انتخابات 2024 بدأت

بايدن يكافح العمر وترامب يحلم بتكرار إنجاز من القرن الـ19

بايدن يكافح العمر وترامب يحلم بتكرار إنجاز من القرن الـ19


قال الباحث السياسي في معهد المشروع الأمريكي ماثيو كونتينيتي، إن جل ما يعلمه الأمريكيون عن 5 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 هو أنهم سينتخبون رئيساً. ولكنهم لا يعلمون مثلاً من سيرشح الحزبان للانتخابات.
كتب كونتينيتي في “ناشونال ريفيو” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول إنه ينوي إعادة الترشح. لكن الواقع قد يكون مغايراً.
بايدن هو أكبر رئيس أمريكي سناً، وسيتجاوز الـ80 في 2024، وقد تمعنه صحته وقدراته الإدراكية من إطلاق حملة أخرى. إذا حصل ذلك، فسيكون بايدن أول رئيس منذ ليندون جونسون لا يسعى إلى ولاية ثانية.
سيكون بديله على التذكرة الديموقراطية لغزاً. لا يعلم الأمريكيون من سيرشح الجمهوريون أيضاً. عند كتابة المقال، من المتوقع على نطاق واسع أن يترشح ترامب. لو فاز في الانتخابات فسيكون ثاني رئيس يخدم بلاده في ولايتين غير متعاقبتين منذ غروفر كليفلاند، في القرن التاسع عشر.

ظروف مجهولة
لا يعلم الأمريكيون أيضاً الظروف التي ستسيطر على الولايات المتحدة والعالم بعد عامين. قد تحدد الجريمة، والهجرة غير الشرعية، ونظرية العرق النقدية، والآيديولوجيا الجندرية في التعليم والإجهاض الانتخابات.
وقد يكون هناك انكماش أو أزمة مالية أو كلاهما. ويمكن أن تتوسع الحرب في أوكرانيا لتشمل ناتو. كما يمكن أن تجتاح الصين تايوان. في حين أن كوريا الشمالية هي دوماً مصدر قلق والحرب تهديد ثابت في الشرق الأوسط. لكن ربما يمكن تفادي أسوأ النتائج. يمكن أن يتحسن الوضع الاقتصادي. ولكن اليوم، بايدن ضعيف، ولكن حصلت تحولات في السابق. نهض رونالد ريغان وبيل كلينتون وباراك أوباما من انتخابات نصفية مروعة ليفوزوا بولاية ثانية. اعتمدوا على التعافي الاقتصادي وشعبيتهم.
 لكن رؤساء آخرين، بينهم ترامب لم يكونوا محظوظين إلى هذا الحد. فهل سيستفيد المرشح الديموقراطي في انتخابات 2024 من مزيج مماثل من المهارات والحظ؟

اختيار هاريس
يشير كونتينيتي إلى صعوبة إزاحة شاغلي البيت الأبيض، فشل أربعة رؤساء فقط في إعادة انتخابهم في القرن الماضي. لكن انخفاض شعبية بايدن وظروفه الجسدية والذهنية وضعف خيارات حزبه يضع الديموقراطيين في وضع صعب.
إذا لم يترشح بايدن مجدداً، ستكون نائبه كامالا هاريس متصدرة للترشيحات. لكنه وضع قد لا تحتفظ به طويلاً، فشعبيتها أدنى حتى من شعبية بايدن، ونسبة تفضيله الصافية وفقاً لمعدل الاستطلاعات في ريل كلير بوليتيكس هي ناقص 8 نقاط مئوية، أما نسبتها فناقص 15 نقطة مئوية.
 وحسب الكاتب، يبدو أحياناً أن بايدن اختار هاريس نائبا للرئيس ليوجه رسالة إلى أمريكا: بصرف النظر عن قلة إعجابكم بي، يمكن أن تكون الأمور أسوأ.

الانتخابات التمهيدية
من شبه المؤكد أن تطلق هاريس تحدياً في الانتخابات التمهيدية. تشمل لائحة المنافسين المحتملين لها، حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، ووزير النقل بيتي بوتيجيج، وعضوي مجلس الشيوخ إليزابيت وارن، وإيمي كلوبوشار، وحاكم كارولاينا الشمالية روي كوبر، وعمدة نيو أورلينز السابق ميتش لاندريو، والنائب ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، وحاكم كولورادو جاريد بوليس، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر.
ستستفيد هاريس من شغلها المنصب والاختراقات التي حققتها بين الناخبين السود. لكن مشكلتها ستكون في الحملة الانتخابية. هي سيئة جداً في ذلك. ستكون الانتخابات الديموقراطية التمهيدية مريرة وصاخبة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها. بكلمات أخرى، ستشبه كثيراً الانتخابات الجمهورية التمهيدية.

12 مرشحاً محتملاً
صحيح أن ترامب سيبدأ السباق وكأنه يشغل المنصب. سيكون المرشح الوحيد للفوز بتسمية الحزب الجمهوري وفاز بها سابقاً كما فاز بالرئاسة.
لكنه سيواجه أيضاً معارضة داخل الحزب بما في ذلك من موظفيه السابقين. لا يقل عدد الذين يفكرون في الترشح عن 12، بينهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، وحاكم فرجينيا غلين يونغكين، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والسفيرة السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هالي، والسيناتورات تيد كروز، وريك سكوت، وتيم سكوت، وحاكم نيو جيرسي السابق كريس كريستي، وحاكم ميريلاند لاري هوغان، وحاكم نيوهامبشير كريس سونونو، وحاكمة ساوث داكوتا كريستي نويم.
قد لا تتحقق هذه الترشيحات إذا دخل ترامب السباق. لكن أخرى ستتحقق. وإذا لم يترشح ترامب فقد يتوسع الميدان الجمهوري ليشمل متنافسين جدداً مثل سيناتور أوهايو المنتخب جاي دي فانس.

مشاكل ترامب
سيواجه ترامب مصادر إلهاء إذا أطلق حملة ثالثة، قد تكون صحته، إذ سيبلغ 78 عاماً يوم الانتخابات، سن بايدن حين دخل البيت الأبيض. نوعية الحياة مهمة، فلعب الغولف أكثر متعة من الرئاسة. والتحقيقات الستة في حياة ترامب الشخصية والمهنية والسياسية في ولايتين، ومقاطعة كولومبيا قد تستهلك الكثير من وقته. يفترض الكاتب جدلاً أن ترامب سيترشح فعلاً. سيبدأ بأفضلية هائلة في استطلاعات الرأي وجمع التبرعات.
عند كتابة المقال، كان ترامب يقود معدل استطلاعات الانتخابات الجمهورية التمهيدية بـ31 نقطة. وجمعت لجنته للعمل السياسي التابعة له، أنقذوا أمريكا، أكثر من 100 مليون دولار. وقدرته على جذب التغطية الإعلامية لا نظير لها.

التهديد
سيأتي أعظم تهديد لترشيح ترامب، من ديسانتيس الذي حقق انتصاراً مثيراً للإعجاب بعد إعادة انتخابه دون مساعدة ترامب، وجمع أكثر من 200 مليون دولار، ويحل بعيداً من ترامب في المركز الثاني في الاستطلاعات الوطنية. لكن استطلاعاً للرأي في سبتمبر -أيلول لصالح يو أس أي توداي وسوفولك وجد أن ديسانتيس يغلب ترامب بين ناخبي فلوريدا الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
ووجد استطلاع حديث لشبكة أي بي سي وإيبسوس أن عدد الجمهوريين الذين يريدون أن يؤثر ديسانتيس على وجهة الحزب الجمهوري أكبر من عدد الذين يفضلون ترامب.
يتمتع ديسانتيس بالموهبة والموارد لإطلاق حملة وطنية. وأفضل فرصة له هي إظهار أداء جيد في نيوهامبشير، وساوث كارولاينا، لإجبار ترامب على المواجهة في فلوريدا. لكن النجاح غير مضمون.

أنا أوافق
ومن أسباب ذلك الاحتمال الكبير لتحول الانتخابات الجمهورية التمهيدية إلى نسخة مكررة عن انتخابات 2016، حيث قسمت الترشيحات الكثيرة الأصوات المناهضة لترامب. علاوة على ذلك، ربما وصل ديسانتيس إلى ذروة نجاحه باكراً جداً. قد تصفه أصوات مؤيدي ترامب بخادم للمؤسسة الجمهورية المرعبة.
ويقول مراقبون آخرون مثل الإعلامية ميغن كيلي عبر فيديو لقي انتشاراً واسعاً إن ديسانتيس لا يستطيع مجاراة قوة نجم ترامب الذي “يمتص كل الطاقة في كل غرفة مهما حدث».
وتوقعت ألا يستطيع سياسي ماهر مثل ديسانتيس أن يتخطى ذلك. ونشر ترامب مقطع الفيديو على منصته للتواصل الاجتماعي معلقاً “أنا أوافق».
3 سيناريوهات
يرى الكاتب ثلاثة سيناريوهات في الانتخابات التمهيدية تشمل ترشح ترامب وديسانتيس معاً. الأول أن يهزم ترامب ديسانتيس والآخرين فيكسب الترشيح بسهولة. الثاني أن يهزم ديسانتيس ترامب ويفوز بالترشيح. لكن لا أحد يعرف كيف ستكون ردة فعل ترامب على الهزيمة.
أما السيناريو الثالث فأكثر تعقيداً، إذ من المحتمل أن يتقاسم ترامب وديسانتيس التصويت الموالي لترامب في 2024، كما قسم تيد كروز وماركو روبيو وجون كاسيتش الصوت المناهض لترامب في 2016.
إذا كان ذلك صحيحاً فثمة فرصة ليخسر ترامب وديسانتيس الغالبية. يمكن أن يسمح هذا المأزق بمساحة لمرشح ثالث سيكون عليه جذب بعض ناخبي ترامب والأقسام المرتابة منه في التحالف الجمهوري. قد يكون السيناريو الثالث ضئيل الاحتمال. لكنه يوفر الأمل مثلاً لغلين يونغكين.
الاحتمال الأرجح هو ترشيح آخر لترامب تعقبه مواجهة مكررة مع بايدن. لكن المرجح لا يعني أنه مؤكد.
لا بد من مفاجآت على الطريق. يقول المثل إن الجمهوريين يختارون دوماً مرشحهم لكن بعد إذلاله أولاً.
منذ إعلان ترامب مرشحاً إلى الرئاسة في 16 يونيو -حزيران 2015، كانت السياسة الأمريكية غريبة للغاية. وهي على وشك أن تصبح أكثر غرابة.