رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
انتخابات في 2024...لحسم مسار الحرب بين روسيا وأوكرانيا
ربط رئيس مركز الاستراتيجيات الليبيرالية، إيفان كراستيف، مسار الحرب في أوكرانيا باستحقاقات انتخابية في العام المقبل، حيث تقول الحكمة التقليدية إن الحروب تنتهي بالمفاوضات، لكنها غالباً ما تنتهي أو تتجمد عند صناديق الاقتراع.
وكتب كراستيف في “فايننشال تايمز” البريطانية “هكذا انتهت الحرب الأمريكية في فيتنام، والحرب الفرنسية في الجزائر. وانتهت الحروب في يوغوسلافيا السابقة فعلياً مع هزيمة سلوبودان ميلوسيفيتش في ص انتخابات 2000».
يوم، تستعر الحرب في أوكرانيا تحت ظلال انتخابات محورية في 2024. ستكون الانتخابات في روسيا، وأوكرانيا، وتايوان حاسمة في صياغة الحرب في 2023. ستحدد نتيجة الانتخابات شكل النظام الدولي المقبل.
أضاف كراستيف أن روسيا وأوكرانيا ستنظمان الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) 2024. يتطلب الأمر الكثير من الخيال ليخسر الرئيس فلاديمير بوتين، الانتخابات التي ستنظم لسبب واحد، الفوز بها، ولكن بما أن بوتين مثقل بـ”عمليته الخاصة” الخاسرة، فإن لدي كل أسباب القلق من أنه، عند هزيمة عسكرية أو نزاع مجمد في غير مصلحته، سيواجه معارضة لا من الليبيراليين القلائل المتبقين في البلاد وحسب، لكن من يمين قومي متأهب. لم يحدث ذلك في ظل حكمه أكثر من عقدين، لكن حملة انتخابية مقترنة بإخفاقات على الجبهة قد تطلق اللحظة المناوئة لبوتين، والتي لطالما انتظرها الأوروبيون والأمريكيون، رغم الترجيح الكبير بأنها لن تكون لحظة حرية لروسيا.
ستؤثر الانتخابات في أوكرانيا بشكل عميق على الخيارات الاستراتيجية للرئيس فولوديمير زيلينسكي في 2023. يستحيل عليه قبول أي تسوية على الأراضي وإلا فإنه سيخسر الانتخابات.، كما أن تأجيلها ليس خياراً. لكن عند زيلينسكي، فإن خوض الانتخابات في زمن الحرب مع غالبية من المنفيين أو النازحين سيمثل تحدياً لوجستياً ضخماً.
ستكون لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة أهمية قصوى لتعزيز صورة أوكرانيا، دولة ديموقراطية.
قد تصبح الانتخابات الرئاسية في تايوان ورقة أيضاً تؤثر على آليات الحرب بين روسيا وأوكرانيا. إن الخوف من انتصار قومي فيها قد يؤثر على استراتيجية “التوحيد” لدى بكين، ووفق كراستيف، لا يزال الدرس الذي استخلصه الرئيس شي جين بينغ من الغزو الروسي مجهولاً.
هل استنتج أن بوتين كان مخطئاً في الحرب أو أنه بدأها في وقت متأخر جداً؟، إن الحاجة إلى إبقاء الأمريكيين بعيداً ستقنع الحكومة الصينية بزيادة دعم موسكو على أمل إبقاء الولايات المتحدة عالقة في نزاع أوروبي.
للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإلى حد أقل بكثير، والانتخابات البرلمانية الأوروبية، تأثير مباشر على الحرب. وقد تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية أهم، لحسم لنتيجة الحرب، من أي عملية عسكرية على الأرض.
لا يستطيع الأوكرانيون مقاومة آلة القتل لدى بوتين، إذا قرر الأمريكيون والأوروبيون وقف الدعم المالي والعسكري الكبير. وبهذا المعنى، للأوكرانيين سبب للخوف من احتمال خسارة الديمقراطيين الرئاسة، بما أن الدعم الأمريكي لجهودهم الحربية قد يلين بالاعتماد على هوية الجمهوري الفائز.
آخر ما يحتاجونه
بالنسبة للديمقراطيين وحلفائهم الأوروبيين، فإن نجاح بوتين في دونباس أو تورطاً أطلسياً مباشراً في الحرب، قد يؤثر بشكل درامي على هوية الرئيس الأمريكي المقبل، وهوية الذين سيُنتخبون في البرلمان الأوروبي.
إن نجاح روسيا على الجبهة، أو تورط كبير لناتو في النزاع قد يقلب الرئاسة الأمريكية لمصلحة الجمهوريين، ولفوز الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفائه الأوروبيين في الانتخابات، فإن من المهم أن يواصل الأوكرانيون، الفوز في الميدان.
أضاف الكاتب أن المراقبين يدركون كيف غير الاعتماد الاقتصادي المتبادل وانتشار الأسلحة النووية طبيعة الحرب المعاصرة. لكن ما لا يدركه المراقبون هو تغيير الانتخابات المقبلة طبيعة الحرب في أوكرانيا، خاصةً في لحظة استقطاب عالمي شديد.
وخلص إلى أنه للفوز بالحروب في القرن الواحد والعشرين، لا يكفي دوماً التفوق في الميدان “أنت في حاجة أيضاً للفوز بالانتخابات، وليس في بلادك وحدها».