رئيس الدولة والرئيس الأميركي يبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية
هكذا بُنيت كوريا الجنوبية:
بارك تشونغ هي، ديكتاتورية الرأسمالية و«معجزة نهر هان»...!
-- «معجزة نهر هان» هي نتيجة لأساليب اقتصاد الحرب: التصدير معركة، والمنتجات ذخيرة، واليد العاملة جيش
-- لخص التحول الذي قاده في هذا الشعار: «البناء بيد، والدفاع الوطني باليد الأخرى»
-- اغتيل بارك على يد كيم جاي جيو، رئيس وكالة المخابرات المركزية ربما بأوامر أمريكية
-- تفجّر النمو بمعدل سنوي بلغ 16.6 % بين 1972 و1977
-- أطلق عميل كوري شمالي الرصاص عليه، وقُتلت زوجته يوك يونغ سو في تبادل إطلاق النار
في 26 أكتوبر 1979، اغتيل رئيس كوريا الجنوبية مدى الحياة، بارك تشونغ هي، على يد رئيس أجهزته السرية. في حال نسيان اسمه، أو حتى عدم معرفته، يستمر إرثه مع هيونداي أو سامسونج أو ال جي.
العسكري
من بين جميع الرجال الأقوياء الذين استولوا على السلطة في آسيا خلال الحرب الباردة، يبرز الجنرال بارك تشونغ هي.
كــــان هـــــذا الجنــــدي ضعيف البنية الجسدية، وكان ذكيًا بلا شك. ظل تقشفه وبساطته أسطوريًا، اليوم ولا توجد فضيحة مالية يمكن أن تشوه ذاكرته.
يرى الأكاديمي كيم هيونغ-أ، أحد كتاب سيرته الذاتية، أن القصيدة التي كتبها في شبابه هي مفتاح لمزاجه:
مثل الشمس، حتى لو كانت تشرق ليوم واحد فقط
مثل الأمواج، حتى لو عاشت ليلة واحدة فقط،
راض، بهدوء، أقول وداعا لليوم الذي مضى
وأستقبل اليوم التالي*.
من هذه الابيات تظهر شخصية متطلّعة للمستقبل، وكما تكشف مسيرته، رجل إرادته من حديد لا يمكن أن توقفه أية عقبة.
وُلِد بارك عام 1917 في قرية تقع في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة، وطرّز بارك طفولته، مازجا الحقيقة بالأسطورة. واضح، مع ذلك، أن عائلته كانت فقيرة للغاية –من صغار مزارعي الأرز. لقد أعطته أصوله المتواضعة ميلاً لاستشعار هموم رجل الشارع، وإيجاد الكلمات لكسب القلوب رغم أنه لم يكن خطيبا، وهذا رغم الرفض القاطع لسياسته بين المثقفين.
«ابن الشعب”، كان لديه نفور عميق من التسلسل الهرمي الكونفوشيوسي التقليدي القائم منذ قرون. واستبدله بتأسيس الجدارة التكنوقراطية التي تتجاهل العمر والأصل الاجتماعي، وتعتمد حصريًا على القدرة على تنفيذ أوامره.
كان هذا العسكري السلطوي، بهذا المعنى، ثوريًا، قلب النظام القائم، ونفّذ رؤيته للمستقبل، متجرّدا من أي وازع لتحقيق طموحاته.
شباب الجنرال
في سن الخامسة عشرة، تم اختيار بارك من قبل السلطات اليابانية، التي ضمت شبه الجزيرة عام 1911، ليصبح مدرسًا في مدرسة. لكنه كان يريد أن يصبح عسكريا. عام 1939، استقال من التدريس، وبعد بضعة أشهر، التحق بأكاديمية مانشوكو العسكرية.
عام 1942، تم إرساله إلى أكاديمية طوكيو العسكرية، وهذا تميّز نادر لمواطن كوري، الذي يقتصر عمومًا على رتبة مساعد.
وفقًا لشهادات رفاقه، فإن قدوته هما نابليون والانقلابيون “نينيروكو”، الضباط الشباب المسؤولون عن الانقلاب الفاشل في طوكيو في 26 فبراير 1936.
بعد أن خدم خلال الأشهر الأخيرة من حرب المحيط الهادئ في الصين، عاد إلى كوريا المحررة وانضم إلى قوة شبه عسكرية. يلي ذلك حلقة غامضة. تم إعدام شقيقه الشيوعي بسبب الشيوعية. وتم القبض على بارك بهذه التهمة، ولكن بدلاً من إطلاق النار عليه -وهو الحكم السياسي المعتاد -حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن مدى الحياة.
وبعد أن تم تجريده من صفته العسكرية وعاد مدنيًا مرة أخرى، واصل العمل في أجهزة المخابرات على أساس تطوعي.
يمكن تفسير هذا التساهل من خلال عدم تنظيم كوريا الجنوبية عشية الحرب مع الشمال (1950-1953). جيشها هيكل عظمي، وبسبب نقص العدد، فإن الضباط الكوريين السابقين في الجيش الإمبراطوري الياباني هم جوهره.
لم يكن بارك في خط المواجهة الامامي خلال الحرب الكورية، وعاد إلى رتبته، ونظم المخابرات العسكرية خلف الستار.
الباني القوي
في 16 مايو 1961، اوصله انقلاب إلى السلطة. في الأسابيع التي تلت ذلك، أرسى أسس “الديمقراطية على الطريقة الكورية” (حسب مفرداته).
تم إنشاء وكالة المخابرات المركزية الكورية -التجسس الخارجي وخدمة المراقبة الداخلية -في يونيو من نفس العام. تتمتع هذه الشرطة السرية بسلطات غير عادية، وهي العمود الفقري لنظامه.
على الفور، أجرى بارك “عمليات جراحية” (واحدة من عباراته الملطّفة). طرد آلاف المسؤولين، وسجن مئات المعارضين، ومنع آلاف آخرون من ممارسة النشاط السياسي. ومن أجل حسن التدبير، جمع المتاجرين في السوق السوداء، وأعضاء المافيا، والسياسيين الفاسدين.
كانت كوريا حينها على حافة الهاوية. ويقدم فيلم”أوبالتان”، وهو تحفة فنية للسينما الكورية صنعت عام 1960، لمحة عن الحرمان العام. هذا البلد، وهو أحد أفقر دول العالم، أفلس بحكم الأمر الواقع، ويعيش السواد الأعظم من السكان في فقر مدقع.
قام بارك بشكل أساسي بإصلاح الإدارة الفاسدة وغير المنظمة. القمة موكلة إلى عسكريين من الوكالة أو المهندسين أو القوات الجوية -الفنيين. انهم موجودون لغرس حسّ الانضباط في التكنوقراط الشباب المعيّنين حديثًا.
عام 1962، تم إطلاق أول خطة خمسية مستوحاة من مانشوكو والتعبئة الاقتصادية لليابان خلال الحرب. تستند هذه “الرأسمالية الموجهة” (ديكسيت بارك) إلى إغلاق السوق الداخلية، والدعم المالي عن طريق القروض التي يتم الحصول عليها في الخارج والمضمونة من قبل الحكومة لعدد قليل من رجال الأعمال الذين يتم اختيارهم وفقًا لقدرتهم على تحقيق أهداف الإنتاج المخصصة لهم.
النقابات العمالية، محظورة؛ رواتب محددة إداريًا منخفضة جدًا. تنقسم الصناعات المستقبلية (المصافي، الأسمنت، الكيماويات، إلخ) بين الشركات الاحتكارية التي تصبح “تشايبولز” (تكتلات) تُدفع للتنويع في أنشطة جديدة: أصبحت سامسونج، في صناعة النسيج، منتجًا للأسمدة بين عشية وضحاها.
يجب على رجال الأعمال الخضوع أو تتم ازاحتهم. باب الخروج للمتخلفين هو المنفى. تأسست “ال جي الكترونيك” عام 1966، وشركة “سامسونج إلكترونيك” عام 1968.
دشّن بناء أول طريق سريع في البلاد -تم إقراره من خلال رفض معارضة البنك الدولي، الذي يعتبر المشروع باهظ التكلفة بالنسبة لكوريا الجنوبية -عصر المشاريع الضخمة. مرتديًا الخوذة، ذهب بارك بطائرة هليكوبتر لتفقد تقدم الموقع شخصيًا.
كان اقلاع كوريا مبهرا... تجاوزت الصادرات، التي كانت 50 مليون دولار فقط قبل عقد من الزمن، حاجز المليار دولار عام 1970.
ومع ذلك، لا تزال البلاد هشة. أحد أهم مداخيل العملة الأجنبية هو التداعيات المالية من إرسال 310 آلاف جندي للقتال في فيتنام.
وتشير سرعة إقامة “الديمقراطية الإدارية” (وهي من مصطلحاته أيضا) إلى أن بارك لم ينطلق فيها بارتجال واستخفاف. لقد أنضج قراره، إنه يعرف ماذا يفعل وكيف يفعل ذلك، ويدرك أن النجاح الاقتصادي هو شرط لا غنى عنه لبقائه في السلطة.
التهديد الكوري الشمالي
تفسر هذه الحاجة البداية السريعة. غنية بالموارد المعدنية التي يفتقر إليها الجنوب، ومدعومة من المعسكر الاشتراكي، فإن كوريا الشمالية تتقدمه بعدة خطوات.
والتهديد الذي تشكله بيونغ يانغ دائم. عام 1968، في ذروة التوتر، التي يشار إليها أحيانًا باسم “الحرب الكورية الثانية”، كانت عمليات التسلل من قبل الجنود الكوريين الشماليين شبه يومية. ودفع 518 جنديًا من كوريا الجنوبية وأمريكا حياتهم ثمن ذلك.
وفي نفس العام، تم القضاء على مجموعة كوماندوس كورية شمالية في كوريا الجنوبية قبل وصولهم إلى البيت الأزرق -الرئاسة -واغتيال بارك.
«يوشن”، الإغراء الشمولي
عام 1972، أسقط بارك الواجهة البرلمانية المفروضة من الأمريكيين. تم إعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان، وتعطيل جميع الحريات الدستورية، وتجنيد جميع السكان في جيش الاحتياط، وصدور دستور جديد... بارك يعلن نفسه رئيسًا مدى الحياة.
لقد سمّى هذا التحول بـ “يوشين” (ترجمته “تنشيط” أو “ترميم”) والذي يتلخص في هذا الشعار: “البناء بيد، والدفاع الوطني باليد الأخرى».
عام 1973، لإخضاع الشباب المحتجّ، تم إطلاق حملة ضد التنانير القصيرة والشعر الطويل. ضباط الشرطة، متر في أيديهم، يقيسون فساتين الشابات، ومسلحين بالمقص، يقطعون خصلات الشعر “الروك أند رول” أيضًا.
شرطة تقيس طول التنانير القصيرة وسعت وكالة المخابرات المركزية الكورية نشاطها الى الخارج. تمّ اختطاف الخصم كيم داي جونغ في اليابان. كان عملاء وكالة المخابرات المركزية ينوون رمي جثته في البحر. وأثارت العملية فضيحة دولية أنقذت حياة الديموقراطي الذي سينتخب في الاخير رئيسًا لجمهورية كوريا عام 1998.
ديسمبر 1974، كان بارك تشونغ ضحية هجوم آخر. أطلق عميل كوري شمالي النار عليه. قُتلت زوجته يوك يونغ سو في تبادل إطلاق النار.
عام 1975، لخنق معارضة الأوساط الأكاديمية، شنق بارك ثمانية معارضين بعد محاكمة ملفقة.
شريك لا يتنازل
هذا التصلّب السياسي يتغذّى من الانسحاب الأمريكي من فيتنام عام 1972. الولايات المتحدة تحمي كوريا الجنوبية عسكريًا من خلال مجموعة القواعد التي تم إقامتها في شبه الجزيرة وفي اليابان. ولكن، مترددًا في الخضوع، يسعى بارك إلى تحويل هذا التحالف لصالحه، الأمر الذي غالبًا ما يؤدي إلى تصاعد التوتر مع واشنطن. ان فك ارتباط الولايات المتحدة بالهند الصينية، يعزز عدم ثقتها بحليفها عبر المحيط الهادئ.
إن تصور سقوط سايغون، الذي يتوقعه بارك أمرًا حتميًا، يقنعه بأن وجود مجمّع صناعي عسكري أعلى من مجمّع الشمال أمر حيوي من أجل الاستغناء عن الأمريكيين. الأمر الذي دفعه إلى الرغبة في الحصول على أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى. هذا الاندفاع سيؤدي إلى تفاقم التوترات بين سيول وواشنطن. ويعتقد الأمريكيون، ليس بدون سبب، أن كوريا الجنوبية النووية ستزعزع استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
داخل البيت الأزرق، الجو عسكري. يقتصر دور الوزراء والوزارات على الأدوار التنفيذية الخاضعة. لا يثق بارك إلا في موظفيه، والمهندسين المتحمسين للعجائب التي يطلبها، والتي تبدو غير قابلة للتطبيق. الأجواء هي اجواء قيادة اركان في زمن الحرب. يبادر موظفوه بالتحية العسكرية أمام رؤسائهم. ويُنظر إلى اكتفائه بحساء نوع من المعكرونة، الطبق المفضل لدى بارك، على أنه ترجمة “لروح طيبة”. إن تقاسم هذا الطبق الشعبي المتواضع على مائدته هو أفضل جائزة وتكريم، لكن عند أدنى فشل، تتدحرج الرؤوس. ومن أعلى إلى أسفل، فإن وكالة المخابرات المركزية الكورية تراقب.
معجزة نهر هان
مع “يوشين”، تنمو كوريا كتنين صغير... إنها “المعجزة الاقتصادية لنهر هان”، النهر الذي يتدفق في سيول.
وترمز شركة صناعة الصلب بوسكو، التي وُلدت قبل ذلك بأربع سنوات تقريبا وتعمل بأربعين موظفًا فقط، إلى شطط برنامج بارك الصناعي. في نهاية عام 1972، خرجت التدفقات الأولى من أفران صهر بوسكو في بوهانغ. وقد تم تصميم هذا الموقع، المولود من لا شيء، منذ البداية، ليكون أكبر مصنع للصلب في العالم. واليوم تحتل بوسكو المرتبة الاولى عالميًا في الصلب.
تعمل أحواض بناء السفن في هيونداي بنفس الروح بروميثيان: لقد قبلوا طلبات مالك السفن اليوناني ولم يسبق لهم إطلاق أي سفينة مطلقًا وليس لديهم حتى شكل من أشكال الإصلاح. يتم تجهيز الأحواض الجافة في الوقت نفسه الذي يتم فيه تجميع السفن، وهو إنجاز فريد من نوعه.
«معجزة نهر هان”، هي نتيجة لأساليب اقتصاد الحرب: التصدير معركة، والمنتجات ذخيرة، اليد العاملة جيش. تفجر النمو بمعدل سنوي بلغ 16 فاصل 6 بالمائة بين 1972 و1977. في ذلك العام، كسرت الصادرات سقف 10 مليارات دولار.
سقوط النظام
ومع ذلك، فإن الاحتجاج لم يتوقف. تندلع فوضى الجامعات بشكل عرضي، ويحتلها الجيش على الفور... تندلع الإضرابات، وتحشد الكنائس ضد القمع.
ورغم الرقابة -تتحقق وكالة المخابرات المركزية من صحة المقالات الصحفية قبل النشر - ومناخ الترهيب، خلال الانتخابات المنظمة لإضفاء الشرعية على احتكاره للسلطة، فإنه يجد صعوبة في الفوز بأغلبية الأصوات.
عام 1975، توفي أحد منافسي بارك في حادث تم تصنيفه رسميًا على أنه حادث: يُزعم أن تشانغ تشون ها، سقط في قاع واد خلال رحلة.
أكتوبر 1979، توفي كيم هيونغ ووك، المدير السابق لـ وكالة المخابرات المركزية الكورية، والذي كان بالتأكيد ضحية لعملاء بارك، في باريس. وكان الامني السابق، الذي عزل واللاجئ في الولايات المتحدة، قد هدد بالكشف عن معلومات محرجة. ولم يتم العثور على جثته.
بعد عشرة أيام، اغتيل بارك على يد كيم جاي جيو، رئيس وكالة المخابرات المركزية.
على غرار جزء كبير من التاريخ الكوري المعاصر، فإن ظروف هذا الاغتيال مشوشة. ما هو مؤكد هو أنه عندما طالب بارك بإرسال مظليين لإطلاق النار على الاحتجاجات المتصاعدة في بوسان، نصح كيم جاي جيو بعدم ارتكاب هذه الحملة القمعية حتى لا تتأزّم العلاقات مع الولايات المتحدة، وهي في أدنى مستوياتها منذ انتخاب جيمي كارتر. ثم تباعدت النظريات. ويبدو أن بارك فقد أعصابه وأهان سيّد الجواسيس، هذا الأخير الذي كان مخمورًا مثل الرئيس، غسل الإهانة برصاص المسدس. ويصوّر البعض القاتل كبطل ضحى بنفسه -شنق –ليسرّع عودة الديمقراطية. وأخيرًا، سيكون وراء هذا الاغتيال يد الأمريكيين.
ظله يطارد كوريا
ينتشر إرث بارك من خلال السلع الاستهلاكية الكورية التي تباع في جميع أنحاء العالم.
في كوريا، لا يزال قسم من الرأي العام، من الذين يأملون في منقذ قوي، يعشقونه. وهناك أيضًا الحنين إلى السبعينات، مع أنها أوقات صعبة جدًا تجمّلها الذاكرة. أتت هذه المشاعر بابنته، بارك كون هاي، إلى البيت الأزرق عام 2012.
لا شك أن بارك قد ترك بصمة لا تمحى. ولكن بقدر نجاح التصنيع القسري، فإن ما يطبع كوريا الجنوبية هو المعارضة الهائلة للدولة الثكنة التي أقامها. ولولا تفكيك الجهاز القمعي وإرساء الديمقراطية، ما كان تحديث البلد سيكتمل.
اليوم، العدالة في كوريا الجنوبية مستقلة وخالية من الضغوط السياسية إلى درجة أن بارك كون هي، التي أرادت أن تسير على خطى والدها، أطيح بها من قبل البرلمان، وحكمت عليها محكمة بالسجن 20 عامًا عام 2017 بسبب انتهاكات مختلفة للسلطة.
* تطور كوريا تحت قيادة
بارك تشونغ هي ،
روتليدج كورزون ، 2004
صحفي سابق ومؤلف وروائي حاليا. نشر كتبًا تاريخية (“إيشوارا: الرجل الذي بدأ الحرب”،
أرماند كولين، 2012؛ “بورت آرثر 8 فبراير 1904 -5 يناير 1905”، إيكونوميكا، 2015) وفي الرواية. “نادي موسيقى الجواسيس”، الذي نشره عام 2017 (توهو بوهو)،
وهو الأول في سلسلة
عن شنغهاي، يليه
“أراضي الشر”
(توهو بوهو، 2019).
-- لخص التحول الذي قاده في هذا الشعار: «البناء بيد، والدفاع الوطني باليد الأخرى»
-- اغتيل بارك على يد كيم جاي جيو، رئيس وكالة المخابرات المركزية ربما بأوامر أمريكية
-- تفجّر النمو بمعدل سنوي بلغ 16.6 % بين 1972 و1977
-- أطلق عميل كوري شمالي الرصاص عليه، وقُتلت زوجته يوك يونغ سو في تبادل إطلاق النار
في 26 أكتوبر 1979، اغتيل رئيس كوريا الجنوبية مدى الحياة، بارك تشونغ هي، على يد رئيس أجهزته السرية. في حال نسيان اسمه، أو حتى عدم معرفته، يستمر إرثه مع هيونداي أو سامسونج أو ال جي.
العسكري
من بين جميع الرجال الأقوياء الذين استولوا على السلطة في آسيا خلال الحرب الباردة، يبرز الجنرال بارك تشونغ هي.
كــــان هـــــذا الجنــــدي ضعيف البنية الجسدية، وكان ذكيًا بلا شك. ظل تقشفه وبساطته أسطوريًا، اليوم ولا توجد فضيحة مالية يمكن أن تشوه ذاكرته.
يرى الأكاديمي كيم هيونغ-أ، أحد كتاب سيرته الذاتية، أن القصيدة التي كتبها في شبابه هي مفتاح لمزاجه:
مثل الشمس، حتى لو كانت تشرق ليوم واحد فقط
مثل الأمواج، حتى لو عاشت ليلة واحدة فقط،
راض، بهدوء، أقول وداعا لليوم الذي مضى
وأستقبل اليوم التالي*.
من هذه الابيات تظهر شخصية متطلّعة للمستقبل، وكما تكشف مسيرته، رجل إرادته من حديد لا يمكن أن توقفه أية عقبة.
وُلِد بارك عام 1917 في قرية تقع في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة، وطرّز بارك طفولته، مازجا الحقيقة بالأسطورة. واضح، مع ذلك، أن عائلته كانت فقيرة للغاية –من صغار مزارعي الأرز. لقد أعطته أصوله المتواضعة ميلاً لاستشعار هموم رجل الشارع، وإيجاد الكلمات لكسب القلوب رغم أنه لم يكن خطيبا، وهذا رغم الرفض القاطع لسياسته بين المثقفين.
«ابن الشعب”، كان لديه نفور عميق من التسلسل الهرمي الكونفوشيوسي التقليدي القائم منذ قرون. واستبدله بتأسيس الجدارة التكنوقراطية التي تتجاهل العمر والأصل الاجتماعي، وتعتمد حصريًا على القدرة على تنفيذ أوامره.
كان هذا العسكري السلطوي، بهذا المعنى، ثوريًا، قلب النظام القائم، ونفّذ رؤيته للمستقبل، متجرّدا من أي وازع لتحقيق طموحاته.
شباب الجنرال
في سن الخامسة عشرة، تم اختيار بارك من قبل السلطات اليابانية، التي ضمت شبه الجزيرة عام 1911، ليصبح مدرسًا في مدرسة. لكنه كان يريد أن يصبح عسكريا. عام 1939، استقال من التدريس، وبعد بضعة أشهر، التحق بأكاديمية مانشوكو العسكرية.
عام 1942، تم إرساله إلى أكاديمية طوكيو العسكرية، وهذا تميّز نادر لمواطن كوري، الذي يقتصر عمومًا على رتبة مساعد.
وفقًا لشهادات رفاقه، فإن قدوته هما نابليون والانقلابيون “نينيروكو”، الضباط الشباب المسؤولون عن الانقلاب الفاشل في طوكيو في 26 فبراير 1936.
بعد أن خدم خلال الأشهر الأخيرة من حرب المحيط الهادئ في الصين، عاد إلى كوريا المحررة وانضم إلى قوة شبه عسكرية. يلي ذلك حلقة غامضة. تم إعدام شقيقه الشيوعي بسبب الشيوعية. وتم القبض على بارك بهذه التهمة، ولكن بدلاً من إطلاق النار عليه -وهو الحكم السياسي المعتاد -حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن مدى الحياة.
وبعد أن تم تجريده من صفته العسكرية وعاد مدنيًا مرة أخرى، واصل العمل في أجهزة المخابرات على أساس تطوعي.
يمكن تفسير هذا التساهل من خلال عدم تنظيم كوريا الجنوبية عشية الحرب مع الشمال (1950-1953). جيشها هيكل عظمي، وبسبب نقص العدد، فإن الضباط الكوريين السابقين في الجيش الإمبراطوري الياباني هم جوهره.
لم يكن بارك في خط المواجهة الامامي خلال الحرب الكورية، وعاد إلى رتبته، ونظم المخابرات العسكرية خلف الستار.
الباني القوي
في 16 مايو 1961، اوصله انقلاب إلى السلطة. في الأسابيع التي تلت ذلك، أرسى أسس “الديمقراطية على الطريقة الكورية” (حسب مفرداته).
تم إنشاء وكالة المخابرات المركزية الكورية -التجسس الخارجي وخدمة المراقبة الداخلية -في يونيو من نفس العام. تتمتع هذه الشرطة السرية بسلطات غير عادية، وهي العمود الفقري لنظامه.
على الفور، أجرى بارك “عمليات جراحية” (واحدة من عباراته الملطّفة). طرد آلاف المسؤولين، وسجن مئات المعارضين، ومنع آلاف آخرون من ممارسة النشاط السياسي. ومن أجل حسن التدبير، جمع المتاجرين في السوق السوداء، وأعضاء المافيا، والسياسيين الفاسدين.
كانت كوريا حينها على حافة الهاوية. ويقدم فيلم”أوبالتان”، وهو تحفة فنية للسينما الكورية صنعت عام 1960، لمحة عن الحرمان العام. هذا البلد، وهو أحد أفقر دول العالم، أفلس بحكم الأمر الواقع، ويعيش السواد الأعظم من السكان في فقر مدقع.
قام بارك بشكل أساسي بإصلاح الإدارة الفاسدة وغير المنظمة. القمة موكلة إلى عسكريين من الوكالة أو المهندسين أو القوات الجوية -الفنيين. انهم موجودون لغرس حسّ الانضباط في التكنوقراط الشباب المعيّنين حديثًا.
عام 1962، تم إطلاق أول خطة خمسية مستوحاة من مانشوكو والتعبئة الاقتصادية لليابان خلال الحرب. تستند هذه “الرأسمالية الموجهة” (ديكسيت بارك) إلى إغلاق السوق الداخلية، والدعم المالي عن طريق القروض التي يتم الحصول عليها في الخارج والمضمونة من قبل الحكومة لعدد قليل من رجال الأعمال الذين يتم اختيارهم وفقًا لقدرتهم على تحقيق أهداف الإنتاج المخصصة لهم.
النقابات العمالية، محظورة؛ رواتب محددة إداريًا منخفضة جدًا. تنقسم الصناعات المستقبلية (المصافي، الأسمنت، الكيماويات، إلخ) بين الشركات الاحتكارية التي تصبح “تشايبولز” (تكتلات) تُدفع للتنويع في أنشطة جديدة: أصبحت سامسونج، في صناعة النسيج، منتجًا للأسمدة بين عشية وضحاها.
يجب على رجال الأعمال الخضوع أو تتم ازاحتهم. باب الخروج للمتخلفين هو المنفى. تأسست “ال جي الكترونيك” عام 1966، وشركة “سامسونج إلكترونيك” عام 1968.
دشّن بناء أول طريق سريع في البلاد -تم إقراره من خلال رفض معارضة البنك الدولي، الذي يعتبر المشروع باهظ التكلفة بالنسبة لكوريا الجنوبية -عصر المشاريع الضخمة. مرتديًا الخوذة، ذهب بارك بطائرة هليكوبتر لتفقد تقدم الموقع شخصيًا.
كان اقلاع كوريا مبهرا... تجاوزت الصادرات، التي كانت 50 مليون دولار فقط قبل عقد من الزمن، حاجز المليار دولار عام 1970.
ومع ذلك، لا تزال البلاد هشة. أحد أهم مداخيل العملة الأجنبية هو التداعيات المالية من إرسال 310 آلاف جندي للقتال في فيتنام.
وتشير سرعة إقامة “الديمقراطية الإدارية” (وهي من مصطلحاته أيضا) إلى أن بارك لم ينطلق فيها بارتجال واستخفاف. لقد أنضج قراره، إنه يعرف ماذا يفعل وكيف يفعل ذلك، ويدرك أن النجاح الاقتصادي هو شرط لا غنى عنه لبقائه في السلطة.
التهديد الكوري الشمالي
تفسر هذه الحاجة البداية السريعة. غنية بالموارد المعدنية التي يفتقر إليها الجنوب، ومدعومة من المعسكر الاشتراكي، فإن كوريا الشمالية تتقدمه بعدة خطوات.
والتهديد الذي تشكله بيونغ يانغ دائم. عام 1968، في ذروة التوتر، التي يشار إليها أحيانًا باسم “الحرب الكورية الثانية”، كانت عمليات التسلل من قبل الجنود الكوريين الشماليين شبه يومية. ودفع 518 جنديًا من كوريا الجنوبية وأمريكا حياتهم ثمن ذلك.
وفي نفس العام، تم القضاء على مجموعة كوماندوس كورية شمالية في كوريا الجنوبية قبل وصولهم إلى البيت الأزرق -الرئاسة -واغتيال بارك.
«يوشن”، الإغراء الشمولي
عام 1972، أسقط بارك الواجهة البرلمانية المفروضة من الأمريكيين. تم إعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان، وتعطيل جميع الحريات الدستورية، وتجنيد جميع السكان في جيش الاحتياط، وصدور دستور جديد... بارك يعلن نفسه رئيسًا مدى الحياة.
لقد سمّى هذا التحول بـ “يوشين” (ترجمته “تنشيط” أو “ترميم”) والذي يتلخص في هذا الشعار: “البناء بيد، والدفاع الوطني باليد الأخرى».
عام 1973، لإخضاع الشباب المحتجّ، تم إطلاق حملة ضد التنانير القصيرة والشعر الطويل. ضباط الشرطة، متر في أيديهم، يقيسون فساتين الشابات، ومسلحين بالمقص، يقطعون خصلات الشعر “الروك أند رول” أيضًا.
شرطة تقيس طول التنانير القصيرة وسعت وكالة المخابرات المركزية الكورية نشاطها الى الخارج. تمّ اختطاف الخصم كيم داي جونغ في اليابان. كان عملاء وكالة المخابرات المركزية ينوون رمي جثته في البحر. وأثارت العملية فضيحة دولية أنقذت حياة الديموقراطي الذي سينتخب في الاخير رئيسًا لجمهورية كوريا عام 1998.
ديسمبر 1974، كان بارك تشونغ ضحية هجوم آخر. أطلق عميل كوري شمالي النار عليه. قُتلت زوجته يوك يونغ سو في تبادل إطلاق النار.
عام 1975، لخنق معارضة الأوساط الأكاديمية، شنق بارك ثمانية معارضين بعد محاكمة ملفقة.
شريك لا يتنازل
هذا التصلّب السياسي يتغذّى من الانسحاب الأمريكي من فيتنام عام 1972. الولايات المتحدة تحمي كوريا الجنوبية عسكريًا من خلال مجموعة القواعد التي تم إقامتها في شبه الجزيرة وفي اليابان. ولكن، مترددًا في الخضوع، يسعى بارك إلى تحويل هذا التحالف لصالحه، الأمر الذي غالبًا ما يؤدي إلى تصاعد التوتر مع واشنطن. ان فك ارتباط الولايات المتحدة بالهند الصينية، يعزز عدم ثقتها بحليفها عبر المحيط الهادئ.
إن تصور سقوط سايغون، الذي يتوقعه بارك أمرًا حتميًا، يقنعه بأن وجود مجمّع صناعي عسكري أعلى من مجمّع الشمال أمر حيوي من أجل الاستغناء عن الأمريكيين. الأمر الذي دفعه إلى الرغبة في الحصول على أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى. هذا الاندفاع سيؤدي إلى تفاقم التوترات بين سيول وواشنطن. ويعتقد الأمريكيون، ليس بدون سبب، أن كوريا الجنوبية النووية ستزعزع استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
داخل البيت الأزرق، الجو عسكري. يقتصر دور الوزراء والوزارات على الأدوار التنفيذية الخاضعة. لا يثق بارك إلا في موظفيه، والمهندسين المتحمسين للعجائب التي يطلبها، والتي تبدو غير قابلة للتطبيق. الأجواء هي اجواء قيادة اركان في زمن الحرب. يبادر موظفوه بالتحية العسكرية أمام رؤسائهم. ويُنظر إلى اكتفائه بحساء نوع من المعكرونة، الطبق المفضل لدى بارك، على أنه ترجمة “لروح طيبة”. إن تقاسم هذا الطبق الشعبي المتواضع على مائدته هو أفضل جائزة وتكريم، لكن عند أدنى فشل، تتدحرج الرؤوس. ومن أعلى إلى أسفل، فإن وكالة المخابرات المركزية الكورية تراقب.
معجزة نهر هان
مع “يوشين”، تنمو كوريا كتنين صغير... إنها “المعجزة الاقتصادية لنهر هان”، النهر الذي يتدفق في سيول.
وترمز شركة صناعة الصلب بوسكو، التي وُلدت قبل ذلك بأربع سنوات تقريبا وتعمل بأربعين موظفًا فقط، إلى شطط برنامج بارك الصناعي. في نهاية عام 1972، خرجت التدفقات الأولى من أفران صهر بوسكو في بوهانغ. وقد تم تصميم هذا الموقع، المولود من لا شيء، منذ البداية، ليكون أكبر مصنع للصلب في العالم. واليوم تحتل بوسكو المرتبة الاولى عالميًا في الصلب.
تعمل أحواض بناء السفن في هيونداي بنفس الروح بروميثيان: لقد قبلوا طلبات مالك السفن اليوناني ولم يسبق لهم إطلاق أي سفينة مطلقًا وليس لديهم حتى شكل من أشكال الإصلاح. يتم تجهيز الأحواض الجافة في الوقت نفسه الذي يتم فيه تجميع السفن، وهو إنجاز فريد من نوعه.
«معجزة نهر هان”، هي نتيجة لأساليب اقتصاد الحرب: التصدير معركة، والمنتجات ذخيرة، اليد العاملة جيش. تفجر النمو بمعدل سنوي بلغ 16 فاصل 6 بالمائة بين 1972 و1977. في ذلك العام، كسرت الصادرات سقف 10 مليارات دولار.
سقوط النظام
ومع ذلك، فإن الاحتجاج لم يتوقف. تندلع فوضى الجامعات بشكل عرضي، ويحتلها الجيش على الفور... تندلع الإضرابات، وتحشد الكنائس ضد القمع.
ورغم الرقابة -تتحقق وكالة المخابرات المركزية من صحة المقالات الصحفية قبل النشر - ومناخ الترهيب، خلال الانتخابات المنظمة لإضفاء الشرعية على احتكاره للسلطة، فإنه يجد صعوبة في الفوز بأغلبية الأصوات.
عام 1975، توفي أحد منافسي بارك في حادث تم تصنيفه رسميًا على أنه حادث: يُزعم أن تشانغ تشون ها، سقط في قاع واد خلال رحلة.
أكتوبر 1979، توفي كيم هيونغ ووك، المدير السابق لـ وكالة المخابرات المركزية الكورية، والذي كان بالتأكيد ضحية لعملاء بارك، في باريس. وكان الامني السابق، الذي عزل واللاجئ في الولايات المتحدة، قد هدد بالكشف عن معلومات محرجة. ولم يتم العثور على جثته.
بعد عشرة أيام، اغتيل بارك على يد كيم جاي جيو، رئيس وكالة المخابرات المركزية.
على غرار جزء كبير من التاريخ الكوري المعاصر، فإن ظروف هذا الاغتيال مشوشة. ما هو مؤكد هو أنه عندما طالب بارك بإرسال مظليين لإطلاق النار على الاحتجاجات المتصاعدة في بوسان، نصح كيم جاي جيو بعدم ارتكاب هذه الحملة القمعية حتى لا تتأزّم العلاقات مع الولايات المتحدة، وهي في أدنى مستوياتها منذ انتخاب جيمي كارتر. ثم تباعدت النظريات. ويبدو أن بارك فقد أعصابه وأهان سيّد الجواسيس، هذا الأخير الذي كان مخمورًا مثل الرئيس، غسل الإهانة برصاص المسدس. ويصوّر البعض القاتل كبطل ضحى بنفسه -شنق –ليسرّع عودة الديمقراطية. وأخيرًا، سيكون وراء هذا الاغتيال يد الأمريكيين.
ظله يطارد كوريا
ينتشر إرث بارك من خلال السلع الاستهلاكية الكورية التي تباع في جميع أنحاء العالم.
في كوريا، لا يزال قسم من الرأي العام، من الذين يأملون في منقذ قوي، يعشقونه. وهناك أيضًا الحنين إلى السبعينات، مع أنها أوقات صعبة جدًا تجمّلها الذاكرة. أتت هذه المشاعر بابنته، بارك كون هاي، إلى البيت الأزرق عام 2012.
لا شك أن بارك قد ترك بصمة لا تمحى. ولكن بقدر نجاح التصنيع القسري، فإن ما يطبع كوريا الجنوبية هو المعارضة الهائلة للدولة الثكنة التي أقامها. ولولا تفكيك الجهاز القمعي وإرساء الديمقراطية، ما كان تحديث البلد سيكتمل.
اليوم، العدالة في كوريا الجنوبية مستقلة وخالية من الضغوط السياسية إلى درجة أن بارك كون هي، التي أرادت أن تسير على خطى والدها، أطيح بها من قبل البرلمان، وحكمت عليها محكمة بالسجن 20 عامًا عام 2017 بسبب انتهاكات مختلفة للسلطة.
* تطور كوريا تحت قيادة
بارك تشونغ هي ،
روتليدج كورزون ، 2004
صحفي سابق ومؤلف وروائي حاليا. نشر كتبًا تاريخية (“إيشوارا: الرجل الذي بدأ الحرب”،
أرماند كولين، 2012؛ “بورت آرثر 8 فبراير 1904 -5 يناير 1905”، إيكونوميكا، 2015) وفي الرواية. “نادي موسيقى الجواسيس”، الذي نشره عام 2017 (توهو بوهو)،
وهو الأول في سلسلة
عن شنغهاي، يليه
“أراضي الشر”
(توهو بوهو، 2019).