رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
باتفاق مصري أميركي.. «حل محتمل» لفوضى مساعدات غزة
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤول في الأمم المتحدة أن مسؤولين أميركيين ومصريين يناقشون حلا محتملا يعود بموجبه رجال الشرطة في قطاع غزة إلى العمل بهدف تنظيم عملية المساعدات التي تصل للفلسطينيين للتغلب على الفوضى التي تصاحب عملية التوزيع.
وأوضحت الصحيفة أن رجال الشرطة لن يرتدوا الزي الرسمي وسيحملون فقط الهراوات، مقابل وعد من إسرائيل بعدم مهاجمتهم إذا كانوا يقومون بعملية حراسة قوافل المساعدات.
وبحسب الصحيفة الأميركية، تعتبر إسرائيل الشرطة إحدى ركائز حكم حماس لغزة، وقد اتهمتها بسرقة شحنات المساعدات المخصصة لسكان غزة العاديين، ولكن لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء، لكن مسؤولين في الأمم المتحدة يقولون إن اختفاء الشرطة أدى إلى تعطيل عمليات تسليم المساعدات، ما جعل القوافل التي كانت تحرسها ذات يوم أكثر عرضة للنهب.
ويقول مسؤولون أميركيون وأمميون إن شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة تراجعت هذا الشهر بعد أن توقفت الشرطة الفلسطينية، التي تعتمد عليها الأمم المتحدة لحماية القوافل عن الوصول إلى عملها خوفا من هجمات من إسرائيل وعصابات اللصوص.
ويأتي الانخفاض في المساعدات في الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة بالفعل الجوع على نطاق واسع، وقد لجأ بعض الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات من أجل البقاء.
وقد عوضت عمليات الإنزال الجوي للأغذية والإمدادات الأخرى جزءًا صغيرًا من الانخفاض في المساعدات التي يتم جلبها بالشاحنات، ووفقا للأمم المتحدة، كان هناك «ارتفاع حاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات»، خاصة في شمال غزة. وأوضحت الصحيفة أنه بدون الشرطة، لا يحظى سائقو الشاحنات إلا بحماية قليلة من العصابات الإجرامية وسكان غزة اليائسين الذين يوقفون القوافل وينهبونها، وأحيانًا بعد دقائق فقط من مغادرتهــا مرافق التوزيع في كرم أبو سالم في جنوب إســـــرائيل والجانب المصري من بوابة رفح، وهما المعبران الحدوديان حيث تمر المساعدات الإنسانية.
يذكر أن إسرائيل اتهمت ما لا يقل عن 12 موظفًا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وهي إحدى وكالتي الأمم المتحدة المسؤولتين عن تقديم المساعدات.
مجاعة
قال مسؤول كبير في مجال الإغاثة بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة يمثلون ربع السكان أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأكد أن حدوث مجاعة على نطاق واسع «أمر شبه حتمي» ما لم يتم اتخاذ إجراء.
وأشار راميش راجاسينجهام مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى الآتي:
• لن يتسنى تحقيق أي شيء يذكر في ظل استمرار الأعمال القتالية وفي ظل احتمال انتشارها إلى المناطق المكتظة بالناس في جنوب غزة. لذلك نكرر دعوتنا لوقف إطلاق النار.
• أضاف راميش أن واحدا من بين كل ستة أطفال تحت سن الثانية في شــــمال غـــــزة يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال، وأن جميع ســـــكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نســـــــمة يعتمدون تقريبا على مساعدات غذائية «غير كافيــــة على الإطلاق» للبقاء على قيد الحياة.
• الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تواجه «عقبات هائلة لمجرد إيصال الحد الأدنى من الإمدادات إلى غزة».
• العقبات تشمل إغلاق المعابر والقيود على التنقل والاتصالات وإجراءات التدقيق المرهقة والاضطرابات والطرق التي لحقت بها أضرار والذخائر التي لم تنفجر.
وأفاد روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن بأن واشنطن حثت حليفتها إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح المزيد من المعابر.
وذكر نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارلس كاو لمجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا إن برنامج الأغذية العالمي: «مستعد لتوسيع نطاق عملياتنا وزيادة حجمها على وجه السرعة إذا جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».
وأوضح: «في الوقت الراهن، يتفاقم خطر المجاعة بسبب عدم القدرة على جلب الإمدادات الغذائية الحيوية إلى غزة بكميات كافية، وظروف العمل شبه المستحيلة التي يواجهها موظفونا على الأرض».
من جانبه، قال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع لمجلس الأمن إن «العدوان على غزة هو ليس حربا ضد حماس بل عقاب جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني».