الهند وتعتبرها نموذجاً رائعاً في التعاملات الدولية، وبالتالي تبحث عن علاقات أكثر استقراراً في المنطقة». كما أشار فهمي إلى أن “أحد أهداف الهند هو التوسع اقتصادياً ضمن مجموعة بريكس، من خلال التعاون مع الدول الكبيرة في المنطقة، والتي ترغب في عضوية هذه المنظومة الاقتصادية الهائلة».