تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
تولى زمام الحزب اليميني المهيمن:
اليابان: كيشيدا، التغيير في عباءة الاستمرارية...!
-- يطمئن كيشيدا الحرس القديم داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي
-- تظل السياسة في اليابان، هي فن تغيير كل شيء من أجل عدم تغيير أي شيء
-- وعد بالعمل من أجل «شكل جديد من الرأسمالية» يقوم على توزيع أفضل للثروة
-- لن يكون رجل الإصلاحات الاجتماعية الكبرى، ومدافعا عن نزع السلاح النووي
-- يضاف الرئيس المائة لحكومة الأرخبيل إلى قائمة الذين وصلوا إلى هذا المنصب بالوراثة
تم انتخــــاب وزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا، البالــــغ من العمـــــر 64 عامًا الأربعاء الماضي لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، وليصبح الخليفة المعين ليوشــــــيهيدي سوجا كرئيس للــــــوزراء، ويتولى زمــــــام الأمـــــور قبل أسابيع قليلة من انتخابات تشريعية محفوفة بالمخاطر لليمين.
وبتعيينه على رأس الحزب اليميني المحافظ، في السلطة، سيكون فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الخامس من أصل 6 من حزبه كانوا “ابن فلان” منذ عام 2000، أي لعب تقليد الوراثة دورا في مسيرته واختياره.
رهان خاسر
كان البعض يراهن على نهاية خط آبي، الذي سمّي على اسم رئيس الوزراء شينزو آبي، صاحب الرقم القياسي لعدد الأيام التي قضاها كرئيس لليابان بين 2007 و2008 و2012-2020. لكنهم، خسروا الرهان، وهذه ليست مفاجأة حقًا، حتى وإن سعت وسائل الإعلام للإقناع بالعكس عبر استطلاعات رأي دون معنى حقيقي لأن الجمهور لا صوت له في هذه الانتخابات.
ومن خلال تعيين وزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا رئيسا للحزب الليبرالي الديمقراطي، خلفا ليوشيهيدي سوجا، الذي تولى المنصب لعام فقط، أظهر أعضاء هذا الحزب اليميني المهيمن والمنقسم إلى فصائل، أنه ليس مستعدا بعد للتغيير حتى وان كانت انتخابات تشريعية محفوفة بالمخاطر تلوح في الأفق في غضون أسابيع قليلة.
ورغم قول كيشيدا المنتخب، الفائز في الجولة الثانية على حساب منافسه الأصغر - 58 عامًا- تارو كونو، “يجب أن نقدم حزبا ليبراليا ديمقراطيا جديدًا للناخبين”، فإنه في الواقع يتنزّل في استمرارية لآبي، الذي بعد ترك المنصب عام 2020 بسبب المرض، يبدو في لياقة جيدة ليستمر من وراء الكواليس لعبة توجيه الأصوات.
الرجل الذي يطمئن
راهن بعض “البرلمانيين الشباب” “وهم فوق الخمسين من العمر” على تارو كونو، الشخص الذي يدير برنامج التطعيم، ويرى نفسه رجل العناية الإلهية.
ولكن، كما قال الصحفي شياكو ساتو من صحيفة ماينيتشي شينبون اليومية، “كونو بارع في التحطيم، لكن هل يمكنه إعادة البناء؟
وهذا ما يقوض ثقة الحرس القديم فيه”.
لقد فشلت جرأته المزعومة، التي حاول إخفاءها من خلال وصف نفسه بـ “المحافظ الحقيقي”، في مواجهة الطبيعة التقليدية والقوميــــة التي أظهرها كيشيدا.
ينحدر كيشيدا من سلالة من السياسيين “مثل كونو ورجال أقوياء آخرين في الحزب الليبرالي الديمقراطي”، وشغل منصب وزير الخارجية في عهد آبي، ثم شغل مناصب مختلفة في الحزب الليبرالي الديمقراطي متحلّيا بصبر قوي.
كان آبي يرى فيه، طيلة سنوات، خليفة محتملا، لكنه اعتبره “غير ناضج بما فيه الكفاية” منذ أكثر من عام.
في غضون ذلك، نشر الرجل كتابًا يعرض فيه رؤيته، ودخل عالم مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانًا يلعب لعبة المشاهير، دون أن يضاهي خيال تارو كونو، الذي يمتلك عدة حسابات على تويتر ويبلغ عدد متابعيه 2.5 مليون متابع.
غير أن كيشيدا يطمئن الحرس القديم في الحزب الليبرالي الديمقراطي، ولن يجرؤ على أي شيء أكثر من اللازم، ولن يصدم أحدا، حتى لو وعد بإصلاح الهياكل الحزبية وتقييد عدد ولايات المسؤولين.
فيما يتعلق بالأساسيات التي يأخذها زعماء الحزب الليبرالي الديمقراطي في الحسبان، يتفق مع العناصر الأكثر محافظة، وهذه هي الطريقة التي استقطب بها أصوات أولئك “منهم آبي” الذين صوتوا لصالح القومية المتطرفة سناء تاكايشي في الجولة الأولى.
ومع ذلك، سيتعين على كيشيدا أن يلعب بلباقة حتى موعد الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها مبدئيا في نوفمبر، في نهاية ولاية النواب، إلا إذا قرر حل مجلس النواب قبل ذلك، مستفيدًا من الزخم الشعبي الذي يتمتع به رئيس الوزراء الجديد عادةً.
ولئن وعد بجعل الاقتصاد أولويته إلى جانب مكافحة الوباء أو في المجال الخارجي الرد الذي سيقترحه لمواجهة الصين، فلا مدعوّ الى محاولة إصلاح وترميم الشروخ التي خلفها آبي ويوشيهيدي سوجا، الذي كانت سلطوية إدارته للسلطة واضحة.
ليس رجل الإصلاح
ومع ذلك، عندما سئل عن رفض سوجا فتح دورة برلمانية استثنائية في أسوأ أوقات لأزمة كوفيد-19، لم يجد كيشيدا ما يقول.
كما أنه لن يعيد فتح الملفات الصعبة “مثل التحقيق في انتحار مسؤول مالي أجبر على تزوير وثائق حكومية، أو شراء الناخبين من قبل آبي”. بالنسبة له، هذا شيء من الماضي.
كما أنه لن يكون رجل الإصلاحات الكبرى في المجتمع التي يدعو إليها عدد متزايد من المواطنين، سواء ما يخص الزواج للجميع، أو حفاظ النساء المتزوجات على لقبهن العائلي.
الخلاصة أنه مع وجود كيشيدا على رأسه، لن يتعرّض الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى صحوة عنيفة، ولن تشهد البلاد تغييرًا كبيرًا، حتى لو دخلت وجوه جديدة الحكومة.
على رأس
الحكومة “بالوراثة»
ففي اليابان، تظل السياسة هي فن تغيير كل شيء من أجل عدم تغيير أي شيء. وفوميو كيشيدا ليس استثناء... وحتى إذا قدمت الحكومة اليابانية وجهًا جديدًا، فإن لدى كيشيدا العديد من النقاط المشتركة مع العديد من أسلافه. نجل وحفيد برلمانيين، تم انتخابه تسع مرات لمجلس النواب، ووزيرًا عدة مرات، يضاف الرئيس المائة المستقبلي لحكومة الأرخبيل إلى قائمة “الورثة” الذين وصلوا إلى هذا المنصب. منذ عام 2000، من بين ستة رؤساء وزراء للحزب الليبرالي الديمقراطي، خمسة منهم “أوبوتشان”، اي “أبناء فلان”. وحتى لخصم كيشيدا الأربعاء الماضي تارو كونو، أيضًا نسبًا مماثلا. ترأس والده يوهي الحزب الليبرالي الديمقراطي، وكان نائبًا لرئيس الوزراء. وقاد جده إيشيرو فصيلا قويا من الحزب في الخمسينات، وترأس عمه الأكبر كينزو مجلس النواب في السبعينات.
وحده سوجا، رئيس الوزراء الحالي الذي سيترك منصبه، لم يكن من السراي. انتخب والده فقط في بلدية اكيتا “الشمالية” ولم يخلفه ابنه.
«المثلث الحديدي»
في اليابان، تعاش السياسة مثل الأنشطة الحرفية في أيدي العائلات التي تتناقل المعرفة منذ قرون. يرث الابن المقعد النيابي من الأب، وأحيانًا تكون الفتاة. وهكذا سلم رئيس الوزراء السابق كيزو أوبوتشي “1937-2000 “مقعده في غونما “الوسط” لابنته يوكو.
ويعود هذا إلى النظام، الذي هو قطاعي للغاية.
يتطلب الفوز في السياسة الكثير من المال والصلات القوية، وكان للحزب الليبرالي الديمقراطي، في السلطة تقريبًا دون انقطاع منذ تأسيسه عام 1955، الوقت لتدعيم شبكاته وأساليبه. وساهم بشكل ملحوظ في إقامة “المثلث الحديدي” القوي، مع كبار موظفي الوظيفة العمومية، وعالم الأعمال.
يضاف إلى ذلك الحفاظ على نظام الارتقاء على أساس الأقدمية. تحظر القواعد غير المكتوبة لقانون الحزب الليبرالي الديمقراطي فعليًا على البرلماني الذي لم يكمل خمس فترات من الفوز بحقيبة وزارية.
وبما انه أجري العديد من التعديلات الوزارية خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة بين 2012 و2020، كان على رئيس الوزراء شينزو آبي -نجل وزير خارجية وحفيد وابن أخ رؤساء حكومات -في بعض الأحيان أن “يكافئ” سياسيين لم تكن ميزتهم الرئيسية الكفاءة حقًا. في أكتوبر 2018، عين يوشيتاكا ساكورادا في وزارة الألعاب الأولمبية وفي اللجنة الحكومية لمكافحة جرائم الإنترنت... وفي الشهر التالي، اعترف المعيّن بأنه لم يستخدم جهاز كمبيوتر مطلقًا في حياته.
ولد في هيروشيما...
مع كيشيدا، تبدو القضية أكثر جدية حتى لو أن انتصاره يعود إلى دعمه وتبنيه من قبل زعماء أجنحة الحزب الليبرالي الديمقراطي، بدءًا من آبي، الذين سمحوا بأن تكون لعبة الفصائل لصالحه.
لم يكن المرشح الأوفر حظا لدى اليابانيين أو أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذين فضلوا تارو كونو، منافسه من الذكور.
وُلِد في هيروشيما عام 1957، مرّ المنتخب الجديد بمقاعد مدرسة ابتدائية في نيويورك حيث كان يعمل والده، قبل أن يدرس القانون في جامعة واسيدا في طوكيو، ثم يعمل في أحد البنوك، قبل دخوله البرلمان عام 1993. وزيرا للشؤون الخارجية من 2012 إلى 2017، عمل من أجل “دبلوماسية إنسانية”، ومؤيد لنزع السلاح النووي بسبب أصوله منا هيروشيما، وساهم في الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2016 إلى مسقط رأسه.
وها هو قريبًا -4 أكتوبر- رئيسا للحكومة اليابانية مع وعد بالعمل من أجل “شكل جديد من الرأسمالية” يقوم على توزيع أفضل للثروة. فهل سينجح “الأبوتشان” في استعادة الثقة بحزب لم تعد شعبيته تتجاوز 30بالمائة؟ إنه مطالب بتحقيق ذلك إذا لم يكن يرغب في أن يصاب الحزب الليبرالي الديمقراطي بانتكاسة في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في نوفمبر، كتلك التي أصابته عام 2009.
-- تظل السياسة في اليابان، هي فن تغيير كل شيء من أجل عدم تغيير أي شيء
-- وعد بالعمل من أجل «شكل جديد من الرأسمالية» يقوم على توزيع أفضل للثروة
-- لن يكون رجل الإصلاحات الاجتماعية الكبرى، ومدافعا عن نزع السلاح النووي
-- يضاف الرئيس المائة لحكومة الأرخبيل إلى قائمة الذين وصلوا إلى هذا المنصب بالوراثة
تم انتخــــاب وزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا، البالــــغ من العمـــــر 64 عامًا الأربعاء الماضي لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، وليصبح الخليفة المعين ليوشــــــيهيدي سوجا كرئيس للــــــوزراء، ويتولى زمــــــام الأمـــــور قبل أسابيع قليلة من انتخابات تشريعية محفوفة بالمخاطر لليمين.
وبتعيينه على رأس الحزب اليميني المحافظ، في السلطة، سيكون فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الخامس من أصل 6 من حزبه كانوا “ابن فلان” منذ عام 2000، أي لعب تقليد الوراثة دورا في مسيرته واختياره.
رهان خاسر
كان البعض يراهن على نهاية خط آبي، الذي سمّي على اسم رئيس الوزراء شينزو آبي، صاحب الرقم القياسي لعدد الأيام التي قضاها كرئيس لليابان بين 2007 و2008 و2012-2020. لكنهم، خسروا الرهان، وهذه ليست مفاجأة حقًا، حتى وإن سعت وسائل الإعلام للإقناع بالعكس عبر استطلاعات رأي دون معنى حقيقي لأن الجمهور لا صوت له في هذه الانتخابات.
ومن خلال تعيين وزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا رئيسا للحزب الليبرالي الديمقراطي، خلفا ليوشيهيدي سوجا، الذي تولى المنصب لعام فقط، أظهر أعضاء هذا الحزب اليميني المهيمن والمنقسم إلى فصائل، أنه ليس مستعدا بعد للتغيير حتى وان كانت انتخابات تشريعية محفوفة بالمخاطر تلوح في الأفق في غضون أسابيع قليلة.
ورغم قول كيشيدا المنتخب، الفائز في الجولة الثانية على حساب منافسه الأصغر - 58 عامًا- تارو كونو، “يجب أن نقدم حزبا ليبراليا ديمقراطيا جديدًا للناخبين”، فإنه في الواقع يتنزّل في استمرارية لآبي، الذي بعد ترك المنصب عام 2020 بسبب المرض، يبدو في لياقة جيدة ليستمر من وراء الكواليس لعبة توجيه الأصوات.
الرجل الذي يطمئن
راهن بعض “البرلمانيين الشباب” “وهم فوق الخمسين من العمر” على تارو كونو، الشخص الذي يدير برنامج التطعيم، ويرى نفسه رجل العناية الإلهية.
ولكن، كما قال الصحفي شياكو ساتو من صحيفة ماينيتشي شينبون اليومية، “كونو بارع في التحطيم، لكن هل يمكنه إعادة البناء؟
وهذا ما يقوض ثقة الحرس القديم فيه”.
لقد فشلت جرأته المزعومة، التي حاول إخفاءها من خلال وصف نفسه بـ “المحافظ الحقيقي”، في مواجهة الطبيعة التقليدية والقوميــــة التي أظهرها كيشيدا.
ينحدر كيشيدا من سلالة من السياسيين “مثل كونو ورجال أقوياء آخرين في الحزب الليبرالي الديمقراطي”، وشغل منصب وزير الخارجية في عهد آبي، ثم شغل مناصب مختلفة في الحزب الليبرالي الديمقراطي متحلّيا بصبر قوي.
كان آبي يرى فيه، طيلة سنوات، خليفة محتملا، لكنه اعتبره “غير ناضج بما فيه الكفاية” منذ أكثر من عام.
في غضون ذلك، نشر الرجل كتابًا يعرض فيه رؤيته، ودخل عالم مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانًا يلعب لعبة المشاهير، دون أن يضاهي خيال تارو كونو، الذي يمتلك عدة حسابات على تويتر ويبلغ عدد متابعيه 2.5 مليون متابع.
غير أن كيشيدا يطمئن الحرس القديم في الحزب الليبرالي الديمقراطي، ولن يجرؤ على أي شيء أكثر من اللازم، ولن يصدم أحدا، حتى لو وعد بإصلاح الهياكل الحزبية وتقييد عدد ولايات المسؤولين.
فيما يتعلق بالأساسيات التي يأخذها زعماء الحزب الليبرالي الديمقراطي في الحسبان، يتفق مع العناصر الأكثر محافظة، وهذه هي الطريقة التي استقطب بها أصوات أولئك “منهم آبي” الذين صوتوا لصالح القومية المتطرفة سناء تاكايشي في الجولة الأولى.
ومع ذلك، سيتعين على كيشيدا أن يلعب بلباقة حتى موعد الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها مبدئيا في نوفمبر، في نهاية ولاية النواب، إلا إذا قرر حل مجلس النواب قبل ذلك، مستفيدًا من الزخم الشعبي الذي يتمتع به رئيس الوزراء الجديد عادةً.
ولئن وعد بجعل الاقتصاد أولويته إلى جانب مكافحة الوباء أو في المجال الخارجي الرد الذي سيقترحه لمواجهة الصين، فلا مدعوّ الى محاولة إصلاح وترميم الشروخ التي خلفها آبي ويوشيهيدي سوجا، الذي كانت سلطوية إدارته للسلطة واضحة.
ليس رجل الإصلاح
ومع ذلك، عندما سئل عن رفض سوجا فتح دورة برلمانية استثنائية في أسوأ أوقات لأزمة كوفيد-19، لم يجد كيشيدا ما يقول.
كما أنه لن يعيد فتح الملفات الصعبة “مثل التحقيق في انتحار مسؤول مالي أجبر على تزوير وثائق حكومية، أو شراء الناخبين من قبل آبي”. بالنسبة له، هذا شيء من الماضي.
كما أنه لن يكون رجل الإصلاحات الكبرى في المجتمع التي يدعو إليها عدد متزايد من المواطنين، سواء ما يخص الزواج للجميع، أو حفاظ النساء المتزوجات على لقبهن العائلي.
الخلاصة أنه مع وجود كيشيدا على رأسه، لن يتعرّض الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى صحوة عنيفة، ولن تشهد البلاد تغييرًا كبيرًا، حتى لو دخلت وجوه جديدة الحكومة.
على رأس
الحكومة “بالوراثة»
ففي اليابان، تظل السياسة هي فن تغيير كل شيء من أجل عدم تغيير أي شيء. وفوميو كيشيدا ليس استثناء... وحتى إذا قدمت الحكومة اليابانية وجهًا جديدًا، فإن لدى كيشيدا العديد من النقاط المشتركة مع العديد من أسلافه. نجل وحفيد برلمانيين، تم انتخابه تسع مرات لمجلس النواب، ووزيرًا عدة مرات، يضاف الرئيس المائة المستقبلي لحكومة الأرخبيل إلى قائمة “الورثة” الذين وصلوا إلى هذا المنصب. منذ عام 2000، من بين ستة رؤساء وزراء للحزب الليبرالي الديمقراطي، خمسة منهم “أوبوتشان”، اي “أبناء فلان”. وحتى لخصم كيشيدا الأربعاء الماضي تارو كونو، أيضًا نسبًا مماثلا. ترأس والده يوهي الحزب الليبرالي الديمقراطي، وكان نائبًا لرئيس الوزراء. وقاد جده إيشيرو فصيلا قويا من الحزب في الخمسينات، وترأس عمه الأكبر كينزو مجلس النواب في السبعينات.
وحده سوجا، رئيس الوزراء الحالي الذي سيترك منصبه، لم يكن من السراي. انتخب والده فقط في بلدية اكيتا “الشمالية” ولم يخلفه ابنه.
«المثلث الحديدي»
في اليابان، تعاش السياسة مثل الأنشطة الحرفية في أيدي العائلات التي تتناقل المعرفة منذ قرون. يرث الابن المقعد النيابي من الأب، وأحيانًا تكون الفتاة. وهكذا سلم رئيس الوزراء السابق كيزو أوبوتشي “1937-2000 “مقعده في غونما “الوسط” لابنته يوكو.
ويعود هذا إلى النظام، الذي هو قطاعي للغاية.
يتطلب الفوز في السياسة الكثير من المال والصلات القوية، وكان للحزب الليبرالي الديمقراطي، في السلطة تقريبًا دون انقطاع منذ تأسيسه عام 1955، الوقت لتدعيم شبكاته وأساليبه. وساهم بشكل ملحوظ في إقامة “المثلث الحديدي” القوي، مع كبار موظفي الوظيفة العمومية، وعالم الأعمال.
يضاف إلى ذلك الحفاظ على نظام الارتقاء على أساس الأقدمية. تحظر القواعد غير المكتوبة لقانون الحزب الليبرالي الديمقراطي فعليًا على البرلماني الذي لم يكمل خمس فترات من الفوز بحقيبة وزارية.
وبما انه أجري العديد من التعديلات الوزارية خلال السنوات الثماني التي قضاها في السلطة بين 2012 و2020، كان على رئيس الوزراء شينزو آبي -نجل وزير خارجية وحفيد وابن أخ رؤساء حكومات -في بعض الأحيان أن “يكافئ” سياسيين لم تكن ميزتهم الرئيسية الكفاءة حقًا. في أكتوبر 2018، عين يوشيتاكا ساكورادا في وزارة الألعاب الأولمبية وفي اللجنة الحكومية لمكافحة جرائم الإنترنت... وفي الشهر التالي، اعترف المعيّن بأنه لم يستخدم جهاز كمبيوتر مطلقًا في حياته.
ولد في هيروشيما...
مع كيشيدا، تبدو القضية أكثر جدية حتى لو أن انتصاره يعود إلى دعمه وتبنيه من قبل زعماء أجنحة الحزب الليبرالي الديمقراطي، بدءًا من آبي، الذين سمحوا بأن تكون لعبة الفصائل لصالحه.
لم يكن المرشح الأوفر حظا لدى اليابانيين أو أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذين فضلوا تارو كونو، منافسه من الذكور.
وُلِد في هيروشيما عام 1957، مرّ المنتخب الجديد بمقاعد مدرسة ابتدائية في نيويورك حيث كان يعمل والده، قبل أن يدرس القانون في جامعة واسيدا في طوكيو، ثم يعمل في أحد البنوك، قبل دخوله البرلمان عام 1993. وزيرا للشؤون الخارجية من 2012 إلى 2017، عمل من أجل “دبلوماسية إنسانية”، ومؤيد لنزع السلاح النووي بسبب أصوله منا هيروشيما، وساهم في الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2016 إلى مسقط رأسه.
وها هو قريبًا -4 أكتوبر- رئيسا للحكومة اليابانية مع وعد بالعمل من أجل “شكل جديد من الرأسمالية” يقوم على توزيع أفضل للثروة. فهل سينجح “الأبوتشان” في استعادة الثقة بحزب لم تعد شعبيته تتجاوز 30بالمائة؟ إنه مطالب بتحقيق ذلك إذا لم يكن يرغب في أن يصاب الحزب الليبرالي الديمقراطي بانتكاسة في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في نوفمبر، كتلك التي أصابته عام 2009.