رئيس الدولة ورئيس وزراء العراق يؤكدان أهمية تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى الأمن والاستقرار والتنمية
انطلاق أعمال الدورة الثانية من منتدى جودة المياه 2025 في أبوظبي
انطلقت أمس في العاصمة أبوظبي، أعمال الدورة الثانية من منتدى “جودة المياه 2025”، الذي يُعد منصة لتعزيز مرونة وجودة وسلامة المياه في المنطقة، ويُقام هذا العام تحت شعار “الابتكار من أجل المرونة: جودة المياه في عالم متغير».
وتعقد فعاليات المنتدى الذي تنظمه “علوم البيئة M42» بالشراكة مع مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة «ADQCC» في فندق “إرث».
وقال البراء الخاني، الرئيس التنفيذي للعمليات في حلول الرعاية الصحية المتكاملة «M42»، في كلمته في افتتاح المنتدى، إن دولة الإمارات تعمل على ربط المياه بالصحة بشكل مباشر، وتعتبر مياه الصرف مصدر بيانات ونظام إنذار مبكر؛ حيث تُوظف المختبرات المتقدمة والذكاء الاصطناعي للكشف عن مسببات الأمراض والملوثات قبل انتشارها، وتحول البيانات إلى نظم موثوقة تعزز الثقة العامة، مؤكداً أن هذا النهج ينقل إدارة المياه من الاستجابة إلى الوقاية.
وشدد على أن الابتكار يمثل عاملاً محورياً في مواجهة التحديات، مشيراً إلى ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة للتنبؤ بالتلوث والمخاطر، ومراقبة الأنظمة في الوقت الفعلي، والاستفادة من بيانات مياه الصرف والجينوميات لحماية المجتمعات، مبينا أن المعايير والحوكمة أيضاً تشكلان العمود الفقري لأي نظام فعال ومستدام.
وأكد الخاني أن منتدى “جودة المياه” يهدف إلى توحيد جهود المرافق والهيئات التنظيمية والبلديات والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، بهدف تطوير نظم إنذار مبكر، وبناء تنظيمات علمية موثوقة، وتعزيز القدرات لضمان استمرار المعرفة والمرونة عبر الأجيال.من جانبه، أكد سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، في كلمة ألقاها في المنتدى، أن إستراتيجية إدارة المياه في دولة الإمارات، تهدف إلى رسم مستقبل مستدام للأجيال المقبلة، مشدداً على أن حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية تشكل أولوية أساسية ضمن نهج الدولة في مسيرة الاستدامة.
وأشار إلى أن هذه الالتزامات تتجسد عملياً من خلال مبادرة “محمد بن زايد للماء”، التي تعمل على تعزيز الابتكار والاستثمار والتعاون لتقديم أفضل الحلول العالمية في قطاع المياه، بالتوازي مع رفع مستوى الوعي بالأمن المائي لدى الحكومات والمجتمعات العلمية والمستهلكين، مؤكداً أن المبادرة تهدف إلى بناء ثقافة مستدامة ومتكاملة لإدارة المياه على مستوى الدولة.
وقال إن دائرة الطاقة تعمل على تعزيز حماية مورد المياه وضمان استدامته، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، مؤكداً أن منظومة الطاقة والمياه مترابطة بشكل وثيق، بحيث يمثل تقدم المياه تقدماً في الطاقة، والعكس صحيح، مشدداً على ضرورة الاستفادة من هذا الترابط بشكل يومي لتعزيز الاستدامة والكفاءة في إدارة الموارد الحيوية.
وأضاف أن محطة التحلية بالتناضح العكسي في أبوظبي تُعد الأكبر على مستوى العالم، حيث تنتج أكثر من 90 ألف متر مكعب يوميًا من المياه، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يمثل نقطة البداية فقط، وأن نسبة التحول من التحلية الحرارية إلى التحلية بالتناضح العكسي شهدت قفزات بلغت 740% بين عامي 2020 و2023.
وأوضح أن سياسة استخدام المياه المعاد تدويرها، التي أطلقتها دائرة الطاقة عام 2019، تمكنت بحلول 2023 من رفع نسبة استخدامها إلى 73%، مؤكداً أن أبوظبي تمتلك خططاً للتعامل مع الطوارئ والصدمات غير المتوقعة من خلال إنشاء خزان إستراتيجي للمياه الجوفية وإعادة استرجاعها لضمان إمداد موثوق في حالات الطوارئ.
وأشار الرميثي إلى أن إستراتيجية كفاءة الطاقة للماء والكهرباء، التي أطلقتها دائرة الطاقة عام 2019، تخضع للمراجعة السنوية، وقد أسهمت حتى عام 2025 في تحقيق نحو ثلث أهداف 2030، مؤكداً أن نجاح هذه الإستراتيجية يعود إلى التعاون بين دائرة الطاقة والشركات المشغلة والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص، ما مكّن من توفير أكثر من 306 ملايين متر مكعب من المياه من الشبكة فقط.