رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
رغم الخطاب المناهض لفرنسا:
انقلاب بوركينا فاسو: التأثير الروسي خدعة ووهم...!
-- من مصلحة المؤثرين الموالين لروسيا تقديم التنافس بين فرنسا وروسيا على أنه الانقسام الرئيسي الذي أدى إلى هذا الانقلاب
-- تسلسل الأحداث يلقي بظلال من الشك على إمكانية تدخل روسي آخر في أفريقيا ضد فرنسا
-- تعود خسارة فرنسا لنفوذها في بوركينا فاسو إلى سقوط بليز كومباوري عام 2014
-- من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت بوركينا فاسو ستقع بشكل نهائي في جيب يفغيني بريغوجين ومرتزقته
تباعا: للمرة الثانية في ثمانية أشهر، كانت بوركينا فاسو مسرحًا لانقلاب عسكري. في 30 سبتمبر، أطاح رجال النقيب إبراهيم تراوري بالمقدم بول هنري سانداوغو داميبا، الذي كان قد استولى بدوره على السلطة في نهاية يناير، بعد يوم من الاضطرابات في واغادوغو.
في خضم الفوضى، اتهم الانقلابيون في الأثناء الجيش الفرنسي بتقديم ملاذ لداميبا في قاعدة عسكرية للتحضير لهجوم مضاد “في أعقاب رغبتنا الراسخة في الذهاب إلى شركاء جاهزين آخرين لمساعدتنا في قتالنا ضد الإرهاب”. هوجمت رموز الوجود الفرنسي في بوركينا فاسو مباشرة من قبل مؤيدي الانقلاب، حيث رفع بعضهم باعتزاز علمًا ثلاثي الألوان آخر: علم روسيا.
لم يتأخّر ذكر الانقلابيين للبحث عن “شركاء آخرين”، في التذكير بالذين وصلوا إلى مالي المجاورة في مايو 2021: المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، التي يملكها يفغيني بريغوجين.
الأوليغارش الروسي، الذي اعترف مؤخرًا بأنه على رأس هذا الجيش الموازي المنتشر في سوريا أو أوكرانيا أو ليبيا، قدم على الفور دعمه للكابتن تراوري، تمامًا كما سبق ان رحب في يناير بانقلاب داميبا، مشيدا حينها “بحقبة جديدة من إنهاء الاستعمار”. يوم الأحد، عبّرت وسائل إعلام الأوليغارش عن ابتهاجها: “لقد انهارت الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية الجديدة».
«كل جمال هذا الانقلاب هو نتاج عمل على مرحلتين: عمل عسكري تبعته تعبئة شعبية أثارتها تصريحات ناريّة ضد فرنسا”، يلاحظ إيفان غيشاوا، أستاذ باحث في تحليل النزاعات الدولية في مدرسة بروكسل للدراسات الدولية (جامعة كنت) والمتخصص في منطقة الساحل، و”دفعت هذه التعبئة داميبا ورجاله إلى التخلي عن السلطة».
أزمة أمنية متنامية
لكن تسلسل الأحداث يلقي بظلال من الشك على إمكانية تدخل روسي آخر في أفريقيا ضد فرنسا.
“من الواضح أن هناك تضخيما للمعلومات المضللة المدبرة على الشبكات الاجتماعية من خلال تأثيرات خارجية، ونقل الدعاية الروسية مثل كيمي سبا، يؤكد إيفان جويشاوا، لكن من مصلحة المؤثرين الموالين لروسيا تقديم التنافس بين فرنسا وروسيا على أنه الانقسام الرئيسي الذي أدى إلى هذا الانقلاب.
وهنا يجب عدم الوقوع في هذا الفخ. إنه ينسجم مع سرديّة روسيا المحررة والمناهضة للاستعمار”. خطاب تعبوي استخدمه الرئيس فلاديمير بوتين ايضا في كلمة 30 سبتمبر لتبرير التدخل في أوكرانيا.
ومهما كان الدور المحتمل لروسيا في هذا الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو، فإن الوضع المأساوي للبلاد يفسر أشياء كثيرة. قبل أيام قليلة من الانقلاب، تعرضت قافلة عسكرية متجهة إلى مدينة جيبو، المحاصرة من قبل جهاديي القاعدة منذ فبراير، لهجوم. قُتل أحد عشر جنديًا رسميًا، لكن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وقبل هذا الحادث بيوم، كان المقدم داميبا قد وعد الشعب البوركينابي بـ “باستعادة المنطقة».
يسيطر الجهاديون الآن على 40 بالمائة من الأراضي الوطنية. ووفق بيانات منظمة غير حكومية، جمعية مشروع تحديد النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث، فقد زادت الحوادث بنسبة 76 بالمائة هذا العام مقارنة بعام 2021.
كما اعتبرت عملية برخان الفرنسية لمكافحة الإرهاب، التي انتهت في فبراير الماضي ولم تركز بشكل خاص على بوركينا فاسو، غير فعالة من قبل غالبية السكان المحليين. “لطالما كانت هذه الدولة واحدة من أكثر الدول ترددًا في الوجود الفرنسي في منطقة الساحل”، يذكّر إيفان غويشاوا، الذي يعيد خسارة فرنسا لنفوذها في بوركينا فاسو الى سقوط بليز كومباوري عام 2014.
تراجع
«على مدى عشر سنوات، لم تنجح حرب فرنسا ضد الإرهاب في منطقة الساحل. ولدى السكان المحليين استياء وامتعاض ضد دولهم، ولكن أيضًا ضد القوات الأجنبية التي من المفترض أن تحميهم وفشلت في القيام بذلك. لقد أصبحوا يعتقدون أن هذه القوات متواطئة مع الجهاديين، يشرح الباحث، وتفاقم هذا الشعور بسبب الدعاية الروسية، لكنه لا ينبع من الروس: فهو موجود أيضًا في مناطق نائية حيث لا يرتبط السكان بشكل كبير أو معرضون لمؤثرين موالين لروسيا».
رافعة عملية لزيادة غضب الجموع، لكن من غير المرجح أن يترجم أي تقدم في الوضع الأمني. بعد إثارة المشاعر المعادية للفرنسيين أثناء الانقلاب، بدا أن الكابتن تراوري يريد التراجع بمجرد الفوز بالسلطة.
على قناة فرنسا 24، الأحد 2 أكتوبر، أعلن السيّد الجديد “لوطن الرجال الشرفاء”، أخيرًا، أنه لا يعتقد أن فرنسا قد دعمت هجومًا مضادًا من قبل داميبا أثناء الانقلاب، محددًا: “إذا كان لنا شركاء آخرون اليوم يمكن ان يدعمونا، لا تروا بالضرورة روسيا “. وعلى اذاعة فرنسا الدولية، لم يغلق الباب أمام شراكة مع فرنسا، لكن وفق “شروط” أخرى، مع دعوة فرنسا إلى عدم “التدخل في شؤوننا».
«هذا الانقلاب يأتي في مناخ أصبح فيه النقاش حول الشراكات الاستراتيجية مع القوى الأجنبية محددا”، يلخص إيفان جويشاوا. ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت بوركينا فاسو ستقع بشكل نهائي في حافظة يفغيني بريغوجين ومرتزقته. في المقابل، بالنسبة لجارتها مالي، فقد فات الأوان فعلا: أدى وصول فاغنر عام 2021 إلى انفجار الانتهاكات التي ارتكبها الجيش النظامي ضد المدنيين هناك، وبالتالي زيادة قدرات التجنيد لدى الجماعات الإرهابية.
-- تسلسل الأحداث يلقي بظلال من الشك على إمكانية تدخل روسي آخر في أفريقيا ضد فرنسا
-- تعود خسارة فرنسا لنفوذها في بوركينا فاسو إلى سقوط بليز كومباوري عام 2014
-- من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت بوركينا فاسو ستقع بشكل نهائي في جيب يفغيني بريغوجين ومرتزقته
تباعا: للمرة الثانية في ثمانية أشهر، كانت بوركينا فاسو مسرحًا لانقلاب عسكري. في 30 سبتمبر، أطاح رجال النقيب إبراهيم تراوري بالمقدم بول هنري سانداوغو داميبا، الذي كان قد استولى بدوره على السلطة في نهاية يناير، بعد يوم من الاضطرابات في واغادوغو.
في خضم الفوضى، اتهم الانقلابيون في الأثناء الجيش الفرنسي بتقديم ملاذ لداميبا في قاعدة عسكرية للتحضير لهجوم مضاد “في أعقاب رغبتنا الراسخة في الذهاب إلى شركاء جاهزين آخرين لمساعدتنا في قتالنا ضد الإرهاب”. هوجمت رموز الوجود الفرنسي في بوركينا فاسو مباشرة من قبل مؤيدي الانقلاب، حيث رفع بعضهم باعتزاز علمًا ثلاثي الألوان آخر: علم روسيا.
لم يتأخّر ذكر الانقلابيين للبحث عن “شركاء آخرين”، في التذكير بالذين وصلوا إلى مالي المجاورة في مايو 2021: المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، التي يملكها يفغيني بريغوجين.
الأوليغارش الروسي، الذي اعترف مؤخرًا بأنه على رأس هذا الجيش الموازي المنتشر في سوريا أو أوكرانيا أو ليبيا، قدم على الفور دعمه للكابتن تراوري، تمامًا كما سبق ان رحب في يناير بانقلاب داميبا، مشيدا حينها “بحقبة جديدة من إنهاء الاستعمار”. يوم الأحد، عبّرت وسائل إعلام الأوليغارش عن ابتهاجها: “لقد انهارت الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية الجديدة».
«كل جمال هذا الانقلاب هو نتاج عمل على مرحلتين: عمل عسكري تبعته تعبئة شعبية أثارتها تصريحات ناريّة ضد فرنسا”، يلاحظ إيفان غيشاوا، أستاذ باحث في تحليل النزاعات الدولية في مدرسة بروكسل للدراسات الدولية (جامعة كنت) والمتخصص في منطقة الساحل، و”دفعت هذه التعبئة داميبا ورجاله إلى التخلي عن السلطة».
أزمة أمنية متنامية
لكن تسلسل الأحداث يلقي بظلال من الشك على إمكانية تدخل روسي آخر في أفريقيا ضد فرنسا.
“من الواضح أن هناك تضخيما للمعلومات المضللة المدبرة على الشبكات الاجتماعية من خلال تأثيرات خارجية، ونقل الدعاية الروسية مثل كيمي سبا، يؤكد إيفان جويشاوا، لكن من مصلحة المؤثرين الموالين لروسيا تقديم التنافس بين فرنسا وروسيا على أنه الانقسام الرئيسي الذي أدى إلى هذا الانقلاب.
وهنا يجب عدم الوقوع في هذا الفخ. إنه ينسجم مع سرديّة روسيا المحررة والمناهضة للاستعمار”. خطاب تعبوي استخدمه الرئيس فلاديمير بوتين ايضا في كلمة 30 سبتمبر لتبرير التدخل في أوكرانيا.
ومهما كان الدور المحتمل لروسيا في هذا الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو، فإن الوضع المأساوي للبلاد يفسر أشياء كثيرة. قبل أيام قليلة من الانقلاب، تعرضت قافلة عسكرية متجهة إلى مدينة جيبو، المحاصرة من قبل جهاديي القاعدة منذ فبراير، لهجوم. قُتل أحد عشر جنديًا رسميًا، لكن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وقبل هذا الحادث بيوم، كان المقدم داميبا قد وعد الشعب البوركينابي بـ “باستعادة المنطقة».
يسيطر الجهاديون الآن على 40 بالمائة من الأراضي الوطنية. ووفق بيانات منظمة غير حكومية، جمعية مشروع تحديد النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث، فقد زادت الحوادث بنسبة 76 بالمائة هذا العام مقارنة بعام 2021.
كما اعتبرت عملية برخان الفرنسية لمكافحة الإرهاب، التي انتهت في فبراير الماضي ولم تركز بشكل خاص على بوركينا فاسو، غير فعالة من قبل غالبية السكان المحليين. “لطالما كانت هذه الدولة واحدة من أكثر الدول ترددًا في الوجود الفرنسي في منطقة الساحل”، يذكّر إيفان غويشاوا، الذي يعيد خسارة فرنسا لنفوذها في بوركينا فاسو الى سقوط بليز كومباوري عام 2014.
تراجع
«على مدى عشر سنوات، لم تنجح حرب فرنسا ضد الإرهاب في منطقة الساحل. ولدى السكان المحليين استياء وامتعاض ضد دولهم، ولكن أيضًا ضد القوات الأجنبية التي من المفترض أن تحميهم وفشلت في القيام بذلك. لقد أصبحوا يعتقدون أن هذه القوات متواطئة مع الجهاديين، يشرح الباحث، وتفاقم هذا الشعور بسبب الدعاية الروسية، لكنه لا ينبع من الروس: فهو موجود أيضًا في مناطق نائية حيث لا يرتبط السكان بشكل كبير أو معرضون لمؤثرين موالين لروسيا».
رافعة عملية لزيادة غضب الجموع، لكن من غير المرجح أن يترجم أي تقدم في الوضع الأمني. بعد إثارة المشاعر المعادية للفرنسيين أثناء الانقلاب، بدا أن الكابتن تراوري يريد التراجع بمجرد الفوز بالسلطة.
على قناة فرنسا 24، الأحد 2 أكتوبر، أعلن السيّد الجديد “لوطن الرجال الشرفاء”، أخيرًا، أنه لا يعتقد أن فرنسا قد دعمت هجومًا مضادًا من قبل داميبا أثناء الانقلاب، محددًا: “إذا كان لنا شركاء آخرون اليوم يمكن ان يدعمونا، لا تروا بالضرورة روسيا “. وعلى اذاعة فرنسا الدولية، لم يغلق الباب أمام شراكة مع فرنسا، لكن وفق “شروط” أخرى، مع دعوة فرنسا إلى عدم “التدخل في شؤوننا».
«هذا الانقلاب يأتي في مناخ أصبح فيه النقاش حول الشراكات الاستراتيجية مع القوى الأجنبية محددا”، يلخص إيفان جويشاوا. ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت بوركينا فاسو ستقع بشكل نهائي في حافظة يفغيني بريغوجين ومرتزقته. في المقابل، بالنسبة لجارتها مالي، فقد فات الأوان فعلا: أدى وصول فاغنر عام 2021 إلى انفجار الانتهاكات التي ارتكبها الجيش النظامي ضد المدنيين هناك، وبالتالي زيادة قدرات التجنيد لدى الجماعات الإرهابية.